زاكروس عربية – أربيل
توعدت ما تسمى فصائل "المقاومة العراقية"، اليوم السبت (22 أيار 2021)، الولايات المتحدة بشن هجمات متصاعدة على قواتها في العراق لإجبارهم على الخروج من البلاد، في الوقت الذي أكد فيه الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، بأن استخدام طائرات مسيرة صغيرة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران "سيزداد في السنوات القليلة المقبلة".
وتحدثت ما تسمى "تَنسيقيةُ المُقاومةِ العِراقيّة" في بيان عن منحها "فرصة" للحكومةِ العراقيّةِ " بعد وساطات عدة من بعض السياسيين العراقيين"، مشيرة إلى عدم رضاها عن نتائج الحوار الاستراتيجي التي تجريه الحكومة مع واشنطن " -لاسيّما في مهزلة الجولة الثانية- كان سيئاً ومؤسفاً للغاية".
البيان نوه إلى تصريحات مسؤولين عسكريين أمريكيون بأنه "لا جدولة قريبة لانسحاب قواتهم، وأن الحكومة العراقية هي التي طلبت منهم بقاءها"، متهمة الحكومة بأنها "ليست صادقة، ولا مؤهلة، ولا قادرة على تحقيق إرادة الشعب العراقيّ بإخراج قوات الاحتلال من أرضهم، وحفظ سيادتهم، والدفاع عن دستورهم".
يأتي هذا البيان بعد يومين من اتفاق رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مع ، مع قائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث مكينزي على عقد الجلسة الأولى للجنة الفنية المتخصصة التي ستضع آليات تطبيق مخرجات الجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة.
وخلال محادثات الجولة الثالثة (الافتراضية) للحوار الإستراتيجي، التي جرت، بين أميركا والعراق، توافقت واشنطن وبغداد على سحب آخر القوات الأميركية المقاتلة في العراق حيث لا تزال تنتشر للتصدي لتنظيم داعش.
وأكد البلدان في بيان مشترك إثر هذه المحادثات الإستراتيجية الافتراضية أن "مهمة الولايات المتحدة وقوات التحالف تحولت إلى (مهمة) تدريب ومشورة، ما يتيح تاليا إعادة نشر أي قوة مقاتلة لا تزال في العراق، على أن يحدد الجدول الزمني (لذلك) خلال محادثات مقبلة".
فيما أشار بيان "التنسيقية" إلى أن "استمرار وجود قوات الاحتلال الأمريكي بقواعدها على الأرض، وسيطرتها على السماء، هو انتهاك مستمر للدستور العراقي الذي يمنع ذلك صراحة، وهو عدم احترام لإرادة الملايين من أبناء هذا البلد، ومخالفة صريحة لقرار مجلس النواب العراقي".
كذلك أكد رئيس ‹تحالف الفتح› هادي العامري، الأربعاء (19 أيار الجاري)، أهمية أن تتمخض اجتماعات اللجان الفنية بين الجانبين العراقي والأميركي عن "نتائج ملموسة تحقق ما يطمح له الشعب العراقي من تحقيق السيادة الوطنية الكاملة وانسحاب القوات الأجنبية القتالية من العراق في أسرع وقت".
الفصائل الولائية المصدرة للبيان أشارت ايضاً إلى أن "الإدارة الأمريكية برفضها خروج قواتها قد أرسلت لنا الرسالة الواضحة بأنهم لا يفهمون غير لغة القوة؛ لذلك فالمقاومة العراقيّة تؤكد جهوزيتها الكاملة لتقوم بواجبها الشرعي، والوطني، والقانوني، لتحقيق هذا الهدف".
وختمت بيانها بالقول، "إن عمليات المقاومة الجهاديّة مستمرة؛ بل ستأخذ منحًى تصاعديّاً ضدّ الاحتلال، وبما يجبرهم على الخروج مهزومين كما هُزِمُوا من قبلُ".
يوم أمس الجمعة، كشف تقرير جديد بناء إيران مجموعة مقاتلة سرية تضم مئات المقاتلين الموثوق بهم من بين كوادر أقوى الميليشيات الحليفة لها في العراق، بعد تراجع شعبية المليشيات الولائية التقليدية في الشارع العراقي.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة ميليشيات ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية أن " المجموعات السرية الجديدة تم تدريبها منذ العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والمراقبة والدعاية عبر الإنترنت والتواصل بشكل مباشر على يد ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني".
وكانت قاعدة لقوات التحالف الدولي في مطار أربيل تعرضت منتصف شهر نيسان المنصرم لهجوم بطائرة مسيرة، بعد ساعات على تصريحات القنصل الأميركي في أربيل قال فيها إن "الحشد الشعبي خطر على العراق"، مبيناً أن "ميليشيات إيران في العراق غير منضبطة وتهدد كل البعثات الدبلوماسية".
ونقل تقرير رويترز عن مسؤولين أمنيين عراقيون ومصادر غربية إن الجماعات الجديدة "تقف وراء الهجمات "التي استهدفت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في قاعدة عين الأسد الجوية العراقية هذا الشهر، ومطار أربيل الدولي في أبريل الماضي، والسعودية في يناير من هذا العام، واستخدمت فيها جميعا طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات.
وذكر ماكنزي أنه يجب على الولايات المتحدة أن تجد المزيد من السبل لمواجهة استخدام هذه الطائرات من قبل أعداء أميركا في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
وأضاف: "نعمل بكل جهد لإيجاد حلول تقنية من شأنها أن تسمح لنا بأن نكون أكثر فعالية ضد الطائرات بدون طيار".
وأوضح أن الجهود جارية للبحث عن طرق لقطع روابط القيادة والتحكم بين الطائرة بدون طيار ومشغلها، وتحسين أجهزة استشعار الرادار لتحديد التهديد بسرعة مع اقترابها، وإيجاد طرق إلكترونية وحركية فعالة لإسقاطها. وقال إنه يمكن استخدام السياج والشباك العالية كإجراءات وقائية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن