زاكروس عربية - أربيل
على إثر التضارب بين بيان خلية الإعلام الأمني وأخر من تنظيم داعش بشان الانفجار الذي شهدته الكاظمية في بغداد، مساء الخميس، تعالت أصوات في الشارع السياسي العراق بالدعوة إلى استجواب عدد من القيادات الأمنية المسؤولة عن المنطقة التي شهدت الحادث.
وكانت السلطات الأمنية العراقية قد أكدت، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن التفجير "عرضي وناجم عن انفجار أنبوبة غاز للطبخ"، مشددة على أنه "جرى التأكد من ذلك من خلال مراجعة كاميرات المراقبة وطبيعة إصابات الجرحى وتحليل الخبراء المختصين".
لكن إعلان تنظيم داعش تبنيه للحادث، وحديث عن "مجموعة" من العناصر قاموا "بتفجير عبوة ناسفة" أمام ضريح الإمام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية بالعاصمة بغداد، أثار موجة تساؤلات في الشارع السياسي العراقي، حول حقيقة ما حدث، وسط نخوف من "خرق" أمني.
في هذا السياق رفض عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم عليوي، رواية الحكومة بشأن الانفجار، مبيناً في اتصال لـ"العربي الجديد"، أن "ما حدث في الكاظمية "كان خرقاً أمنياً كبيراً، وهذا ما يدفعنا إلى استجواب القيادات الأمنية في البرلمان وحتى القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي) للتحقيق معهم في هذا الخرق، ومحاسبة المقصرين في حماية المواطنين".
وأضاف أن "إنكار الجهات الحكومية لكون التفجير إرهابياً، أمر يثير الاستغراب ويثير الشكوك".
وشدد على "ضرورة وضع خطط أمنية محكمة لمنع وإفشال المخططات الإرهابية، وسدّ كل الثغرات، وكذلك إجراء تغييرات على مستوى الضباط والقادة في بعض المناطق، وفق أساس المهنية والكفاءة، وليس وفق الصفقات والمجاملات، كما حصل أخيراً من خلال إجراء بعض التغييرات، التي بدأت تظهر سلبيات على الوضع الأمني يوما بعد يوم"، حسب قوله.
لكن مصادر أمنية "مطلعة" في بغداد أكدت الرواية الرسمية وصافة الجهات التي تشكك بها بـ " مناوئة للحكومة"، مشيرة في الوقت ذاته أن حصيلة الضحايا بلغت 4 قتلى و20 جريحاً، "غالبيتهم غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم".
في الوقت ذاته لم يبث التنظيم أية صور أو قرائن مادية يمكن اعتمادها كدليل على ما تبناه الذي لم يتعدى عن إعلان المسؤولية دون سرد أي تفاصيل إضافية، وهو ما يدفع المحللين للإشارة إلى أن التبني "لا يتعدى كونها محاولة اثبات وجود ورسالة تخويف لأوساط شعبية من أنه قادر على استهدافهم في أي مكان ولإضعاف ثقتهم بالقوات الأمنية ما يسمح بحدوث شروخ سيعمل على استغلالها مستقبلاً".
.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن