Erbil 7°C السبت 23 تشرين الثاني 02:19

احتجاجات القوى الخاسرة لا تلقى تفاعلاً في الشارع الوطني العراقي

الموضوع لا يتعدى "صراع حزبي" ومحاولة لي ذراع الحكومة

زاكروس عربية – أربيل

تحاول القوى السياسية المنظمة للاعتصامات أمام بوابة المنطقة الخضراء الادعاء بأن هذه الاحتجاجات ذات طابع شعبي وجماهيري رافض لنتائج الانتخابات، في حين أن معظم المشاركين ليسوا إلا مستجيبين لأوامر قيادات الفصائل الولائية دون أن تكون المشاركة نابعة من موقف شخصي أو بناءً على رؤية سياسية، وهو ما يفسر عدم تحقيقها أي تفاعل جماهيري أو وطني على مستوى العراق.

ويحتشد محتجون يتبعون لقوى وفصائل ولائية خسرت في الانتخابات التشريعية، قرب بوابات المنطقة الخضراء من جهة حيّ الجادرية، حيث مقرات أغلب تلك المليشيات، صعدوا من مطالبهم التي كانت إعادة العد والفرز يدوياً لأصوات المقترعين إلى المطالبة بإلغاء الانتخابات وفق أسس جديدة "بيد أمينة"، فيما يتهمون بعثة الأمم المتحدة في العراق بأنها متعاونة مع حكومة مصطفى الكاظمي ومفوضية الانتخابات على "سرقة" أصوات الكيانات السياسية الشيعية.

رغم محاولات منظمي هذه الاحتجاجات منحها طابعاً شعبياً إلا أن انتشار مقاطع مصورة تُظهر أن غالبية المتظاهرين هم من عناصر الحشد الشعبي، خلقت قناعة في الشارع العراقي بأن الموضوع لا يتعدى "صراع حزبي" ومحاولة لي ذراع الحكومة بعد فشل القوى الخاسرة في تحقيق نتائج كانت تتوقعها.

وأظهرت لقطات مصورة من خيم الاعتصام في بغداد، أن معظم المعتصمين قدموا بأوامر عسكرية من قبل قادة في "الحشد الشعبي"، وأنهم لا يعلمون ما حدث في الانتخابات، على الرغم من أنهم يرفعون لافتات تهاجم مفوضية الانتخابات، بالإضافة إلى أنهم "يتوافدون إلى ساحة الاعتصام بشكل الواجبات العسكرية، إذ إنّ هناك فريقين يعتصمان، أحدهما صباحاً، والآخر في المساء".

كما يذهب الناشطون إلى وصف ما يحدث بـ "الاستغلال السياسي" ، مشيرين إلى أن الاعتصامات تلك "مدفوعة سياسياً"  وأن معظم المشاركين لا علاقة لهم بالانتخابات، بل إنهم ليسوا إلا عناصر من الحشد الشعبي ينفذون أوامر قاداتهم، ويؤكد الناشطون أن هذه "معركة خاسرة"  إذ أنها "لا تعن" الشارع العراقي كونها "تخالف الدستور العراقي الذي يشترط أن تكون قوى الأمن بعيدة عن الصراعات السياسية" مادام الحشد يعتبر نفسه أو أنه وفق الدستور جزء من القوى الأمنية البلاد.

هذا وتعرضت معظم القوى السياسية التابعة للفصائل المسلحة لخسارة كبيرة وفق نتائج الانتخابات، وسبّبت هذه الخسارة تجمع أنصار القوى الخاسرة في الشوارع التي قطعوا عدداً منها، ما سبّب اختناقات مرورية كبيرة وسط العاصمة بغداد، ولم تخف قيادات تلك القوى دعهما للتظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات، معتبرة أن ذلك "يُعدّ حقاً دستورياً".

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.