Erbil 7°C السبت 23 تشرين الثاني 06:20

مدرسة سرية في فنلندا لتعليم أطفال مقيمين في مخيم الهول

بينها صور حيوانات وتمارين حساب

زاكروس عربية – أربيل

من منزلها في العاصمة الفنلندية، تراجع المدرّسة إيلونا تيميلا، مئات المحادثات على تطبيق واتساب› مع تلاميذ فنلنديين هم أبناء عناصر في تنظيم داعش، كانوا محتجزين في مخيم في سوريا، وبينها صور حيوانات وتمارين حساب وجمل بسيطة بالإنكليزية والفنلندية.

قدمت هذه المعلمة العام الماضي دروسا لأطفال فنلنديين محتجزين على بعد نحو ثلاثة آلاف كيلومتر في مخيم الهول للنازحين في سوريا، مستعينة فقط بالتطبيق الهاتفي الخاص بالمراسلات، من بين هؤلاء آلاف الأطفال لأمهات أجنبيات، سافرن إلى سوريا للزواج بجهاديين.

وقالت تيميلا، لوكالة فرانس برس "بعض الأطفال لم يعرفوا ما هو المبنى أو المنزل، لأنهم لم يقيموا إلا في خيام". وأضافت "هم بحاجة لتعلم الكثير من الأمور".

يوسي تانر الموفد الفنلندي الخاص المكلف ضمان الحقوق الأساسية للأطفال الفنلنديين في الهول، وتشمل مهامه ضمان الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والإعادة إلى الديار في نهاية الأمر، يقول إن المخيم "مكان بائس خارج عن السيطرة" كما يقول

ويضيف أن الدعاية لـ ‹المتطرفين‹ "تنتشر في غياب أي رسالة في المقابل".

راودت تانر فكرة الدروس الهاتفية للأطفال الفنلنديين في الهول، عندما بدأ التلاميذ في أنحاء العالم التعلم عن بعد مع تفشي فيروس كورونا المستجد.

وبمساعدة مؤسسة لايفلونغ الفنلندية للتعليم، طلب مسؤولون من تيميلا، المتخصصة في تعليم الأطفال الفنلنديين في الخارج، ومعلمة أخرى، وضع برنامج تعليميي وتطبيقه.

مع حظر الهواتف في المخيم، كان لا بد من تقديم الدروس سرا، كما لم يُكشف للمواطنين الفنلنديين عن المشروع الحساس سياسيا، لكن سرعان ما انضم 23 من بين 35 طفلا فنلنديا في المخيم إلى المشروع.

"صباح الخير! اليوم الخميس السابع من أيار/مايو 2020. اليوم الأول من المدرسة عن بعد"، تلك كانت رسالة تيميلا الأولى إلى الأطفال مرفقة بصورة سيلفي مبتسمة.

وخلال فترة قصيرة بدأت تيميلا وزميلتها بتبادل مئات الرسائل النصية والصوتية مع الأطفال الذي كانوا يتلقون درسا أو اثنين يوميا.

وأوضحت أن "الصغار كانوا يُلقنون اللغة الفنلندية دائما فيما الأكبر سنا كانوا يتلقون دروسا في الجغرافيا أو التاريخ، والبعض منهم طلبوا تعلم الإنكليزية".

رغم معرفة تفاصيل قليلة جدا عن الأطفال، قالت تيميلا إنها وزميلتها كانتا "تشعران بالقلق دائما على مصلحتهم خصوصا عندما كنا نسمع أنهم مرضى أو عن هبوب عاصفة وانهيار خيمتهم".

ويقول الموفد تانر "بعضهم هرب من المخيم لذا كانوا يشاركون في الدروس خلال فرارهم في شمال غرب سوريا في منطقة تشهد نزاعا مسلحا".

البعض أعيدوا إلى سلطات بلدهم وتركوا مجموعة التلاميذ نهائيا.

بعد أشهر من التعليم، كشفت والدة طفلة عمرها ست سنوات أنه بات بإمكان ابنتها الآن القراءة.

وتقول تيميلا "ليس بإمكان جميع الأطفال بعمر ست سنوات في فنلندا القراءة" وتضيف مبتسمة "كانت لحظة فرح"، مضيفة إن لديها شعور "بالحزن أكثر منه الغضب" تجاه الأمهات اللواتي أخذن أطفالهن إلى النزاع.

وأعاد بعض الدول الغربية المترددة عددا قليلا من مواطنيها المرتبطين بالجهاديين، وغالبيتهم من الأطفال، فيما نظمت وزارة الخارجية الفنلندية عودة 23 طفلا وسبعة بالغين.

وقال تانر لوكالة فرانس برس إن 15 شخصا "ممن يصعب الوصول إليهم" ومن بينهم 10 أطفال، لا يزالون في مخيمات في سوريا.

وصل برنامج تيميلا التعليمي إلى نهاية الطريق في منتصف 2021 وفي وقت لاحق عممت الوزارة المشروع.

وتقول مبتسمة "بات لقبي +معلمة الهول+" مضيفة "لكنني فخورة بما فعلنا".

ويُعتبر مخيم الهول، الذي يقطنه نحو 70 ألف نسمة بين نازحٍ ولاجئ، نصفهم عراقيين، أحد أخطر المخيمات في العالم، حيث يضم عشرات الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم داعش.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، يشكل الأطفال أكثر من ثلثي هذا الرقم، حيث تصل نسبتهم في المخيم إلى 66% من عدد السكان، وأغلبهم لا يملكون أوراقاً ثبوتية.

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.