زاكروس عربية – أربيل
اقترب عدد المنسحبين من الانتخابات العراقية من 120 مرشحاً أغلبهم من قوى وتيارات مدنية تشكّلت عقب الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، مطلع أكتوبر 2019، وفق ما كشفت مصادر قريبة من المفوضية العليا للانتخابات.
وترى المصادر أن الانسحاب يمثّل "أول إخفاق" في مجال الأمن الانتخابي، وأحد صور "تدخّل الجماعات المسلحة أو دور النفوذ السياسي والمناصب الحكومية السلبي فيها".
وتحدثت المصادر بأنه من المتوقع أن تعلن المفوضية في غضون الأيام القليلة المقبلة الأسماء النهائية للمرشحين، وسيتم منح كل مرشح منهم رقماً انتخابياً بعد استبعاد أسماء المنسحبين من السباق والمصادقة على قوائم أسماء من جرى استبعادهم "لأسباب قانونية".
في الشأن ذاته أشار المرشح السابق عن كيان "إشراقة كانون"، علي حسن، في حديث صحفي إلى أن "المضايقات التي يتعرض لها المرشحون المدنيون كثيرة، ومنها ما يتعدى حدود المضايقة لتصل إلى التهديد بالتصفية الجسدية، ذلك أن الأحزاب التقليدية لا تريد أن يكون لديها منافس في المناطق التي ضعف نفوذها فيها، وتحديداً في محافظات الجنوب العراقي، التي شهدت تظاهرات ساخنة".
وأوضح أن "هناك بعض المرشحين انسحبوا بسبب الضعف المادي، ولا يملك غالبيتهم نفقات تغطية الحملة الانتخابية أو توفير الأمور اللوجستية للقاء الأهالي والوجهاء. وهو سبب مهم يدفع كثيراً من المرشحين المستقلين الذين يرفضون تلقي المال السياسي من المسؤولين، إلى الانسحاب ليضمنوا بذلك بقاء سمعتهم نظيفة أمام العراقيين".
فيما اعتبرت رئيسة "الجبهة المدنية العراقية"، شروق العبايجي، أن "انسحاب المرشحين من الوطنيين والعلمانيين"، هو "نتيجة طبيعية لانفلات السلاح في العراق، واستيلاء العصابات المسلحة المدعومة من بعض الأحزاب والكيانات التقليدية. بالتالي لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل هذه الظروف، إذ يُهدَد المرشح والناخب في الوقت ذاته من أجل حرف النتائج والاستيلاء مرة جديدة على السلطات".
وبينت أن "بعض المليشيات التي تهدد المرشحين، تتكل على فتاوى لرجال دين غير معروفين، وتهدد وتقوم بمحاولات اغتيال. في المقابل توجهت بعض الأحزاب إلى إغراء بعض المرشحين من خلال وعدهم بمناصب إدارية، كما حصل مع أحد المرشحين في بغداد".
ونقل موقع "العربي الجديد" عن أستاذ جامعي، كان مرشحاً عن دائرة نينوى الانتخابية السادسة، حديثه عن سبب انسحابه بأنه "تجنب لمشاكل أكبر".
وأن الدائرة التي ترشح فيها "تعج بمرشحي الفصائل والأحزاب"، واعتبر أن ترشحه جعله نداً لهم من دون أن يدرك ذلك.
ولفت إلى تعرّضه وعائلته، ومن بينهم شقيقه، لمضايقات عدة، قائلاً: "كانت فكرة التنافس مع مرشحّي من يحكم المدينة بالسلاح خطوة غبية. الحكومة لم تتمكن من حماية مقرها في المنطقة الخضراء فكيف ستحميني؟".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن