زاكروس عربية – أربيل
قال الباحث العراقي في الشؤون التنموية، جاسر علوان، اليوم الأحد (27 حزيران 2021)، إن هناك "فريقا" من النخب السياسية العراقية يسعى إلى دفع العراق إلى مساحات "تستنهضه" فيها من حالة الخمول والتهميش، معتمدة على خيراته الوفيرة.
علوان بين في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" إنه "على الرغم من وجود فريق سياسي يسعى لربط العراق بالصراعات الإقليمية، فإن هناك فريقا آخر من النخب السياسية العراقية يسعى إلى دفع العراق إلى مساحات أخرى تستنهضه فيها من حالة الخمول والتهميش، معتمدة على خيراته الوفيرة، النفطية والطبيعية والجغرافية والإنسانية".
ويضم الفريق الثاني طيفا من القوى السياسية والمجتمعية العراقية من الشبان والمجتمع المدني والمنتفضين العراقيين والنساء وذوي المبادرات الاقتصادية وخريجي الجامعات، وفق علوان.
واعتبر أن هؤلاء "يحلمون بأن يتحول العراق إلى دولة اعتيادية، شبيهة بالبلدان التي تملك ربما إمكانية أقل مما يستحوذه العراق، لكنها تحيا تنمية اقتصادية ومجتمعية وحياتية تفوق أحوال العراق بكثير".
وتعتبر مصر والأردن من حيث المبدأ، وبقية دول المنطقة، هي الدول الطبيعية القادرة على تأمين هذا المناخ للعراق، فهي خلافا لتركيا وإيران،" لا تتورطان" في إشكالات مع العراق.
كما تتميز مصر والأردن بخصائص اقتصادية يمكن أن توفر فرصا مناسبة للعراق، كما يمكن للأخير أن يعظّمها بقدراته وموارده.
اليوم الأحد، افتتح رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، القمة الثلاثية بين مصر والأردن والعراق في بغداد، ، وأشار إلى أن الزيارة تنعقد في وقت وفي إنعطافة تاريخية خطيرة تمر بها المنطقة وكل دول العالم.
وأكد الكاظمي أن "العمل المشترك يحتاج إلى ترصين وتوحيد المواقف كي نعمل على مسار التنمية وتطوير المنطقة وشعوبها. نرجو الاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة عن طريق التواصل الجغرافي بين الدول الثلاث فيما يخص المجالات الاقتصادية وكذلك من أجل خدمة الجانب الاجتماعي في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة".
وأنشأت الوفود المشتركة آليات العمل في المجال الاقتصادي، بالإضافة إلى التأكيد على استثمار الفرص الاقتصادية والسياسية، وفق ما أكدت الدول الثلاث على لسان وزراء خارجيتها.
بدورها تقول الخبيرة الاقتصادية بنان التاج: "صحيح أن ملامح مشروع الشام الجديد بين البلدان الثلاث لم تتبلور بعد، وهي تحتاج ربما لشهور لأن تتحول إلى مشاريع ومبادرات مشتركة، لكن الدول الثلاث تملك خصائص تكاملية فيما بينها".
وتابعت: "فمصر منذ 10 سنوات على الأقل، تأخذ ملامح الدولة الصناعية، خصوصاً في المجالات الاستهلاكية اليومية، من الغذائيات وصناعات الصلب والملبوسات والأثاث المنزلي، لكنه أيضاً بلد سياحي بامتياز، قد يمنح ملايين العراقيين من أبناء الطبقة الوسطى إمكانية سنوية للسياحة بمصاريف معقولة".
وأردفت: "على الجهة الأخرى، الأردن هو مركز المؤسسات البيروقراطية والمجتمع المدني والمبادرات المعرفية في المنطقة، ويتمتع بشرط الاعتدال السياسي والعلاقات الإقليمية والدولية المتينة، وهو بذا يوفر فرصة لتنمية القطاعات البنكية والدراسات الجامعية والخدمات الطبية عالية الجودة".
وتكاملاً مع ذلكم الأمرين، فالعراق يملك طاقات نفطية وزراعية هائلة، غير مستثمرة تماماً، وسيكون لتكاملها مع الخبرات والتجارب التي راكمها الأردن ومصر دوراً في خلق تنمية إنسانية مستدامة في هذا البلد، وذو نتائج سريعة، بحسب التاج.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن