Erbil 9°C السبت 23 تشرين الثاني 04:30

الضربة الأميركية والملف النووي .. إخلال بلعبة التوازن

وهو ثاني هجوم أميركي يستهدف المليشيات خلال إدارة بايدن

زاكروس عربية – أربيل

 أعاد الإعلان الأميركي الجديد عن استهداف مواقع فصائل موالية لطهران في العراق وسوريا، اليوم الإثنين (28 حزيران 2021)، ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" العراقية إلى الواجهة من جديد، بعيد إعلانها مقتل أربعة من عناصرها في الغارات الأميركية الأخيرية.

في الوقت الذي عبر  فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن أمله أن تكون أن تكون الضربات العسكرية الجوية "رادعة لميليشيات إيران"، أعلنت ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" المنضوية في الحشد الشعبي " شنّ “حرب مفتوحة” على الوجود الأميركي في البلاد.

في الوقت الذي لم تحدد المليشيا مكان سقوط قتلاها  الأربعة، إذ أنه تم استهدافها مع ميليشيا "حزب الله العراقي" في بلدة البوكمال السورية على الحدود مع العراق وداخل العراق أيضاً، وهو ثاني عمل هجوم أميركي يستهدف المليشيات المنضوية ضمن "الحشد الشعبي" منذ تولي الرئيس جو بايدن الإدارة الأميركية.

  • "تاريخ" المليشيا

تعتبر "كتائب سيد الشهداء" أبرز الميليشيات العراقية الولائية ومتهمة بـ "التورط في جرائم تطهير طائفية في سوريا والعراق، وكذلك عن ضلوعها بسلسلة الاستهدافات الأخيرة لمواقع أميركية حساسة في أربيل والأنبار بواسطة صواريخ وطائرات مسيَّرة، فضلاً عن أنشطتها التجارية الممنوعة على الحدود العراقية السورية، أبرزها تهريب الوقود ومعدات الكهرباء وقطع غيار السيارات والأدوية، كما توجَّه إليها اتهامات بالتورط في ملاحقة وتصفية ناشطين مدنيين عراقيين بالحراك الشعبي المطالب بالإصلاحات"، وفق تقارير إعلامية وحقوقية راصدة متنوعة.

وتنتشر المليشيا التي تأسست سنة 2013 بهدف "الدفاع عن الأضرحة الدينية في سوريا"، في عدة مناطق بسوريا، وتحديداً ريف دمشق والبوكمال وقرب التنف.

عراقياً، تتواجد في سهل نينوى ، وفي القائم بمحافظة الأنبار، إضافة إلى بغداد، ويقدَّر عدد عناصرها بنحو أربعة آلاف مسلح بزعامة أبو آلاء الولائي، واسمه الحقيقي هاشم بنيان، وعاد إلى العراق من إيران عقب العام 2003.

وفي مطلع مارس/ آذار الماضي، وجهت حكومة إقليم كوردستان اتهامات رسمية إلى مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، بتنفيذ الاعتداء الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل وقاعدة حرير المجاورة له، حيث توجد قوات أميركية. وأدى الاعتداء إلى مقتل وإصابة 11 شخصاً، بينهم متعاقدون أجانب، فضلاً عن خسائر مادية واسعة، لكن الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي لم تتخذ أي إجراء حيال التحقيقات التي قدمتها أربيل واعترافات أحد أعضاء المليشيا الذي ألقي القبض عليه.

  • مليشيات تقرر الرد

بعيد الضربة الأميركية عقد اجتماع ضمّ عدداً من قادة "فصائل المقاومة الإسلامية"، في العراق، وتقرّر فيه "الرد على الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع تابعة لكتائب "سيد الشهداءفي منطقة الحدود العراقية السورية".

وكشفت مصدر مقرب من الاجتماع أن "أطرافاً عدة في بغداد تحاول ثني الفصائل عن أي ردّ مسلّح، تحاشياً لتصعيد عسكري مع الولايات المتحدة، وهذه الأطراف أغلبها حكومي، لكن (الفصائل) رفضت، لكون الأميركيين نكثوا بالتهدئة من دون دليل لديهم على أن الهجمات الأخيرة نفذتها فصائل عراقية"، وفقاً لقوله.

وحول نوع الرد، قال إنه "سيكون ضد قواعد الاحتلال".

  • "تغلل" الحشد  في الدولة

منذ الضربة الأميركية السابقة للمليشيات في شهر فبراير الماضي، استمرت الهجمات التي كانت تشنها مختلف فصائل الحشد الشعبي على شبكة من المواقع والمصالح الأميركية، سواء أكانت السفارة الأميركية في العراق، أو القواعد العسكرية التي يتمركز فيها قرابة 2500 جندي أميركي، أو حتى المؤسسات الأميركية في إقليم كوردستان.

إلى جانب ملاحظة الخبراء "زيادة حضور" الفصائل في المشهد الداخلي العراقي، من فرض مستلزمات سياسية وإدارية على الحكومة الاتحادية، مروراً باستعراضات عسكرية احتفالية داخل العاصمة، وليس انتهاء بالإعلان عن استحواذ أنواع محدثة وفتاكة من الأسلحة النوعية، بالذات الصواريخ الدقيقة والطائرة المُسيرة، التي استخدمتها طوال هذه الشهور أثناء هجماتها، والتي تم استعراضها في "عيد الحشد" بداية الأسبوع.

  • توازن "متخيل"

الضربة الأميركية الأخيرة لفصائل الحشد هي محاولة من قبل واشنطن للقول إن "السياق المتخيل من قبل إيران كنتيجة للتوازن بينها وبين الولايات المتحدة في العراق لن يحدث"، حسب ما قاله الخبير الأمني اللواء ناجي السماوي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية".

وأضاف أن "إيران تزواج بين المفاوضات السياسية غير المباشرة مع أميركا في فيينا وتستمر في شن الهجمات العسكرية على المصالح والمواقع الأميركية في العراق، وكأنها تسعى للقول إن بعض التوافقات السياسية والتنازلات في الملف النووي، يجب أن تمر عبر تنازل عسكري مطلق من قِبل الولايات المتحدة في العراق. هذا المنطق الذي تصرفت على أساسه إيران خلال الشهور الماضية، قالت الضربة الأخيرة إنه لا يمكن أن يتواصل".

هذا وأعرب المجلس الوزاري للأمن الوطني، عن "استنكاره الشديد وإدانته" للقصف الأمريكي الذي استهدف موقعا على الحدود مع سوريا، واكد أن هذا "الاعتداء يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، ترفضه كل القوانين والمواثيق الدولية".

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.