زاكروس عربية – أربيل
كشف تقرير تناول نشره معهد "تشاتام هاوس" الاستراتيجية التي اتبعها التيار الصدري، ومكنته من الفوز على أبرز منافسيه، تحالف "الفتح" الذي يمثل الواجهة السياسية للفصائل الولائية المنضوية في الحشد الشعبي.
وبحس التقرير فأن التيار عرف كيف يتعامل مع قانون الانتخابات الجديد في حين أن "الفتح" ارتكب "خطأ استراتيجي ما أدى لخسارته.
ويشرح التقرير كيف أن القانون الجديد يقوم على مبدأ التصويت الفردي أو الفائز الأول ويجري داخل دوائر انتخابية متعددة المقاعد، بهدف خلق عملية انتخابية "أكثر شفافية" ويضمن علاقة أوثق بين الناخبين والمرشحين، لكنه يتطلب من الأحزاب والقوى المتنافسة اعتماد "معايير دقيقة" لاستراتيجياتها، أذا ارادت تحقيق النجاح في صناديق الاقتراع، وفقا للتقرير.
في الوقت الذي كانت الأنظمة الانتخابية القديمة تعتمد على نظام القائمة المفتوحة أو المغلقة، كان يمكن إعادة توزيع الأصوات التي حصل عليها مرشح ما على مرشحين آخرين من نفس الحزب، وبالتالي في حال كان الفوز بمقعد في مجلس النواب يحتاج لخمسة آلاف صوت مثلا، وحصل أحد المرشحين على 10 آلاف فإن الفائض يذهب لمرشح آخر من الحزب ذاته.
في المقابل، يشير التقرير، إلى أن القانون الجديد ينص على عدم جواز تحويل الأصوات التي يحصل عليها المرشح لمرشح آخر، مما يؤدي إلى إهدار عدد كبير من الأصوات، و"هذا ما حصل مع تحالف الفتح".
كما يقول تقرير معهد تشاتام هاوس ومقره لندن، إنه رغم أن نتيجة الانتخابات ربما تشير إلى زيادة شعبية التيار الصدري مقابل تراجع الدعم الشعبي لتحالف الفتح، إلا أن إجمالي عدد الأصوات الذي حصل عليه الطرفان يكشف عن قصة مختلفة.
ويضيف التقرير أن "فشل" تحالف "الفتح" في إجراء "تقييم دقيق للتشريع الجديد" جعلهم يحصلون على مقاعد أقل بكثير عن تلك التي حصدها التيار الصدري رغم أن أجمالي الأصوات التي حصلوا عليها كانت أكثر من الصدريين.
ويبين أن الصدريين تعاملوا بـ"فعالية" أكثر مع القانون الجديد، حيث توقعوا بدقة مستويات الدعم داخل كل دائرة انتخابية، وقاموا بتسمية العدد الصحيح من المرشحين للترشح في الدوائر الانتخابية، ثم تمكنوا من إقناع أنصارهم بتوزيع الأصوات بالتساوي بين المرشحين.
في الجهة الأخرى، اعتمد تحالف "الفتح" استراتيجية تقديم مرشحين متعددين في كل دائرة انتخابية في محاولة منهم للحصول على مقاعد أكثر، بالإضافة إلى أنه يتكون من عدة أحزاب متنافسة، حيث سعت كل طرف إلى تقديم مرشح خاص به ضمن قائمة الفتح،" مما أدى إلى إهدار الأصوات"، مؤكداً أن ذلك هو "عكس" ما فعله التيار الصدري.
بالإضافة إلى غياب الإستراتيجية، فأن النتائج تعكس كذلك تخلي ناخبي "الفتح" عنه بسبب رفضهم لسلطة السلاح ومطالبتهم بتعاف اقتصادي سريع، وفقا لتقرير نشرته ‹فرانس برس› الإثنين الماضي.
ويؤكد كثيرون، وفقا للوكالة، أن أبرز أسباب عزوف جماهير الفتح والحشد عن التصويت لهما هو العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل الولائية.
هذا وبعد الاحتجاجات الشعبية التي هزت العراق في أكتوبر 2019، كان عشرات من الناشطين ضحايا عمليات خطف واغتيال ومحاولات اغتيال اتهمت الفصائل الموالية لإيران بالوقوف خلفها، ولم يحاسب أحد عليها حتى الآن.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن