زاكروس عربية – أربيل
عبرت نحو مئة عائلة عراقية، ليل الثلاثاء الماضي، من مخيم الهول في شمال شرق سوريا، إلى العراق لتستقر في مخيم الجدعة الواقع جنوب الموصل، وسط حراسة أمنية مشددة، ما أثار مخاوف في صفوف سكان المنطقة.
وهذه "المرة الأولى" التي يعاد فيها نازحون عراقيون من الهول، وقال مسؤول في "الإدارة الذاتية" إن العملية نظمت بموجب "اتفاق" بين بغداد والتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الذي، وتشكل "الموجة الأولى" على أن تليها دفعات أخرى"، وفق ما نقلت فرانس برس.
وأعادت العملية إلى أذهان الكثير من سكان الموصل ذكرى فظائع تنظيم داعش الذي سيطر على المنطقة مدة تزيد عن 3 سنوات.
وأكد عمر البالغ 28 عاما والذي فقد والده على يد داعش لوكالة فرانس برس أمام مقبرة تضمّ ضحايا التنظيم، "الرفض القاطع من قبل أهالي القيارة لعودة هؤلاء، فأفكارهم متشددة وداعمة للتنظيم".
وأضاف "لا يمكن التعايش معهم" فيما لا يزال مصير نحو 200 من أبناء المنطقة مجهولا بعدما اعتقلهم التنظيم.
بدوره أكد مدير ناحية القيارة صالح حسن الجبوري "هناك رفض شعبي كبير لعودتهم خاصة وأنهم كانوا من سكان مخيم الهول" الذي يضمّ عشرات آلاف النازحين من سوريين وعراقيين بينهم أفراد عائلات مقاتلي التنظيم.
ووفق الجبوري "وصلت إلى الجدعة 90 عائلةً، معظم أفرادها من النساء والأطفال ويقدّر عددهم بنحو 300، فيما يضمّ المخيم 7500 نازح، بينهم جهاديون".
ويقول عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، علي البياتي، إن "القلق الأساسي يعود لخلو موضوع نقل هذه العائلات "من أي شفافية".
ويتمثل مصدر الخشية الأول برأي البياتي، بعدم وضوح "ما إذا كانت تلك العائلات قد خضعت لتدقيق أمني أو مساءلة خصوصاً وأن غالبية العائلات التي كانت في مخيم الهول تابعة لتنظيم داعش وعليها ملاحظات أمنية كثيرة".
البياتي يرى أنه "كان ينبغي التأكد من عدم وجود أي تهمة ضدهم ومن عدم ارتكابهم أي جريمة ضد مدنيين في الحرب أو مشاركتهم فيها قبل إعادتهم"، في حين يؤكد مدير ناحية القيارة إلى أن معظمهم من النساء والأطفال ولا يشكلون بالتالي خطراً.
وكانت وزير الهجرة والمهجرين العراقية، قد بينت أن "مخيم الهول تتواجد فيه أكثر من 31 ألف عائلة عراقية، 8 آلاف فقط يرغبون بالعودة"، مشيرة إلى أن "ملف مخيم الهول فيه الكثير من التعقيدات لذلك هنالك تدقيق أمني عالي المستوى للعوائل العراقية هناك".
وعقب اجتياح تنظيم داعش الأراضي العراقية عام 2014 واحتلاله الموصل، ارتكب "جرائم إرهابية" بحق الأقليات الدينية والعرقية مثل الإيزيديين والشبك، والتركمان.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن