زاكروس عربية – أربيل
تواصل قوى سياسية عراقية حليفة لطهران تصعيدها ضد المبعوثة الأممية في العراق جينين هينيس بلاسخارت، بالتزامن مع حملات إعلامية مماثلة تتهم بعثة الأمم المتحدة في العراق بما تصفه بـ"التحيز وتجاوز دورها" ، بعد تصريحات للمبعوثة أفادت بأنّ الأوضاع الأمنية في العراق "مهزوزة جداً، ولا يمكن توقّع أن تجري الانتخابات من دون تزوير"، إلى جانب أحاديث لها حول استهداف البعثات الدبلوماسية الأجنبية من قبل الفصائل الولائية.
الحملة المستمرة للأسبوع الثالث على التوالي، بدأها زعيم الحشد الشعبي فالح الفياض، في 23 يوليو/ تموز الماضي، إذ وجه انتقادات غير مسبوقة للمبعوثة الأممية، عقب تصريحات لها بأن بعض الفصائل المسلحة لها أذرع داخل أجهزة الدولة وأخرى خارجها. وقال فياض في تغريدة عبر "تويتر" "نرى أن بلاسخارت تجاوزت الدور المهني، وأصبحت ورقة في الملعب السياسي العراقي". وخاطب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قائلاً "السيد الأمين العام للأمم المتحدة نحن بحاجة إلى دوركم الأممي المهني في دعم العراق".
المبعوثة الأممية كانت قد تحدثت في لقاء مع قناة تلفزيونية محلية عن أن "ما يشهده العراق اليوم، هو وجود فصائل مسلحة تنشط خارج سيطرة وسلطة الحكومة، ولها أذرع داخل أجهزة الدولة وخارجها"، واصفةً الهجمات التي تتعرّض لها البعثات الدبلوماسية في العراق بأنها "إرهابية".
أعقب ذلك تصريح لرئيس الوزراء الأسبق، زعيم تحالف "دولة القانون" نوري المالكي، اتهم فيها بلاسخارت بـ "التدخل" في الانتخابات، وقال إن بلاسخارت "بحاجة إلى معرفة مهمتها ودورها كمسؤولة لبعثة يونامي (بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق)"، مشيراً إلى أنّ "البعثة تتحرّك بطلب الحكومة العراقية ولا صلاحية لها بالتحرك والتدخل في شؤون الانتخابات، إلا بما تحتاجه المفوضية". ووصف دور المبعوثة الأممية بأنه "مرفوض في حديثها عن أجواء الانتخابات".
في أثناء ذلك تواصل قنوات فضائية ومواقع إخبارية تابعة للمليشيات و القوى السياسية الموالية لطهران، هجومها على المبعوثة الأممية، متهمةً إياها بـ "التحيّز وتنفيذ أجندات قوى غربية في العراق".
ولم تعلق البعثة الأممية في بغداد إلى الآن على الاتهامات الموجهة إليها، كما أنّ السلطات العراقية تلتزم الصمت حيال ذلك. لكن مصادر مقربة من حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أكدت لـ"العربي الجديد"، أنّ "حراك الأمم المتحدة الأخير حيال الانتخابات، ومحاولة لعب دور في توسعة نطاق عمل المراقبين الدوليين، أحد أسباب هجوم القوى السياسية على المبعوثة الأممية".
ولفتت المصادر إلى أنّ تلك القوى تتهم رئيسة بعثة الأمم المتحدة بـ"تقديم تقارير حول الوضع في العراق إلى مجلس الأمن الدولي، تُحمّل فيها الفصائل المسلحة مسؤولية إعاقة الاستقرار في البلاد، وتحدي سلطة القانون وتهديد السلم الاجتماعي، والتورط باستهداف القوى المدنية والناشطين المطالبين بالإصلاحات". وكشفت عن أنّ تلك القوى "بدأت تتحرك باتجاه الكاظمي للضغط عليه بشأن طلب تغيير المبعوثة الأممية، في مؤشر إلى توتر كبير بين تلك الأطراف وبعثة يونامي".
في المقابل، اعتبر القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ماجد شنكالي أن التصعيد الحالي ضد المبعوثة الأممية يأتي "ضمن محاولات منع وجود أي رقابة دولية وأممية على الوضع العراقي؛ السياسي والأمني والإنساني"، مبيناً في حديث مع "العربي الجديد"، أن "حلفاء طهران يسعون إلى السيطرة على مختلف الملفات في العراق وتمريرها حسب رغبتهم، وحجب حقيقة الوضع عن المجتمع الدولي، وهذا خطير للغاية".
وتحدث شنكالي عن أن السبب الرئيس للهجوم على بلاسخارت "هو تقرير البعثة الأممية الأخير لمجلس الأمن، حول ما تفعله الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، وكذلك ما تفعله بعض القوى السياسية في إطار قضايا فساد وتورطها بدعم الجماعات المسلحة المتطرفة، وهذا ما أثار غضب حلفاء طهران، ليبدأوا بشن حملة ضد المبعوثة الأممية من خلال التصريحات والبيانات".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن