زاكروس عربية – أربيل
أعاد اغتيال الضابط في جهاز المخابرات العراقي العقيد نبراس الفيلي، اليوم الإثنين (7 حزيران 2021)، تسليط الضوء على الصراع بين حكومة الكاظمي والفصائل المسلحة الولائية ومحاولتها اختزال الدولة في نفسها.
محاولات الحكومة في التضييق على المليشيات وسحب البساط من تحت أقدامهم تقابل بالعنف الذي يحاول احراج الكاظمي من جهة عبر إظهاره في موقع الغير قادر على كشف الجناة أو ضبط الأمن في البلاد عبر زعرته، إلى جانب اغتيال المحسوبين على فريقه أو الملتقيين مع تياره لاسيما الذين يشكل وجودهم خطراً أو ازعاجاً لتلك الفصائل.
عملية تقييد سطوة الميليشيات من قبل الحكومة تتم في مجالات عدة، "منها تغيير قيادات أمنية، وإخراجهم من مناطق حساسة مثل الخضراء والمطار، والاعتقالات التي نالت قيادات وأشخاص تابعة لهم مثل حسام الأزيرجاوي وفرقة الاغتيالات في البصرة وقاسم مصلح أخيرا"، وفق ما صرح به ضابط في جهاز المخابرات العراقي لـ "الحرة".
- مسرح الاغتيال منطقة عمليات ميليشيا
بحسب ما كشفه الضابط فأن زميله الفقيد "الفيلي" كان "مسؤولا عن نشاطات المراقبة في منطقة الرصافة، وتسلم مسؤولية رئاسة الفرق الاستخبارية المشتركة التي تعمل في جانب الرصافة".
كاشفاً عن تمركز العديد من الميليشيات في هذه المنطقة الحيوية من بغداد، لاسيما عصائب أهل الحق في مناطق البلديات والأمين والشعب، ويقع ضمنها مسرح اغتيال العقيد الفيلي، بالإضافة إلى انتشار كتائب حزب الله في مناطق الكرادة والعرصات.
في السياق لفت المصدر إلى أن شعبان "أقيل" من منصبه قبل شهرين، وحول لمنصب مكتبي "اعتبر تجميدا لمهامه"، بدون أن يعرف أحد الأسباب، خاصة وأن شعبان "له سجل رائع في اختراق المنظمات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة وجمع المعلومات عن الميليشيات".
هذا وقالت معلومات متطابقة مختلفة المصادر إن "سيارتين من نوع بيك آب تحملان مسلحين أطلقوا النار من أسلحة رشاشة باتجاه شعبان، الذي حاول مقاومته وأطلق النار من سلاحه قبل أن يطلق أحد المسلحين النار عليه من قرب ويرديه قتيلا".
- تحريض صارخ
خلال عدة أشهر ماضية شهدت منصات إعلامية مرتبطة بالميليشيات العراقية حملات تجيش ضد الكاظمي وعناصر جهام الاستخبارات الذين دأبت تلك الجهات على عناصر الجهاز "تابعون لمصطفى الكاظمي" وأنهم في مواجهة الفصائل.
ويقول المحلل الأمني العراقي، فهد المرواني، إن "الجهاز أصبح – سواء برغبته أو بدونها – على خط المواجهة مع الميليشيات".
ويضيف المرواني لموقع "الحرة" أن "الجهاز محسوب على رئيسه السابق مصطفى الكاظمي والميليشيات تعتبر أن عناصر الجهاز موالون للكاظمي على حسابها، في المناوشات التي يخوضها الطرفان".
ويؤكد المرواني أن "اعتقال قاسم مصلح، القيادي الكبير في الحشد الشعبي، جلب جهاز المخابرات مجددا إلى الواجهة، مع أن الجهة التي نفذت الاعتقال هي استخبارات الداخلية".
وبحسب المرواني فإن هناك منشورات على منصات الميليشيات تشير إلى "رصد مقار جهاز المخابرات" من قبل "جهاز أمن الحشد الشعبي"، كما أن هناك تحريضا "لتطهير تلك المقار". ويضيف المرواني "هذا تحريض صارخ".
- تغريدة فاغتيال؟ !!!
في آذار/مارس من العام الجاري قبيل تقديم جهاز الاستخبارات تقريره حول تحركات الميليشيات وتمويلها والمصالح التي تديرها في الداخل والخارج، حاولت الحكومة ضبط المنافذ الحدودية واخراجها من سيطرة الفصائل تلك، وارفدت المنافذ بـ 300 عنصر وضابط من جهاز الاستخبارات.
إلا أن زعيم عصائب أهل الحق الموالي لإيران، قيس الخزعلي، هاجم الجهاز، متهماً الحكومة بـ "خرقِ سيادة البلاد"، إذ زعم الخزعلي، امتلاكه "معلومات موثوقة" تؤكد مجيء فريق أمني إماراتي لإدارة جهاز المخابرات العراقي محذراً من أن هذا أمر "خطير ويهدد مستقبل الدولة"، وأضاف في تغريدة عبر توتير " وهل نقل 300 منتسب من جهاز المخابرات إلى الجمارك الحدودية له علاقة بمجيء هذا الفريق؟".
"التغريدة" تبعتها عملية اغتيال ضابط برتبة عقيد في الاستخبارات العراقية حيث هاجم مسلحون بأسلحتهم عجلة (سيارة) يستقلها الضابط في منطقة المنصور (العقيد محمود ليث حسين) "ما أدى إلى مقتله ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة"، وفق شهود عيان.
فيما كشف الضابط المتحدث إلى "الحرة" أن "الضابطين (الفيلي وحسين) قتلا بعد إقالتهما من منصبيهما بفترة بسيطة"، مضيفا أن "ضابط المنصور كان منقولا من الجهاز إلى المنافذ الحدودية خلال حملة شملت 300 من ضباط الجهاز.
ويؤكد مراقبون عراقيون أن عمليات استهداف الضباط في جهاز المخابرات العراقي، الذي يرأسه عملياً لغاية الآن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تأتي كمرحلة جديدة من التصعيد الحاصل منذ فترة من قبل فصائل مسلحة حليفة لإيران ضد جهاز المخابرات.
وفقاً للخبير بالشأن الأمني العراقي سعد الحديثي، فإن عملية الاغتيال الجديدة تنذر بمواجهة أخرى غير تلك المتعلقة بهجمات صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة، مبيناً في اتصال مع "العربي الجديد"، أن مكان تنفيذ العملية، في منطقة البلديات المحصنة، وطريقة هجوم المسلحين وكذلك انسحابهم من المنطقة، تؤكد أن العملية ليست إرهابية وتقف خلفها مليشيات تنشط أساساً في ضواحي بغداد الشرقية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن