زاكروس عربية – أربيل
دعا أحمد الجربا، رئيس جبهة السلام والحرية، اليوم الجمعة (9 تموز 2021) الولايات المتحدة، وروسيا باعتبارهما "القوتين الكبريين، والمؤثرتين الأساسيتين" في سوريا، بالإضافة للاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، لتحمل مسؤولياتها في إنهاء الأزمة السورية وفق القرار 2254، ووفق أهداف وتطلعات الشعب السوري للوصول للحل السياسي المنشود، مبيناً أن تشكيل الجبهة كان "خيار سياسي واستراتيجي" هدفه الوصول للحل السياسي في سوريا.
وأعلنت أربعة كيانات سورية معارضة، تموز 2020، تحالفها ضمن جبهة السلام والحرية، وهي المنظمة الآثورية الديمقراطية، والمجلس الوطني الكوردي، وتيار الغد السوري، والمجلس العربي في الجزيرة والفرات، لتسعى "وفق بيانها التأسيسي" إلى "بناء نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي يصون كرامة السوريين وحريتهم، لا مكان فيه للإرهاب والتطرف والإقصاء بكلّ أشكاله وتجلياته، تعمل وفقاً للمبادئ والأهداف التي تمّ تضمينها في الرؤية السياسية".
وبين الجربا، الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي جرى بعد ختام اجتماع الهيئة القيادية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، أن "من يعّول على أننا سنتنازل عن حريتنا من أجل السلام فهو واهم. فنحن نتمسك بالسلام والحرية لأن الثورة السورية هي ثورة حرية بالأساس، ولأن الحرية هي من ضحى الشعب السوري بالسلام من أجلها، عندما خرج بثورته بعد أن صادرها النظام لعشرات السنين، واليوم أيضاً كل من يحاول مصادرة حرية الشعب السوري يجب التعامل معه كالنظام وداعش، التي جاءت هي الأخرى لتصادر الحرية".
الجربا أكد سعي الجبهة إلى ضم ممثلين عن مكونات سورية أخرى إلى صفوفها، وأشار إلى أن تشكيل الجبهة كان "خيار سياسي واستراتيجي ... استبصاراً للمستقبل ورداً على أيادي العبث التي سعت لهدم بنية بلدنا وإحداث فتنة بين مكوناته، وإدخالهم في أتون صراع يأتي على البقية الباقية لهذا البلد".
وأضاف "هذه المكونات التي تعايشت معاً منذ مئات السنين، ونؤكد أنه بعد مرور عام على تأسيس هذه الجبهة، بأن رؤيتنا كانت صحيحة باجتماعنا، لأن وحدتنا هي قدرنا ومسارنا الذي يرسم مصيرنا".
في سياق كلمته شدد الجربا على تضافر جهود المكونات المجتمعية السورية في البناء مردفاً "فالكورد كانوا ولا يزالون على مر العصور مكون أساسي من مكونات الوطن، وأغنوا ثقافته وتنوعه، وكانت الأمة الكوردية ولادة النساء ورجال عظام دافعوا عن حياض الأمة، والسريان الآشوريين يشكلون عامل استقرار وصلة وصل بين الشرق والغرب، ومُعَبر حقيقي عن السلم والتعايش والتسامح الذي يعيشه سكان ومكونات الوطن".
وقدمت الجبهة منذ اليوم الأول مجموعة من الحلول تضمن الوصول إلى تغيير سياسي يؤدي إلى السلام الدائم القائم على العدالة والمصارحة والمحاسبة والمكاشفة، وما طرحته الجبهة على المستوى السوري، كان محل ترحيب جزء كبير من السوريين، الذين عَبروا عن دعمهم بوضوح للجبهة، والتي كانت ولا تزال تعمل في مناطق خطرة، ابتداءاً من مناطق نفوذ (داعش) ومناطق النظام، وفي مختلف المناطق السورية، والبلدات، وأثبتت جدارتها وقوتها على أن تكون جزءاً من خيارات الشعب السوري، وفق ما قال الجربا.
وبحسب الجربا فقد نادت الجبهة "منذ اليوم الأول بالحل السياسي القائم على المشاركة الحقيقية بين مختلف أطياف ومكونات الشعب السوري، والذي يهدف إلى التغيير الجوهري لطبيعة نظام الاستبداد".
وكشف الجربا أن الجبهة ستتقدم بـ "مبادرة للإخوة العرب (المملكة العربية السعودية، والشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية، ودولة قطر) من أجل الخروج من عنق الزجاجة، خاصة أنَّ هذه المبادرة تأتي في أجواء المصالحة الخليجية والعربية. ولما لهذه الدول الثلاث من تأثير وثقل إقليمي ودولي لتكون مظلة عربية تتكامل مع الدور التركي".
كما دعا أميركا وروسيا "باعتبارهما القوتين الكبريين، والمؤثرتين الأساسيتين في سوريا، بالإضافة للاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، لتتحمل هذه الدول مسؤولياتها في إنهاء الأزمة السورية وفق القرار 2254، ووفق أهداف وتطلعات الشعب السوري للوصول للحل السياسي المنشود".
وأضاف "إن محاولة البعض إيقافنا من ممارسة دورنا الطبيعي الذي تحملّنا مسؤوليته، وهو الدفاع عن مصالح شعبنا، وممارسة العمل السياسي في سبيل ذلك لن توهن عزيمتنا رغم كل محاولات الترهيب والاعتقال والمنع من أيٍ كان مهما اغتر بقوته، وسنستمر بالعمل والتحرك".
ووجه الجربا "تحية تقدير واحترام للكوردي الأصيل فخامة الرئيس مسعود البارزاني، الذي كان دائماً إلى جانب شعبنا في أزمته، وكان الإقليم في هذه السنوات العجاف بمثابة الرئة لمنطقتنا، والبيت الدافئ لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين من مختلف المكونات، بالإضافة للدعم السياسي والمعنوي" مشدداً "وهذا كله يؤكد بأنه لم يكن من فراغ بأن أول اجتماع فيزيائي لجبهة السلام والحرية كان في أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن