زاكروس عربية _ أربيل
هزت جريمة مقتل الشاب أمين عيسى تحت التعذيب في أحد الفروع الأمنية لـ "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا، أمس الإثنين (28 حزيران 2021) المجتمع الكوردي في كوردستان سوريا وخارجه، وسط تنديد واسع بـ "تربية البعث" التي "يتبعها" حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.
- حيلة الاعتقال
بداية شهر حزيران الجاري وقفت دورية عسكرية تتبع لقوات "الإدارة الذاتية" التي أعلنها ويسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، أمام منزل المغدور أمين عيسى لتجري اتصالاً معه وتطلبه مرافقتها للحضور كشاهد في قضية تتعلق بصديق له معتقل، وبالفعل رافق أمين الدورية دون أن يعود إلا بعد 27 يوماً شهيداً تحت التعذيب.
المصدر نوه أنهم في عائلة أمين لا يعرفون السبب الحقيقي الذي اعتقل أمين على خلفيته وعذب بهذه الطريقة الوحشية، إذ أنه كان ناشطاً "طبيعياً" في صفوف الحركة الكوردية، إلا أنهم استغربوا خلال فترة الاعتقال برفض معتقليه من الاستخبارات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية استقبال الدواء الذي كان يحتاجه بشكل منتظم.
- "ضحايا قيصر"
على هيئة ضحايا التعذيب في أقبية فروع نظام الأسد، وعلى هيئة أعنف تعذيبا مما بدى في الصور التي سربها "قيصر" لهم، كانت آثار التعذيب الوحشي بادية على جثة الشهيد أمين.
بعد تسليم ذوي الشهيد أمين جثته والانسحاب عناصر الاستخبارات العسكرية سريعاً، عرضت الجثة على طبيب شرعي فأكد" وجود كسر في الفك، نزيف داخلي في الجمجمة ، اقتلاع كافة الأسنان من الصف التحتاني، آثار ضرب على الركبة، الضرب بأداة قاسية على الرقبة وخلف الرأس، حرق من خلق الرأس إلى نهاية العمود الفقري بالزيت الحار، آثار ضربات قاسية على البصلة السيسائية، أثر ضرب الشفرة على الجهة اليسرى من الوجه، حرق اليدين من تحت الإبط إلى الكف بالماء الحار، حفر في جلدة البطن، آثار واضحة للصاعق الكهربائي على بطنه وخصيتيه".
- كذبة الكهرباء
بداية قرر ذوو الشهيد أمين تأجيل الدفن إلى صباح الثلاثاء بشكل يليق به، إلا أن إدارة "مشفى الشعب" (المشفى الوطني بالحسكة سابقاً) رفضت استلام الجثة ووضعها في براد المشفى بحجة عدم توفر الكهرباء، فما كان من حل إلى إكرام الميت بدفنه في مسقط رأسه في قريته "بيركي" في ريف الدرباسية.
- "ابصقوا في وجه "الزمرة المارقة" .. ‹بعثنا الكوردي›
لم تمر الجريمة دون تنديد واسع ومطالبات بمحاسبة المتورطين ومحاكمتهم، رغم أن ذلك من أبعد من أقرب المستحيلات، إذ أن التعذيب وبهكذا شكل لا يمكن أن يكون فعلاً عرضياً، فالوقائع تثبت وجود حيلة في الاعتقال مع سبق الإصرار والترصد، إلى جانب الامتناع بتسليمه الدواء الذي يحتاجه بشكل منظم دليل إضافي على نية مسبقة في إلحاق أكبر أذى ممكن بالمعتقل، ليكون تقرير الطبيب الشرعي وصمة عار على جبين مرتكبي الجريمة.
وسط هذا التنديد استذكر الصحفي والروائي عبدو خليل جرائم أخرى ارتكبتها الجهة ذاتها، وكأنه يستحضر مقولة الشهيد مشعل التمو، حيث قال "أبصقوا في وجه جلاديكم"، فذهب خليل في منشور له على الفيسبوك "ألم يحن الوقت لأن تبصقوا على PKK/ PYD؟
تذكروا سجن مغسلة الجزيرة بحي الشيخ مقصود في حلب وطريقة حرق الأعضاء التناسلية بالنايلون . تذكروا الزنازين الأرضية في السجن الأسود بعفرين الذي ورثه لاحقا ما يعرف بالجيش الوطني السوري..
و تأملوا التقرير الطبي بخصوص مقتل الشاب امين عيسى من الدرباسية والذي قتل تحت التعذيب بوحشية لا تختلف عن وحشية داعش . ثم تذكروا وتذكروا مئات جرائم هذه الزمرة المارقة خلال العقود الأربعة الماضية .. ذات منحى العقلية الإجرامية لم تحيد قيد أنملة".
فيما وصف القاضي السابق والقانوي إبراهيم حسين مرتكبي الجريمة بـ "بعثنا الكوردي" في إشارة إلى التماهي بين حزبي الاتحاد الديمقراطي PYD وحزب البعث، فكتب على صفحته الشخصية في فيسبوك
"أبى ‹بعثنا الكوردي› إلا أن يترك بصمته في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب.
‹بعثنا الكوردي› جلادونا. .السائرون في درب الرذيلة بلا حياء.. الغارقون في الخزي..
قتلة عامودا ومستبيحيها.. أزلام مافيا الاستبداد.. قتلوا تحت التعذيب شاباً يستحي منه القمر..
أمين عيسى ضحية جديدة لبعثنا الكوردي ..شاهد آخر على هواننا".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن