زاكروس عربية – أربيل
يطالب مسؤولون وزارة الصحة الاتحادية بضرورة توفير مستشفيات خاصة لمرضى الأمراض النفسية والعقلية، لكنّ الوزارة تشير إلى أنّها لا تملك الأموال الكافية لذلك، في ظل الزيادة الملحوظة في أعداد المصابين وهم يتوزّعون في الشوارع والمتنزّهات وفي الأسواق.
مسؤول في مستشفى الرشاد التدريبي للأمراض النفسية والعقلية (الشماعية) في بغداد، فضّل عدم الكشف عن هويته، قال إنّ "المستشفى المتخصص في إيواء مصابين بأمراض نفسية وعقلية لم يعد قادراً على استيعاب مرضى جدد. فالأعداد كبيرة، والغرف المخصصة لأربعة مرضى أو خمسة، باتت تحوي ثمانية. وهذا أمر لا تتناوله السلطات الصحية".
ويعاني مستشفى الرشاد، وهو الوحيد في العراق في تخصصّه هذا، من قلة الكوادر الطبية والخدمات والعلاجات والمستلزمات المطلوبة للحالات التي يستقبلها، فضلاً عن اعتماده على المتبرّعين لتوفير احتياجات مرضاه.
وكان عضو مجلس النواب السابق رعد الماس قد وصف المستشفى قائلاً إنّه "مقبرة للأحياء"، مشيراً إلى أنّه "يعاني من نقص واضح في الخدمات وقلة الدعم، والمناطق الخضراء المحيطة به صارت أشبه بأرض قاحلة، وبقيت بعض أشجار نخيل تقاوم الإهمال".
المسؤول في مستشفى الرشاد يضيف في تصريح للعربي الجديد أنّ إدارته "إلى جانب وحدات المصابين بأمراض نفسية وعقلية في وزارة الصحة العراقية تستشعر منذ نحو أربعة أعوام الزيادة المتواصلة بأعداد المرضى، وأنّ المسؤولين بمعظمهم طالبوا الوزارة بضرورة توفير مستشفيات خاصة لهؤلاء. لكنّ الوزارة أشارت إلى أنّها لا تملك الأموال الكافية لذلك، وبادرت إلى إنشاء مراكز تأهيلية للمرضى، اثنان منها في بغداد وواحد في محافظة كربلاء".
وبين أنّ "محافظات العراق كلها في حاجة إلى اهتمام، لجهة توفير مراكز تأهيل وبناء أكثر من أربعة مستشفيات".
وتشير مصادر في وزارة الصحة إلى أنّ "كثراً من هؤلاء ينتشرون في الشوارع ويتعرّضون إلى سخرية الأطفال وأحياناً إلى مضايقات من قبل البالغين. ويلجأ عدد منهم إلى الجوامع التي تُخصّص لهم فرشاً وطعاماً. هناك، لا أحد يؤذيهم".
وحول ذلك، تقول الطبيبة زينب السامرائي، المتخصصة في الأمراض النفسية والعقلية في بغداد، إنّ "زيادة أعداد المرضى هي أمر طبيعي"، إذ إنّ المرضى الجدد يُضافون إلى مرضى آخرين لم يُعالجوا.
واوضحت أنّ "العراق ليس في حاجة إلى استيراد خبرات من الخارج، بل إلى استيراد مناهج طبية متطورة للتعامل بطريقة متخصصة مع المرضى".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن