زاكروس عربية – أربيل
قالت مصادر سياسية مطلعة في العاصمة بغداد، بإنّ جهود إعادة الأهالي إلى جرف الصخر حققت "تقدماً كبيراً"، بفعل المفاوضات التي جرت على مدى الأشهر الماضية بين قيادات تحالف ‹عزم›، وممثلين عن فصائل عراقية مسلحة تتواجد في المدينة.
وتخضع البلدة التي تزيد مساحتها عن 50 كيلومتراً مربعاً وتقع إلى الجنوب من العاصمة بغداد، منذ ست سنوات لسيطرة العديد من الفصائل الولائية وأبرزها "كتائب حزب الله"، و"سرايا الخراساني"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب الإمام علي"، وحركة "النجباء"، والتي ترفض تسليمها للقوات الحكومية، كما ترفض إعادة سكانها إليها والبالغ عددهم زهاء 130 ألف نسمة، وفقا لآخر التقديرات.
المصادر لفتت إلى أنّ "المفاوضات أفضت إلى تفاهمات ببدء عودة تدريجية للأهالي إلى جرف الصخر، بعد تدقيقهم أمنياً والتأكد من عدم تورط أي من العائدين في عمليات إرهابية، وعلى شكل دفعات، بالتزامن مع عمليات تنظيف المدينة وإعادة تأهيلها لتصبح صالحة للسكن مرة أخرى"، وفق ما نقلت "العربي الجديد".
وأشارت المصادر إلى أنّ "المدينة تحتاج لجهد بشري ومالي ضخم من أجل جعلها صالحة للسكن، إذ إنّ شبكات الكهرباء والمياه ومختلف الخدمات الأخرى معدومة. إضافة إلى أنّ آثار ومخلفات الحرب التي انتهت بطرد مسلحي تنظيم داعش في تشرين الأول 2014، ما زالت شاخصة، بما في ذلك المنازل والمباني الحكومية الخدمية المدمرة، وهو ما سيتطلب جهداً آخر، على اعتبار أنّ الموازنة أقرّت لهذا العام، ولا توجد فيها أي فقرة تتعلق بإعادة إعمار مدينة جرف الصخر، على غرار المدن والبلدات الأخرى المحررة من تنظيم داعش".
وتابعت أنّ ذلك يضيف "تحديا آخر إلى الملف. لكن في المجمل، فإن الاتفاق سيمضي على النحو الذي تم التوافق عليه، وهو عودة تدريجية للأهالي على مدى أشهر".
وزار البلدة في 23 تموز الماضي، وفد من وجهاء عشائر وممثلين عن أهالي المدينة، بقيادة أعضاء في تحالف "عزم"، الذي خاض مفاوضات وصفها أحد أعضائه بأنها "لم تكن سهلة"، مع أطراف عدة داخل العراق، لإنهاء أحد أبرز الملفات الإنسانية والحقوقية في البلاد.
وقال المتحدث باسم تحالف "عزم"، سرمد البياتي، إنّ "الإنفراجة المهمة التي حصلت في مدينة جرف الصخر حقيقية، ونحن أمام عودة قريبة لأولى دفعات الأهالي للمدينة من القاطنين حولها، وتحديداً في مناطق الحصوة والإسكندرية والمسيب، لكن لا بدّ من القول إن العودة الكاملة لن تكون سريعة، لأننا نحتاج قبل ذلك إلى القيام بسلسلة من الأشغال وعمليات إعادة التأهيل والتدقيق الأمني للأهالي".
وأكد البياتي أنّ "المفاوضات جرت بين تحالف عزم وأطراف من الحشد الشعبي وتكللت بالنجاح، وكان هناك تدخل من إيران بشكلٍ أخوي، لكن بطبيعة الحال الملف لم يكن بيد طهران، بل إنه ملف عراقي بحت".
وكان زعيم تحالف عزم، خميس الخنجر، قد أصدر بياناً، في وقت سابق، أكد فيه انطلاق ما وصفه بأنها "خطة منضبطة وبتخطيط محكم، لترتيب عودة نازحي أهالي جرف الصخر".
وأضاف أنّ "الملفات المجتمعية العالقة مثل النازحين وجرف الصخر ومغيبي الصقلاوية (في الفلوجة) وديالى وكركوك، سبب ووقود لأزمات كبيرة يجب أن تنتهي، ويجب أن نجلس مع الأصدقاء والشركاء الصادقين لطي صفحة مظلمة تسببت في كل مآسي العراق".
هذا واستثنت وزارة الهجرة والمهجرين، 11 تموز الماضي،"بلدة جرف الصخر من خطتها لإعادة النازحين إلى مناطقهم، واعتبرت وزيرة الهجرة إيفان جابرو فائق ملف البلدة "أمنيا"، وأن الوزارة "غير معنية به".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن