زاكروس عربية – أربيل
أجرت فصائل عراقية ولائية منتشرة في بلدات ومناطق سورية على الحدود مع العراق، عمليات إعادة انتشار واسعة للمئات من عناصرها، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، شملت تغيير مقار وثكنات والانتقال إلى أخرى، أغلبها داخل أحياء ومناطق مأهولة بالسكان بالإضافة إلى حفر أنفاق وملاجئ جديدة.
فيما فسر مراقبون هذه التحركات بأنها تأتي تحسباً لأي عمليات قصف جوي باتت مألوفة في تلك المناطق، إضافة إلى تعزيز هيمنة هذه الجماعات على كامل المنطقة التي تشمل بلدات الميادين وصبيخان والقورية والعشارة، ومنطقة الدوير الاستراتيجية في ريف البوكمال الغربي، وصولاً إلى منطقة الهري على الحدود مع العراق.
وتحدث نشطاء ومصادر متطابقة من المنطقة عن زيارات لشخصيات إيرانية للمنطقة بين 11 يونيو/حزيران الحالي و13 منه، عبر الحدود العراقية السورية من بلدة القائم من دون المرور بالمعبر الحدودي الرسمي بين البلدين (معبر القائم).
ووفقاً للمصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن عملية إعادة الانتشار الواسعة جرت في مناطق مختلفة من البوكمال الحدودية مع العراق وريفها الغربي وصولاً إلى بلدة الميادين، وهي الأولى من نوعها منذ نهاية العام الماضي عقب اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بغارة جوية قرب مطار بغداد الدولي، في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
وتضمنت عملية إعادة الانتشار إخلاء مقار سابقة كان بعضها يستخدم معتقلات، أبرزها مدرسة الطلائع والمعسكر الرابع وكرفانات السكك واستراحة البوكمال، إضافة إلى مبانٍ حكومية ومعامل في المنطقة الصناعية. ثم انتقلت المليشيات إلى داخل أحياء مأهولة بالسكان وصادرت منازل وعقارات لأشخاص مطلوبين لنظام بشار الأسد، أو متهمين بالعمل سابقاً مع تنظيم "داعش".
فيما أكد نشطاء من المنطقة أن الفصائل لم ترفع الأعلام على مقارّها الجديدة، بل باتت تستخدم زياً مشابهاً لزي قوات النظام السوري، كما غيّرت طلاء السيارات الخاصة بها باللون العسكري. وتابع أن "إعادة الانتشار الجديدة وتقسيم المسؤوليات ضمن مناطق جغرافية، تحديداً تلك التي لا تقع داخل المدن، قد يكون له علاقة بالمشاكل التي تحدث بين وقت وآخر بين الفصائل ذاتها لأسباب مختلفة، وعادة ما يتخللها إطلاق نار في الهواء وانتشار عقب كل مشكلة".
ويقدر عدد مسلحي المليشيات العراقية المنتشرة منذ عام 2017 بشكل واسع داخل البلدات والمناطق السورية القريبة من العراق بآلاف عدة. وينتمي هؤلاء لمليشيات مختلفة، أبرزها "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"البدلاء" و"الطفوف" و"سيد الشهداء" و"كتائب الإمام علي" و"لواء المنتظر"، إضافة إلى الفصائل المختلطة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، مثل "زينبيون" و"فاطميون"، التي تعرضت خلال العامين الماضيين لغارات جوية أسفرت عن خسائر في صفوفها. وتتهم تلك الفصائل الطيران الإسرائيلي والأميركي بالوقوف خلفها.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن