زاكروس عربية - أربيل
تحدث "علي كاظم حميدان الجبوري" الذي أدين سابقاً بجريمة قتل وحرق زوجته ورميها في النهر بمحافظة بابل، قبل أن تظهر وهي حية ترزق ويتم إعلان براءته، عن طرق انتزاع الاعترافات منه بالقوة، مشيراً إلى أنه تعرض للتعذيب بالضرب والصعقات الكهربائية، إضافة إلى تهديده بالاعتداء على "أمه وأخته" أمام أنظاره.
وقال الجبوري في تصريح تابعته زاكروس عربية إنه تعرض للتعذيب منذ بداية اعتقاله "حيث حاول شخصان كسر ظهري بعد تعصيب عينيّ وتقييد يديَّ إلى الخلف كما لو كنت في القبر"، مضيفاً: "قلت للضابط إنني لم أرتكب الجريمة لكنه ردَّ بأن هذا الكلام غير مسموح به".
وأشار إلى أنه طلب أن يسمح له باستقدام الشهود وأفراد أسرته لكن الضابط "رفض ذلك أيضاً وكان مصراً على إدانتي بجريمة القتل رغم براءتي منها".
ونقل "القاتل البريء" عن الضابط تهديده له "بجلب أمك وأختك وعماتك وأبيك المسن، وسأجبر أخواتك على لبس ما لا ترضاه ونعيد معهن أساليب التعذيب التي استخدمناها معك أمامك"، مبيناً: "لقد صعقوني بالكهرباء في كل جسدي وعلقوني من قدميَّ وأبرحوني ضرباً، وبعد أن سقطت عاودوا تعذيبي بالكهرباء كما قاموا بخلع أظفر قدمي".
ومضى بالقول: "في الساعة الثانية بعد منتصف الليل أجبرت على الاعتراف بقتل زوجتي".
من جانبه، ظهر والد الجبوري في مقطع فيديو قال فيه إنه تم استدعاء 10 من أفراد العائلة ومن بينهم نساء إلى مركز الشرطة، وتعريضهم للتعذيب والضرب، وإسناد تهم كيدية لهم ومن بينها "المتاجرة بالمخدرات".
ووجّه رئيس مجلس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، أمس الثلاثاء (21 أيلول 2021)، بفتح تحقيق فوري في القضية.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان اطلعت عليه زاكروس عربية بأن الكاظمي وجه "بفتح تحقيق فوري فيما نسب من توجيه السلطات المعنية الاتهام الجنائي، لأحد المواطنين في محافظة بابل، بجريمة لم يتضح ارتكابها أو وقوعها"، كما وجّه أيضاً بـ "إيقاف المسؤول المعني بمكافحة الإجرام في المنطقة محل الاعتقال، وإحالة جميع المسؤولين إلى التحقيق قدر تعلق الأمر بمسؤولياتهم الوظيفية المتصلة بتوجيه الاتهام للمواطن موضوع الاتهام غير المستند إلى دليل".
القائد العام للقوات المسلحة شدد على ضرورة الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان في جميع الإجراءات الحكومية، وأمر "بسرعة إجراء التحقيق وكشف الملابسات، وتحميل المشتركين المقصرين المسؤولية القانونية والجنائية عن أي ظلم أو حيف يطال مواطناً عراقياً، مهما بلغت رتب المقصرين ومناصبهم"، داعياً إلى "إعادة حقوق الضحية جميعها، وتعويضه عما واجهه من تجاوزات وانتهاكات أثناء التحقيق".
وعثر على سيدة وهي على قيد الحياة بعد اعتراف زوجها، بقتلها وحرقها ورميها في النهر بالمسيب شمال محافظة بابل، وبث اعترافاته على التلفزيون.
وجرى الإفراج عن الجبوري أول أمس الإثنين، وتبرئته من جميع التهم الموجهة اليه، حيث عادت الزوجة بعد اختفائها لعدة أشهر، وتم التأكيد أن التهمة الموجهة "كيدية".
وعلى إثر ذلك، أعلنت شرطة بابل اتخاذ "إجراء بحق الضابط القائم بالتحقيق، وذلك بتدخل القضاء لمعرفة حقيقة القضية، وما إذا كان هناك تعذيب أثناء التحقيق"، مبينةً "وجود مشاكل عائلية بين الزوجين التي قد تكون دفعت المرأة للهرب أو ما شابه".
ت: شونم عبدالله خوشناو
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن