زاكروس عربية – أربيل
أعلنت السعودية أنها ستستأنف العمرة تدريجيا للمعتمرين الملقحين الوافدين من دول العالم، بعد نحو 18 شهرا من تعليق قبول المعتمرين الأجانب بسبب جائحة كورونا، في قرار يشكل انفراجة لآلاف المسلمين حول العالم ولاقتصاد البلاد.
يأتي هذا القرار بعد نحو ثلاثة أسابيع من تنظيم المملكة موسم حجّ مصغراً شارك فيه 60 ألف حاج من سكّان البلاد الملقّحين بالكامل ضدّ فيروس كورونا وبعد أسبوع من فتح السعودية أراضيها أمام السيّاح الملقّحين بالكامل.
ويشكل القرار خبرا سارا لملايين المسلمين حول العالم المحرومين من أداء العمرة منذ آذار 2020، كما سيعيد شريان حياة رئيسيا للاقتصاد السعودي.
وفي آذار 2020، علّقت السعودية أداء العمرة لأكثر من ستة أشهر على خلفية تفشي الوباء قبل أن تسمح باستئنافها وفق شروط محدّدة ولعدد محدود فقط من سكانها الذين باتوا بحاجة لاستخدام تطبيق الكتروني لزيارة "بيت الله".
وفي بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أعلنت وزارة الحج والعمرة "استقبال طلبات العمرة من مختلف دول العالم تدريجيًّا اعتبارًا من الإثنين 9 آب 2021، لأداء مناسك العمرة والزيارة والصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف".
وأوضحت أن ذلك سيتم "بطاقة استيعابية تصل إلى 60 ألف معتمر موزعة على 8 فترات تشغيلية، لتصل الطاقة الاستيعابية إلى 2 مليون معتمر شهريًّا".
وأضافت: "بخصوص المعتمرين القادمين من خارج المملكة فيجب إرفاق شهادة التحصين المصادق عليها من الجهات الرسمية في بلد المعتمر مع اشتراط أن تكون اللقاحات معتمدة في المملكة".
واللقاحات المعتمدة في المملكة، هي فايزر أو استرازينيكا أو موديرنا أو جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون.
ونقلت الوكالة عن نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبد الفتاح مشاط قوله إنّ الوزارة "تعمل بالتنسيق مع الجهات المختصة على تحديد الدول التي يقدم منها المعتمرون، وأعدادهم بصفة دورية حسب تصنيف الإجراءات الوقائية، والاشتراطات الخاصة بالدول القادم منها المعتمرون والزوار إلى المملكة".
وسيشكل عودة العمرة مع إعادة السعودية فتح أراضيها أمام السيّاح الملقّحين بالكامل متنفسا للاقتصاد السعودي المرتهن بالنفط.
وبدأت السعودية التي تُعدّ 35 مليون نسمة وظلّت مغلقة فترة طويلة، في 2019 إصدار تأشيرات سياحية فورية لمواطني 49 دولة معظمها أوروبية، بعدما كان القسم الأكبر من التأشيرات يقتصر على العمل والحجّ والعمرة.
-حيوية الاقتصاد-
وموسم الحج وكذلك العمرة التي يمكن تأديتها طوال العام مصدر رئيسي للعوائد المالية غير النفطية للمملكة.
وتبقي العمرة خاصة فنادق ومحال مكة مزدحمة طوال العام بالزوار الوافدين من كافة بلاد العالم. ويقضي هؤلاء 10 أيام على الأقل في المملكة كما يقومون بشراء الكثير من الهدايا التذكارية.
وفي الأوقات الاعتيادية، يوفر الحج والعمرة 12 مليار دولار سنويا، ما يحافظ على حيوية الاقتصاد في مكة طوال العام.
ونظمت السعودية خلال عامي 2020 و2021 حجا مصغرا ضم 10 آلاف و60 ألف حاج، بعد أن استقبلت في 2019 نحو 2,5 مليون مسلم من أرجاء العالم في مناسك الحج.
وأدى 5,8 ملايين شخص العمرة خلال عام 2020، بانخفاض بلغ 69 بالمئة عن عام 2019، حسب الأرقام الرسمية.
وشكّل تقليص عدد من يؤدون الحج والعمرة ضربة قوية للعائدات الحكومية وأضر بالأعمال المرتبطة بالحج التي توظف مئات الآلاف في مكة من موظفي شركات السفر والحلاقين في الشوارع إلى محال بيع الهدايا التذكارية.
وخلال موسم الحج الأخير، كانت شوارع في مكة شبه خالية إلا من افراد الأمن والقليل من الحجاج، وخلت المتاجر من المتسوقين والمارة كما جرت العادة سنويا فيما كانت بعض الفنادق والمتاجر المتخصصة في الهدايا مغلقة.
وتنكب المملكة على العمل لتسريع حملة التطعيم على مستوى البلاد في خضم سعيها لإحياء السياحة واستضافة الفعاليات الرياضية والترفيهية التي تشكل حجر الأساس لبرنامج "رؤية 2030" الهادف لتنويع الاقتصاد المرتهن للنفط.
وفي الأول من آب، بدأت السعودية حظر دخول غير الملقحين ضد فيروس كورونا إلى الإدارات العامة والمؤسسات الخاصة، فيما تشدد المملكة الخناق على المترددين في تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد.
وسجّلت السعودية حتى السبت أكثر من 532 ألف إصابة بفيروس كورونا من بينها 8320 وفاة، وتم إعطاء أكثر من 29 مليون جرعة لقاح مضادّ لفيروس كورونا لسكان المملكة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن