زاكروس عربية – أربيل
في أعقاب معاودة "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في كوردستان سوريا، رفع أسعار المحروقات بشكل غير معلن عنه رسمياً، دعا تجار وأصحاب محال تجارية في سوق مدينة قامشلو، اليوم الثلاثاء (21 أيلول 2021) إلى إضراب عام في أسواق المدينة وإغلاق جميع المحال في المدينة ليوم كامل احتجاجاً على هذه الزيادة في الأسعار.
- عودُ على بدء .. الأسعار تتضاعف
عاودت "الإدارة الذاتية" تطبيق القرار الذي كان أصدره "المجلس التنفيذي" بالرقم 119 في أيار الماضي، وتراجع عنه مؤقتاً آنذاك بعد حركة احتجاج واسعة شهدتها المنطقة أدت إلى فقدان أحد المحتجين لحياته أثناء استخدام قوات الأمن التابعة لـ"الإدارة" للعيارات النارية في وجه المحتجين بمنطقة الشدادي بمحافظة الحسكة.
مالك إحدى محطات الوقود في مدينة قامشلو، والذي رفض كشف هويته لأسباب أمنية، قال في تصريح خاص لزاكروس، "كنا نبيع بالسعر القديم حتى الساعة التاسعة صباحاً من السبت (18 أيلول 2021)، حيث أخبرنا موظف من قسم المحروقات في الإدارة بوقف عمليات البيع إلى حين تحديد السعر الجديد، لنتفاجأ بعدها بعدة ساعات، أن الأسعار قد ارتفعت أضعافاً".
المالك أردف "إن سعر لتر المازوت المحسن ارتفع من 150 إلى 410 ليرة سورية، فيما تم رفع سعر اللتر الممتاز إلى 710 ليرة سورية"، مشيرا إلى "تذمر" كبير بين الأهالي.
- "تجربة مخبرية" .. امتصاص الصدمة
مع الرفع التدريجي لأسعار المحروقات وقلة ضخها في الأسواق والترويج البطيء والتمهيدي لتنفيذ قرارها السابق، استنكرت أوساط النشطاء والكتاب ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي مضي "الإدارة الذاتية" في قرارها، مشيرين إلى سياسة التدرج والتمهيد بهدف امتصاص الصدمة وتخفيف ردة فعل الشارع.
الكاتب والصحفي نايف جبيرو سرد على مدونته الشخصية في فيسبوك تجربة مخبرية أسقطها على الواقع وكيف أن "الإدارة" تسعة لتطبيقها:
"في تجربة مخبرية أنّ بعض الضفادع وضعت في ماءٍ بدرجة حرارة عادية، ثم بُدئ بتسخين الماء رويداً رويداً، فكانت درجة حرارة الماء ترتفع ببطء، الأمر الذي جعل الضفادع عاجزة عن الاحساس بذلك والتنبه إلى خطر الهلاك الزاحف نحوها ببطء إلى أن بلغت مرحلة فقدت فيها الضفادع الحياة من غير أن تبدي أية مقاومة".
الكاتب أضاف إلى منشور التجربة أنه "قبل عدة أشهر رفعت الإدارة الذاتية أسعار المحروقات تحت الرقم 119 فكانت ردة الفعل قوية من قبل مختلف الشرائح الاجتماعية فاضطرت الإدارة إلى إلغاء القرار بل تجميده، لكنها الآن ولكي يتم تنفيذ نفس القرار بدأت بتطبيق التجربة المخبرية المذكورة أعلاه على الناس برفع الأسعار رويداً رويداً إلى أن يفقد الناس الاحساس بخطر الجوع والفقر الزاحف نحوها وليتم تطبيق القرار 119 بحذافيرها وربما أكثر من ذلك ودون أن يبدي الناس أية مقاومة".
- تداعيات "المصلحة العامة"
الداعون إلى الإضراب المزمع تنفيذه من العاشرة صباحاً حتى نهاية اليوم، أكدوا أن التنفيذ غير المعلن للقرار ١١٩ يقضي بـ "خنق الشعب بكل المجالات وتنفيذ سياسة التجويع والذل"، وشددوا على أنهم ليسوا ضد "الإدارة الذاتية" إلا أنهم بالضد من "سياسة التجويع والغلاء"، وأشاروا إلى تداعيات تنفيذ هذا القرار من رفع سعر الخبز وكهرباء المولدات وأجرة المواصلات إلى جانب أسعار المواد الغذائية، وشددوا على مشاركة الدعوة والاستجابة لها " ولا تقبل بحياة الفقر والجوع ببلد النفط والقمح والخيرات".
أحد المواطنين الذي كان ينتظر في الطابور الطويل للحصول على وقود لسيارته، أوضح لزاكروس "أعمل على هذه السيارة لنقل المواد الغذائية وأحياناً الخضار إلى المحلات يومياً، بعد رفع سعر المحروقات سأكون مضطرا لرفع أجرة النقل أيضاً، وبالتالي سترتفع أسعار جميع الاحتياجات اليومية من المواد الغذائية إلى الألبسة وغيرها".
- خبز وفروج وبيض ... إشعارات الأزمة
الخبز هو أولى ضحايا سياسية رفع أسعار المحروقات، وغالبا ما يمهد عبره لهذه الممارسة، وبالفعل استبقت "الإدارة" تنفيذ القرار 119 بإعلان رفع سعر رغيف الخبز ‹السياحي›، المنتج في الأفران الحجرية إلى الضعف ليصبح سعر واحده 500 ليرة سورية.
وجاء في مبررات القرار الصادر عن "هيئة الاقتصاد والزراعة" أنه "بناءً على مقتضيات المصلحة العامة، ونظراً للظروف الراهنة وارتفاع سعر القمح عالمياً، تم تحديد سعر رغيف الخبز بخمسمائة ليرة سورية وبوزن 300 غ".
إلى جانب الخبز حمل الفروج والبيض جانباً من استعراض الأزمة المفتعلة من قبل "الإدارة الذاتية"، مع غيابهما المفاجئ عن أسواق المنطقة الجغرافية الخاضعة لـسيطرة قوات سوريا الديمقراطية خلال الأسبوع المنصرم ولجوء الباعة إلى إغلاق محالتهم ، واحتكار البعض ما لديهم منها بالبيع بأسعار "خمس نجوم" وصلت إلى 6700 ليرة سورية للكيلو الواحد، إلى أن عاود التوفر مع افتتاح المحلات من جديد بعد أيام بسعر 5600 ليرة للكيلو الواحد.
- تكاليف
تصر الجهات المتحكمة بإنتاج المحروقات متمثلة بـ "إدارة المحروقات" أو ما يعرف بـشركة "سادكوب" التابعة لـ "الإدارة الذاتية"، إن أسعار المحروقات الرسمية “متدنية جداً ولا تغطي تكاليف الإنتاج”.
وكان عبد حامد المهباش ‹الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية›، صرح إبان تبريره قرار رفع الأسعار في أيار الماضي ، إن إلغاء قرار رفع أسعار المحروقات جاء “نزولاً عند المطالب الشعبية” في المناطق التي تديرها "الإدارة" في شمال وشرقي سوريا.
وأضاف أن "الإدارة" أعادت النظر بالقرار وقررت العودة للأسعار السابقة إلى حين التوصل للائحة أسعار جديدة تناسب الوضع الاقتصادي للسكان.
هذا ولم تصدر "الإدارة الذاتية" حتى الآن، أي قرار برفع تسعيرة المازوت، لكنه يباع بتسعيرة جديدة في محطات تعبئة الوقود التي تكاد تبدل كل يوم لوحة الكرتون التي يدون عليها السعر الجديد.
في السابع عشر من أيار/مايو الفائت، أقرت "الإدارة الذاتية"، رفع أسعار المحروقات في مناطقها بنسب تتراوح بين 100% وأكثر من 300%، قبل أن تلغيه بقرار لاحق.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن