أحد المتساقطين من الطائرة الأميركية طبيب حاول الهرب من أفغانستان دون إخبار عائلته

زاكروس عربية - أربيل

كشفت وسائل إعلام أفغانية عن هوية أحد الذين لقوا مصرعهم جراء سقوطهم من الطائرة الأميركية التي أقلعت من مطار حامد كرزاي الدولي في كابول وهبطت في "قاعدة العديد الجوية" بقطر، بعد سيطرة طالبان على العاصمة، وهو طبيب أسنان يبلغ من 22 سنة.

محمد فيدا أمضى سنوات وهو يدرس بجدية، قبل أن يحصل على وظيفة في مستشفى خاص ثم تزوج قبل عام، لكنه بالغ بإنفاق الكثير على زفافه، فتورط بديون وأصبح دائم القلق، وراح يبحث عن طريقة للسفر إلى الخارج، ليعمل ويقوم بتسديدها، ثم وجد الفرصة حين ظن بعد وصول طالبان أن الأميركيين ينقلون الأفغان من كابول إلى الولايات المتحدة.

وأجرت وكالة أنباء أفغانية مقابلة مع بايندا وهو والد الشاب محمد، الذي قال إن ابنه غادر البيت صباح اليوم الثاني من وصول طالبان إلى كابول، فاعتقد أفراد عائلته أنه توجه إلى عمله كالمعتاد "لكنه لم يعد يظهر، ولا يرد طوال ساعات على محاولات التواصل معه".

وبعد ساعات من الانتظار رن هاتف الأب في الواحدة والنصف بعد الظهر تقريباً، وإذا برجل يقول له إن شخصاً سقط من طائرة، وقد وجدنا رقمك بجيبه، الأمر الذي أثار استغراب الأب.

أخذ الأب العنوان من المتصل، ومضى يبحث عن ابنه ويقول: "مع شعوري بأنه حي، لكني وجدته ميتاً حين وصلت"، وتم دفن الطبيب بنفس الليلة في مقبرة البلدة التي ولد فيها، وهي"بغمان" المطلة من تل قريب على العاصمة كابول.

وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أنّ الجيش الأميركي أجلى من أفغانستان لغاية اليوم أكثر من 3200 شخص، من بينهم 1100 شخص تم إجلاؤهم يوم الثلاثاء لوحده، كما أكد الجيش العثور على أشلاء بشرية في عدّة هبوط طائرة أميركية أقلعت من مطار كابول والتي حاول مئات الأفغان المذعورين التعلّق بها، والتحقيق في ذلك.

وقال سلاح الجو الأميركي في بيان إنّه سيراجع كل مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لطائرة النقل العسكرية "سي-17" التي طاردها مئات الأشخاص أثناء إقلاعها من مدرّج مطار كابول وقد حاول بعضهم بطريقة جنونية التشبّث بجوانبها أو بعجلاتها.

وأظهر مقطع فيديو آخر نفس الطائرة وهي تحلّق فوق كابول قبل أن يسقط منها ثلاثة أشخاص،ونقل البيان عن المتحدّثة باسم سلاح الجوّ آن ستيفانيك قولها إنّه بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي تمّ تحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي والتقارير الصحافية التي أفادت بسقوط أشخاص من الطائرة بُعيد إقلاعها، فقد تمّ العثور على أشلاء بشرية في عدّة هبوط الطائرة، وقد قرّر الجيش فتح تحقيق في "الحادث المأساوي".

وكانت طائرة النقل قد هبطت لتوّها في مطار كابول لإفراغ حمولتها من المعدّات المخصّصة للتعزيزات العسكرية الأميركية المرسلة لتأمين إجلاء المدنيين من أفغانستان حين هجم عليها مئات الأفغان.

وقالت ستيفانيك إنّه "قبل أن يتمكّن الطاقم من تفريغ الطائرة، كان مئات الأفغان يحاصرونها" بعدما اجتاحوا المدرّج إثر اختراقهم الطوق الأمني للمطار "وفي مواجهة الوضع المتدهور بسرعة حول الطائرة، قرّر الطاقم المغادرة في أسرع وقت ممكن".