زاكروس عربية - أربيل
أكدت ممثلية حكومة إقليم كوردستان في باريس، اليوم الجمعة (26 تشرين الثاني 2021)، أنها تنسق مع السلطات الفرنسية لتقصي مصير المهاجرين وهويات ضحايا غرق زورق في بحر المانش/ القناة الإنجليزية بين فرنسا وبريطانيا.
وقالت الممثلية في بيان اطلعت عليه زاكروس عربية: "لمعرفة مصير ضحايا المركب الغارق بين فرنسا وبريطانيا وكشف هويات الضحايا، تجري ممثلية إقليم كوردستان في فرنسا اتصالات مع وزارة العدل والشرطة الفرنسية".
ودعت المواطنين الذين من المحتمل أن يكون أقاربهم على متن المركب أو الذين فقدوا الاتصال بهم منذ فترة إلى مراسلة ممثلية إقليم كوردستان في فرنسا عبر البريد الإلكتروني من أجل تعقب مصيرهم.
وأوضحت أن البريد المرسل إلى الإيميل "[email protected]" يجب أن يكون مرفقاً بنسخة من جواز سفر المهاجر ونسخة من جواز أحد والديه، وكذلك صورة ملونة للمهاجر.
وعبّر رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أمس الخميس عن حزنه لمصرع 27 مهاجراً في بحر المانش/ القناة الإنجليزية خلال محاولتهم العبور من فرنسا إلى بريطانيا، مشيراً إلى أن بعضهم من الكورد والحكومة تعمل على التثبت من هوياتهم.
وقال مسرور بارزاني في تغريدة على موقع تويتر: "أشعر بحزن عميق للخسارة المأساوية لحياة 27 بريئاً في القناة الإنجليزية، ويبدو أن بعض الضحايا من الكورد، ونحن نعمل على التثبت من هوياتهم"، مؤكداً تضامنه مع عائلات الضحايا.
وأشار إلى أن ذلك "تحذير قوي بمخاطر الهجرة غير الشرعية والمهربين الذين يرسلون الناس إلى الموت"، مشدداً على أنه "يجب علينا العمل معاً لمنعهم".
وفي قناة المانش التي بدأت تتحول إلى "مقبرة مفتوحة"، قضى 27 مهاجراً على الأقل وبعضهم من الكورد الأربعاء الماضي، بعدما غرق زورقهم قبالة كاليه من حيث انطلقوا في شمال فرنسا خلال محاولتهم للعبور نحو السواحل البريطانية، في كارثة إنسانية غير مسبوقة على طريق الهجرة هذه استدعت من باريس ولندن اتفاقاً على "الضرورة الملحّة" لتعزيز التعاون بينهما لوقف هذه المآسي.
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الفور بـ"تعزيز فوري" لوكالة فرونتكس الأوروبية وباجتماع أوروبي "طارئ" متعهدا "ألا تسمح فرنسا بتحول المانش إلى مقبرة".
ودعا ماكرون إلى "التعزيز الفوري للوسائل المتاحة لوكالة فرونتكس" عند الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، على ما أفاد قصر الإليزيه، كما طالب الرئيس الفرنسي "باجتماع طارئ للوزراء الأوروبيين المعنيين بالتحدي الذي تطرحه الهجرة" مؤكداً "ستتخذ كل الإجراءات للعثور على المسؤولين (عن الحادث) وإدانتهم".
وأدّى هذا الحادث الذي وصفه رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس بأنه "مأساة" إلى تسجيل أكبر حصيلة قتلى منذ ارتفاع عدد عمليات العبور عبر المانش في 2018.
من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اجتماع للبحث في "شأن الوضع في قناة المانش" وقال إنه "أصيب بصدمة وحزن عميق" لوقوع ضحايا مشيراً إلى أنه يريد "بذل المزيد" من التعاون مع فرنسا لمنع العبور غير القانوني.
وصرّح لمحطة سكاي نيوز "واجهنا صعوبة في إقناع بعض شركائنا ولا سيما الفرنسيين، للتصرف بما يقتضيه الوضع، لكنني أتفهم الصعوبات التي تواجهها كل البلدان، وما نريده الآن هو التعاون بشكل أكبر".
وقبل هذا الحادث كانت حصيلة القتلى منذ مطلع السنة الحالية ثلاثة قتلى وأربعة مفقودين.
وفي العام 2020 قضى ستة أشخاص وفقد ثلاثة آخرون في مقابل أربعة قتلى في 2019.
ومساء أول أمس الأربعاء، أعلن متحدّث باسم داونينغ ستريت أنّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الضرورة "الملحّة لتعزيز جهودهما المشتركة لمنع عمليات العبور هذه، وفعل كل ما بوسعهما لتوقيف العصابات التي تعرّض أرواح أناس للخطر".
وأضاف المتحدّث أنّ "الزعيمين كانا واضحين في أنّ الخسارة المأساوية للأرواح تمثّل تذكيراً صارخاً بضرورة إبقاء جميع الخيارات على الطاولة لوقف عمليات العبور المميتة هذه وكسر نموذج العمل الذي تتّبعه العصابات الإجرامية التي تقف وراءها".
وأتى الإعلان عن هذه المكالمة الهاتفية بين جونسون وماكرون في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية الفرنسية أنّ حصيلة المأساة بلغت 27 قتيلاً وناجيين نقلا إلى المستشفى وحياتهما لا تزال في خطر.
ووفقاً للسلطات الفرنسية فإنّ من بين القتلى طفلة وخمس نساء إحداهن حامل، ولم تتّضح في الحال جنسيات الضحايا.
وفي السياق، دعا رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، الجميع إلى العمل معاً لمعالجة أزمة المهاجرين العالقين بين بيلاروسيا وبولندا، معرباً عن قلقه حيال سوء أوضاع أولئك المهاجرين وخاصة الأطفال منهم.
وقال مسرور بارزاني في مقابلة مع صحيفتي ( Frankfurter Allgemeine Zeitung -FAZ) و (DieWelt) الألمانيتين على هامش أعمال حوار المنامة ٢٠٢١ الذي خصص هذا العام للأمن في الشرق الأوسط إن حكومة الإقليم لم تتوقع حدوث الأزمة على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا التي وقعت فجأة ودون سابق إنذار حينما تبين أن الكثير من مواطني إقليم كوردستان هاجروا صوب بيلاروسيا.
وأوضح أن المهاجرين ليسوا فقط من المحتاجين وذوي الدخل المحدود بل منهم أشخاص أغنياء، وجميعهم يمتلكون جوازات سفر وقد هاجروا جواً بصورة قانونية وطبيعية عبر الطائرات فبعضهم ذهبوا إلى الإمارات وتركيا ومن هناك انطلقوا إلى بيلاروسيا أي أنهم لم يصلوا إليها مباشرة من إقليم كوردستان.
وأشار إلى أن الأوروبيين كثفوا جهوداً حثيثة لمنع موجات الهجرة إلى بلدانهم عبر بيلاروسيا، معبراً عن أمله ببذل مساعٍ مماثلة لإنهاء الأسباب الرئيسة للمشكلة على المدى القصير وكذلك طويل الأمد.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى الدعم لمكافحة شبكات الجريمة التي تنقل مواطنينا عبر التهريب والطرق غير المشروعة إلى أوروبا وتقوم بخداعهم في هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر، فهذه الجرائم لا تهدد أمن إقليم كوردستان فحسب بل أن جميع الدول الأوروبية معرضة للتهديد والخطر، فتلك العصابات والشبكات تشكل تهديداً جدياً وحقيقياً على أمن أوروبا عموماً".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن