Erbil 9°C السبت 23 تشرين الثاني 02:09

الطائرات المسيرة التي هاجمت أربيل تحمل "بصمات" مطلقيها

عبارات "قاصم الجبارين، يا زهراء، اسم الله"، مكتوبة على أجنحة هذه الطائرات

زاكروس عربية – أربيل

قراءة سريعة للرسائل التي حملتها المسيرات المفخخة التي استهدفت منطقة قرب القنصلية الأميركية في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، تشير  إلى الجهات التي تقف خلف الاستهداف، بالإضافة إلى التوقيت الذي حمل معاني إضافية وفق محللين.

فقد كشف جهاز مكافحة الإرهاب في كوردستان، في بيان أنّ أجنحة الطائرات حملت شعارات مثل عبارة "السلام عليك يا جمال العراق" في إشارة إلى أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، الذي اغتيل برفقة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في يناير 2020.

كما حملت إحدى الطائرات التي عثر على حطامها اليوم، عبارة "قاصم الجبارين"، وهي جماعة تديرها "كتائب حزب الله"، الموالية لطهران، وكانت مختصة في تنفيذ تفجيرات على جوانب الطرق ضد شاحنات الإمدادات العراقية التي تخدم الجيش الأميركي، وفق "معهد واشنطن للأبحاث".

جهاز مكافحة الإرهاب - أربيل - زاكروس

هذا وكشف تقرير لوكالة ‹رويترز› نشرته في نيسان المنصرم بناء إيران مجموعة مقاتلة ‹سرية› تضم مئات المقاتلين "الموثوق بهم" من بين كوادر أقوى الميليشيات الحليفة لها في العراق.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة ميليشيات ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية أن " المجموعات السرية الجديدة تم تدريبها منذ العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والمراقبة والدعاية عبر الإنترنت والتواصل بشكل مباشر على يد ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني".

فيما أوضحت صحيفة ‹نيويورك تايمز› أن "التهديدات التي تحيط بالوجود الأميركي اتخذت منحى تصاعديا مع لجوء الميليشيات الموالية لإيران إلى استخدام أسلحة متطورة في تنفيذ هجماتها".

إلى ذلك جاء ، تزامن الهجوم مع العرض العسكري الذي أقامه الحشد الشعبي في معسكر "أبو منتظر المحمداوي" شمال ديالى والذي عرضت خلاله أنواع مختلفة من الأسلحة والصواريخ والراجمات والطائرات إيرانية الصنع التي تم نقلها طوال الأسابيع الماضية عبر الحدود مع إيران. 

 كما ظهرت خلال الاستعراض طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "سايا"، تم استيرادها خلال عهد حكومة عادل عبد المهدي، ضمن موازنة تسليح الحشد، وهي "مشابه لطائرات صمّاد المستخدمة في اليمن من قبل الحوثيين، وهي ثابتة الجناح بمحرك واحد، وتعرف بالانتحارية"، وفق خبراء أمنيين.

ويناهض الحشد تماماً الوجود الأميركي في العراق، فيما يرحب قادته مراراً بهجمات بطائرات مسيرة مفخخة بدأت تطال مؤخراً قواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، لكنهم لا يتبنونها.

كذلك، أكد الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، في 10 يونيو الجاري، أن الجماعات المسلحة الموالية لطهران، والتي تريد إخراج القوات الأميركية من البلاد، باتت تستخدم طائرات مسيرة.

هذا التزامن للعرض واستعراض المسيرات الإيرانية مع المؤشرات التي حملتها المسيرات اليوم تترك علامات واضحة للجهة التي تقف خلف هذه المسيرات، كما سبق أن تعرض مطار أربيل الدولي لهجوم مماثل، في 14 نيسان الماضي، عقب ساعات قليلة من تأكيد القنصل العام الأميركي في إقليم كوردستان، روب والر، أنه على الحكومة الاتحادية حماية البعثات الدبلوماسية، وتعبيره في الوقت ذاته عن قلقه من الأوضاع الأمنية في العراق، مؤكداً أن "الحشد الشعبي خطر على العراق".

كما أوضح الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي، أمس الجمعة، أن العرض المرتقب الذي سيقوم به الحشد الشعبي، ليس إلا رسائل "غير مريحة" لدول الجوار.

وبين أن "الداخل سيتلقى رسائل من مليشيات وليس من هيئة الحشد الشعبي، إذ أثبتت التجارب أن هيئة الحشد الشعبي عبارة عن غطاء إداري لتوزيع الرواتب لا أكثر، وأن الفصائل تعمل بموجب ارتباطها وتوجهاتها ومصالحها".

بالمجمل استهدف 44 هجوماً المصالح الأميركية في العراق منذ بداية العام، منها خمس هجمات بطائرات مسيرة. وتنسب واشنطن بعض تلك الهجمات لفصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران توعدت بتصعيد الهجمات لإرغام القوات الأميركية "المحتلة" على الانسحاب من العراق. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من بين 3500 عنصر من قوات التحالف الدولي.

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.