هدوء يسبق عاصفة الاقتراع العام.. العراق يدخل مرحلة الصمت الانتخابي

زاكروس عربية - أربيل

دخل العراق في مرحلة الصمت الانتخابي، اعتباراً من الساعة السادسة من صباح اليوم السبت (9 تشرين الأول 2021)، وذلك قبل يوم واحد من موعد الانتخابات التشريعية العامة.

ويتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع غداً الأحد، للمشاركة في انتخابات نيابية مبكرة هي نتيجة انتفاضة شعبية انطلقت قبل عامين، في بلد غارق بالأزمات.

ويتوقع مراقبون أن تكون نسبة المشاركة ضئيلة في العملية الانتخابية التي كان موعدها الطبيعي في 2022، واعتبر تحديد موعد لها من تنازلات حكومة مصطفى الكاظمي لامتصاص الغضب الشعبي إثر احتجاجات تشرين الأول 2019.

وتجري الانتخابات التي اعتبرها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "فرصة تاريخية للتغيير"، وفق قانون انتخابي جديد، على أساس التصويت الأحادي مع رفع عدد الدوائر إلى 83، من أجل تشجيع المستقلين والمرشحين المحليين الى البرلمان البالغ عدد أعضائه 329، على خوض الانتخابات.

وسيتمّ نشر أكثر من 250 ألف عنصر أمن يوم الاقتراع. ففي بلد منقسم تملك غالبية الأحزاب فيه فصيلاً مسلحاً، توجد مخاوف من احتمال حصول عنف انتخابي في حال لم تتوافق النتائج مع طموحات الأطراف المشاركة.

بدأ الانتشار الأمني منذ أمس الجمعة، يوم التصويت الخاص بالقوات الأمنية والنازحين والسجناء.

تبقى المفاوضات التي ستلي إعلان النتائج من أجل اختيار رئيس للوزراء يقضي العرف بأن يكون شيعياً، أبرز التحديات، في برلمان يتوقع أن يكون مشرذماً.

وفي بلد قائم على التسويات السياسية، ينبغي على القوى الأساسية وضع خلافاتها على ملفات عدة جانباً، للتفاوض على اسم جديد لرئاسة الحكومة، في عملية قد تتطلب أشهراً، حيث تمّ اختيار الكاظمي بعد خمسة أشهر من المفاوضات.

ويطمح الصدر، وهو زعيم فصيل مسلح سابقاً ويقدّم نفسه على أنه المناهض الأول للسياسيين الفاسدين، لتحقيق نتائج تتيح له اختيار رئيس للحكومة من دون عوائق.

وينبغي على القوى السياسية تجاوز خلافاتها والاتفاق على اسم رئيس وزراء يكون مقبولاً من الجميع تفادياً للنزاعات، وقد يزيد ذلك من حظوظ الكاظمي الذي نجح في الحفاظ على علاقات جيدة مع لاعبين داخليين وخارجيين أساسيين.

واعتبر الكاظمي في خطاب له مساء الجمعة الانتخابات "فرصة تاريخية" من أجل "إجراء الانتقالة المطلوبة في الحياة السياسية بحيث لا تتكرر تجربة 2018 التي قضت بمقاطعة الانتخابات" و"انتخاب مجلس نواب من شخصيات كفوءة ووطنية لا تشوبها شوائب الفساد وتتحمل مسؤولية الاصلاح الشامل على كل المستويات في هذه المرحلة".

وأعلنت مفوضية الانتخابات أن نسبة المشاركة في التصويت الخاص الذي بدأ في الساعة السابعة من صباح أمس السبت واستمر حتى السادسة مساءً، بلغت 69% وأن عدد المصوتين بلغ 821،800 من أصل مليون و196 ألفاً يحق لهم التصويت.

ويحق لأكثر من 25 مليون مواطن التصويت في الانتخابات العراقية يوم غد، موزعين على 83 دائرة انتخابية في عموم مدن البلاد، وبواقع 8273 مركز اقتراع، و55 ألفاً و41 محطة انتخابية، بينما يبلغ عدد المرشحين 3243 يتنافسون على 329 مقعداً في البرلمان.