زاكروس عربية – أربيل
أعلنت كتائب حزب الله في العراق، اليوم الأربعاء (16 حزيران 2021) عن دخولها بما سمته "معادلة الردع" في مواجهة إسرائيل، محذرة من أن أي خطر يهدد القدس يعني "حربا اقليمية".
ونقلت وسائل إعلام مقربة من الفصائل الولائية في العراق، عن الميلشيا الإعلان عن انضمامها إلى الدعوة التي أطلقها زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.
واعتبر نصر الله أن التطورات الأخيرة التي شهدتها قطاع غزة "أسست لمعادلة تقوم على أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى تقابله مواجهة مسلحة".
وأضاف نصر الله في كلمة له بمناسبة ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000، في 25 أيار الماضي أن "المعادلة التي يجب الوصول إليها هي أن المساس بالقدس والمقدسات سيؤدي إلى حرب إقليمية"، وهو ما أطلق عليه "معادلة الردع" في مواجهة إسرائيل.
وقال إن على "الإسرائيليين أن يفهموا أن المس بالمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة والمقدسات، مختلف عن أي اعتداء آخر يقومون به، فالرد على ذلك لن يقف عند حدود المقاومة في قطاع غزة".
وذكر بيان للميليشيا أن "الكيان الصهيوني حاول طيلة العقود الماضية فرض معادلة أمنية تمكنه من مواجهة أي قوة تهدد كيانه من داخل أو خارج فلسطين المحتلة، وقد أباح لنفسه الاعتداء عليها مستغلا في ذلك دعم الولايات المتحدة وحلفائها من الحكام الخونة".
وأضاف "وقد ارتكب -تطبيقا لهذه المعادلة- جرائم كبيرة بحق شعوب المنطقة، ومنها العراق الذي شن ضده اعتداءات عديدة، وما يزال يهدد بتنفيذ المزيد منها بحق أبنائه، هذا فضلا عن سعيه لإشاعة الفوضى والأزمات وزعزعة أمن البلاد".
وينطلق أصحاب نظرية "معادلة الردع" من أن "المؤسسة الصهيونية لا تخشى أبداً إلا الجهة التي تهددها باستعمال القوة للردع، وهذا ليس متوفراً اليوم في الدول المحيطة المشغولة بأحداثها الكبرى، وليس موجوداً إلا بيد المقاومة".
وأشار إلى أن "وحشية الصهاينة لم تقتصر على الأبرياء الفلسطينيين بل تعدت ذلك لتصل إلى سائر المنطقة، فاغتالت قادة ومقاتلين كانوا يرابطون لمحاربة داعش الإجرامي، وهو ما يضع الأحرار من العراقيين أمام خيار الدفاع عن شعبهم ومقدساتهم، لاسيما المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله".
ولفت البيان إلى أن "شعوب المنطقة أصبحت على يقين أنها لن تنعم بالأمان مع وجود هذا العدو، وأن زواله بإذنه تعالى سيكون إيذانا ببداية مرحلة ينُشر فيها السلام الحقيقي ويعم الهدوء ربوع المنطقة".
وكان نصر الله توعد بأنه "ستُذيق الصهاينة الذل والانكسار وتسلب من قلوبهم الأمن، ومن أَبدانهم القوة، وتوهِن أَركانهم عن منازلة الرجال، كما فعلتها من قبلُ بأسيادهم الأمريكان، ولِمِثْلِ هذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ".
فيما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بني غانتس، في اليوم التالي لخطاب نصر الله، "محركات الإرهاب" بأن تصبح خرابا في لبنان، في إشارة إلى حزب الله.
وأردف قائلا أن "بنك الاهداف في لبنان أكبر وأهم من بنك غزة، والحساب، إذا لزم الأمر، جاهز للتسليم. إن دولة لبنان هي التي ستتحمل المسؤولية عن أي عدوان يأتي منها".
وفصيل حزب الله العراقي أسسها عام 2007 أبو مهدي المهندس مستشار قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك، وقد قضيا معاً في عملية اغتيال بداية عام 2020. ويضم حزب الله العراقي نحو 140 ألف مسلح، وتعد من أبرز تشكيلات الحشد الشعبي التي أنشأتها إيران في العراق عام 2014 بزعم مواجهة تنظيم «داعش» في العراق، إلا أن عملياتها كانت تمتد نحو مناطق النفوذ الإيراني في الداخل السوري.
إلا أن هذا الإعلان يشكل تطوراً نوعياً في العراق الذي قد يعرض أرضه للخطر إذا ما تدخلت الميليشيا بمواجهة فعلية بأي شكل من الأشكال مع الجانب الإسرائيلي، وليس بخفي أن هذا "القرار اتخذ في طهران وأعلن عنه في بغداد" وفق مراقبين .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن