زاكروس عربية – أربيل
بالتنسيق مؤسسة "سميثسونيان" الأميركية وأطراف دولية داعمة بدأت الحكومة العراقية، بإعادة بناء متحف الموصل، بهدف استعادة المدينة مكانتها كمركز حيوي للثقافة في العراق.
ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نشر اليوم الجمعة (30 نيسان 2021)، "المتحف الذي كان رمزا للتعدد الثقافي داخل المجتمع العراقي، حاول تنظيم داعش تدميره خلال الثلاث سنوات التي خضعت المدينة لحكمه، قبل أن يطردوا منها في عام 2017.
الباحث بمعهد "سميثسونيان"، ريتشارد كورين، الذي يشارك في مشروع تأهيل متحف الموصل، قال إن "عملية الترميم من الممكن أن تساعد العراقيين في التغلب على الدمار الذي أحدثه تنظيم داعش".
وبجانب عملية إصلاح مبنى المتحف المتضرر بشدة، فإن الفريق المسؤول عن المشروع يواجه تحديا آخر، وهو فرز آلاف القطع الأثرية المختلفة التي دمرها مقاتلو تنظيم داعش، بحسب الصحيفة.
وقد صمم الفريق شبكة على الأرض، حيث وضع علامات على كل قطعة أثرية قبل نقلها بعناية إلى منشأة تخزين، مخصصة للترميم في المستقبل وإعادة التجميع المحتملة.
كوري فيجنر، مدير مبادرة الإنقاذ الثقافي لمؤسسة سميثسونيان، والضابط السابق في الجيش الأميركي، وصف عملية ترميم الآثار بالقول "لقد تعاملنا مع الأمر كمسرح جريمة بارد".
وبحسب الصحيفة "بعد أن قام فريق الترميم بتأمين المتحف، وإصلاح السقف الذي أصابته قذائف الهاون، وغربلة أكوام الحطام، انخرط مدير المتحف، زايد غازي ومساعدوه الآن، في عملية التخطيط الدقيقة للعصر القادم للمتحف".
وقال غازي، للصحيفة، واصفا لحظات هدم داعش للآثار بالمتحف عام 2015، "كان أمرا لا يصدق.. لقد ظهرت الكراهية العميقة في قلوبهم".
والتقت "وول ستريت جورنال" مع عدد من الآثاريين العراقيين، من بينهم المؤرخ ومؤسس مدونة "عين الموصل"،
المؤرخ ومؤسس مدونة "عين الموصل"، عمر محمد، والذي التقت به وول ستريت جورنال، علق على أنباء تجديد المتحف قائلا، إن "إعادة تأهيل المتحف، هي أفضل طريقة لإعلان نهاية داعش، وبدء فترة جديدة في تاريخ الموصل الحالي.. إنها فرصة لاستعادة هوية المدينة".
وقالت الصحيفة، إن "التاريخ يظهر أن إعادة بناء المعالم يمكن أن تساعد المجتمعات التي دمرتها الحرب في طوي الصفحة المؤلمة، كما حدث في البوسنة عام 2004، عندما تم ترميم جسر "موستار" إثر حرب البلقان، وأيضا كما حدث مع المباني الأوروبية التي دمرت خلال الحرب العالمية الثانية".
وهاجم تنظيم داعش عدة مدن ومواقع تراثية في العراق وسوريا المجاورة، مثل الآثار الرومانية في مدينة تدمر السورية، وتفجير مئذنة المسجد النوري في الموصل، والتي ظلت صامدة لأكثر من 800 سنة.
وعقب سيطرتهم على المدينة، توجه مقاتلو تنظيم داعش" إلى متحف الموصل، الذي يعد ثاني أكبر متحف في العراق وموطن القطع الأثرية التي تعود إلى الإمبراطورية الآشورية.
وفي شباط 2015، أصدر التنظيم مقطع فيديو، يظهر أعضائه وهم يستخدمون مطارق ومثاقب لتدمير القطع الأثرية غير الإسلامية، التي وصفوها بأنها أصنام.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن