رئيس حكومة إقليم كوردستان يتعهد بتأهيل الأقسام الداخلية وتقديم الدعم المالي للطلاب المحتاجين كأولوية

زاكروس عربية - أربيل

أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم السبت (27 تشرين الثاني 2021)، العمل على تأهيل الأقسام الداخلية وإيجاد آلية لتقديم الدعم المالي للطلاب المحتاجين ضمن أولويات الحكومة، مشيراً إلى "محاولة بعض الأطراف استغلال الاحتجاجات الطلابية وتحريفها لإثارة العنف والفوضى وخدمة أجندة سياسية".

وقال مسرور بارزاني خلال اجتماعه مع مجموعة من طلاب الجامعات والمعاهد: "نحن في دولة تعرضنا فيه على امتداد التاريخ للكثير من الغدر والظلم والحرمان، ورأيتم كيف يتم التعامل مع الإقليم مع الحيلولة دون تمكننا من النهوض واستغلال الأزمات لعرقلة مسار التقدم وبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة إلى جانب أن يؤدي كل فرد دوره في المجتمع".

وخاطب الطلاب قائلاً: "أعلم أنكم تعانون من العديد من المشكلات وهذا موجود لدى معظم الفئات والشرائح، لكن الحل يكمن في أن نتحاور معاً ونسمع بعضنا بعضاً، وعلينا الكثير من الواجبات ومنها حماية كياننا وأن نشعر بالمسؤولية وأن تتعاون السلطة مع الشعب في مجال الحقوق والواجبات".

وأوضح أن "الأقسام الداخلية بحاجة إلى خدمات وطلباتكم تصلني دائماً ونحن نبذل ما يمكن لحل هذه المشاكل"، مبيناً أن "التظاهر حق طبيعي ويمكن للجميع في هذا البلد أن يتظاهر بصورة سلمية ويطالب بحقوقه، والحكومة تدعم التظاهر السلمي، لكن توجيه التظاهرات لنواحي أخرى أو يندس فيها أطراف معينة لخلق الفوضى والعنف فهذا لا يخدم حقوق الطلاب ولن يحل المشاكل بل يعمقها ويفتح الطريق أمام استغلالها".

ودعا مسرور بارزاني "جميع الأخوات والأخوة الأعزاء إلى الحفاظ على سلمية وهدوء ومدنية التظاهرات أو إرسال ممثليكم لإيصال مطالباتكم للحكومة لكن ما رأيناه من حرق المقرات والاعتداء على الآخر والعنف وسفك الدماء يؤلمنا جميعاً ولا أعتقد أن قيام البعض بتنفيذ أجنداته السياسية من خلال استخدام الطلاب واستغلالهم يسر أحداً منكم".

وتابع أن "دعوتي الأخوية لكم هي أن تكونوا مثل البيشمركة وتدافعوا عن بلدكم، وقد حزننا جداً برؤية الإساءة لعلم كوردستان الذي يرمز للآلاف من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل العلم، ومن الواضح وجود أيادي تريد استغلال حماسة الطلاب واندفاعهم للقضاء على كل القيم الوطنية".

وشدد أنه "ينبغي عليكم منع أي إساءة لمقدسات ورموز وطنكم ونحن متأكدون بأن هذا الفعل ليس من عمل الطلاب، كما أن الحكومة لن تسكت أمام كل من اقترف ذلك ولا بد من إحالة من يسيؤون للعلم للمحاسبة القانونية ونحن ندين هذا الفعل بأشد العبارات كما ندين العنف سواء من قبل القوات الأمنية تجاه الطلاب أو من اندسوا وسط الطلاب ضد القوات الأمنية".

ومضى بالقول إن الدراسة في الجامعات الحكومية مجانية، لكن طلب المخصصات للدراسة المجانية في الجامعات ليس له وجود في كل مناطق العالم، حيث أن البنوك في العديد من الدول تمنح قروضاً للطلاب من أجل دفعها للجامعات كرسوم دراسية.

وحول أسباب ظهور الأزمة المالية، أشار مسرور بارزاني إلى أنه "للسنوات من 2014 وحتى 2017 لم ترسل بغداد أي موازنة إلى إقليم كوردستان، ما أجبر الحكومة على الاقتراض لتسيير أعمالها ونحن لا نزال ندفع ثمن ذلك، كما أنه في الأعوام من 2020 إلى 2021 أيضاً لم تصلنا أي أموال لـ12 شهراً وبجمع المبالغ لتلك السنوات الأربع والسنتين الأخيرتين فإن بغداد مدينة لإقليم كوردستان بـ23 مليار دولار بحسب الاتفاقيات وقوانين الموازنة وهذه من حقوقكم، لكن بعض أطراف المعارضة التي كانت تطالب بغداد بعدم إرسال الموازنة بهدف إنهيار الحكومة تقوم الآن بتحريض الناس على التظاهر".

وذكر قائلاً إنه "رغم الأزمات المتمثلة بانتشار كورونا وانهيار أسعار النفط وانخفاض الحركة التجارية، لكن الحكومة استطاعت إدارة الأمور ودفع الرواتب، ورغم أن الأوضاع أفضل الآن، لكن هذا لا يعني صرف كل الأموال كرواتب، حيث من الضروري تحسين واقع الكهرباء والمياه واستئناف مشاريع الخدمات والتنمية الاقتصادية، ونحن لدينا الكثير من الطموحات".

ولفت إلى أن "حكومة إقليم كوردستان مسؤولة عن كل فئات المجتمع وليس الموظفين فقط، لكن أكثر من 80% من الإيرادات تذهب لدفع رواتب مليون و200 شخص يأخذون 80% من الإيرادات في حين أن على 5 ملايين مواطن أن يعيشوا على 20% من الإيرادات المتبقية فقط وهذا ليس عادلاً، وما يتبقى للحكومة لتسيير أعمالها لا يتجاوز 60 مليوناً، فللأسف لم تكن هناك أي استراتيجية اقتصادية لكننا أكدنا على ضرورة تنويع مصادر الإيرادات وتطوير القطاع الزراعي ودعم القطاع التربوي والصحي لإفادة جميع المواطنين".

وأوضح أن "المشكلة الكبيرة للطلاب هي مرحلة ما بعد التخرج لإيجاد فرص العمل، فعلى الحكومة إيجاد فرص العمل للطلاب لا من خلال التعيين الحكومي بل توفير الفرص في القطاع الخاص وإقامة المشاريع التي تستوعب الأيادي العاملة ويمكن لإقليم كوردستان أن يصبح مركزاً اقتصادياً مهماً في المنطقة حيث حتى الآن لم يتم استغلال سوى 10% من مقدرات إقليم كوردستان، لكن الكثير من المغرضين يريدون إعاقة ذلك وافتعال الفوضى والانقسام".

رئيس إقليم كوردستان أقر أن "بعض الطلاب المحتاجين يستحقون تقديم المساعدة لهم من قبل الحكومة
وقد قمنا بتخصيص ميزانية خاصة لتلبية مطالب الطلاب، وأنا لست بعيداً عن الطلاب ونحن في جهة واحدة ولسنا في جهتين متضادتين ويمكنكم إرسال مذكرة بمطالبكم لنا"، مبيناً أن "لدينا 150 ألف طالب وظروف هؤلاء تختلف من طالب لآخر، ونحن نعمل على إيجاد آلية لمساعدة الطلاب المحتاجين للدعم كما أن إصلاح وتأهيل الأقسام الداخلية من واجبات الحكومة التي ستضطلع بها كأولوية كما سندرس تقديم قروض مصرفية للطلاب".

وتقدم مسرور بارزاني بالشكر للطلاب الذين منعوا تحريف مظاهراتهم، مشدداً على أن "حكومة إقليم كوردستان ملتزمة بتوفير أفضل الخدمات لمواطنيها ومنهم الطلاب".

والأربعاء الماضي، ناقش مجلس وزراء إقليم كوردستان برئاسة مسرور بارزاني، عدداً من القضايا ومنها احتجاجات طلبة الجامعات والمعاهد، وفيما قرر تخصيص دعم مالي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتحسين واقع الأقسام الداخلية والظروف المعيشية للطلبة والتأكيد على حق التظاهر السلمي، استنكر بشدة "ازدراء وإهانة مقدسات الإقليم وعلم كوردستان والاعتداء على القوات الأمنية وتدمير المؤسسات".

ومنذ عدة أيام تشهد محافظة السليمانية ومؤخراً محافظة أربيل، تظاهرات لعدد من الطلبة احتجاجاً على سوء أوضاعهم الناجمة عن الأزمة الاقتصادية وعدم إرسال حصة إقليم كوردستان من الموازنة، وقد تخللت الاحتجاجات أعمال عنف وحرق العديد من المباني الحكومية والمقرات الحزبية.

ت: شونم عبدالله خوشناو