Erbil 8°C السبت 23 تشرين الثاني 04:05

تسجيل ظريف المسرب يكشف نفوذ سليماني وأولوية العسكرة على الدبلوماسية في إيران

دوري كان "صفر"

زاكروس عربية – أربيل

تسبب تسجيل صوتي مسرب لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في مقابلة كان من المقرر نشرها بعد انتهاء الحكومة الحالية، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الإيرانية والدولية، وقوبل التسجيل بهجومات صحفية من وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري.

  • دور معدوم

كشف التسجيل الصوتي  أن دور الوزير ظريف معدوم في السياسة الخارجية، قائلاً "دوري كان "صفر".

كما تطرق إلى مدى تحكم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والتطورات الميدانية والعسكرية بالسياسة الخارجية والتحركات الدبلوماسية، قائلاً: "لم أتمكن أبدا في مسيرتي المهنية من القول لسليماني أن يفعل شيئًا معينا لكي أستغله في الدبلوماسية". وتابع: " كان يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، ولم أتمكن من إقناعه بطلباتي".

وقال ظريف في المقابلة التي استمرت 3 ساعات مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز، والتي أجريت في مارس من العام الماضي، وحصل عليها موقع "إيران إنترناشيونال"، إن معظم هيكل وزارة الخارجية الإيرانية "شأن أمني".

  • نفوذ سليماني

وفي حديثه عن نفوذ سليماني، أشار ظريف أيضًا إلى أنه لأول مرة منذ رفع العقوبات الأميركية عن شركة الطيران الوطنية الإيرانية (هما)، حذره وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري، في يونيو 2016 من أن الرحلات الجوية من إيران إلى سوريا زادت 6 أضعاف.

وقال:" عندما تابعت وزارة الطرق، والوزير آنذاك عباس أخوندي، الأمر، أكد رئيس الخطوط الجوية الإيرانية أن ضغوط الحاج قاسم تسببت في تسيير رحلات "هما" بالإضافة إلى خطوط "ماهان".

كما لفت ظريف إلى أنه عندما طلب من سليماني، في اجتماعه التالي معه، السفر على "ماهان" بدلاً من "هما"، أجابه الأخير: "هما أكثر أمانًا"، مشيرا إلى إصرار سليماني على استخدام رحلات "هما".

إلى ذلك، كشف ظريف أن سليماني كان دائما "يقول: الساحة أو الميدان هو الأصل، فإذا كانت (هما) أكثر أمانًا بنسبة 2 في المئة من (ماهان)، يجب استخدامها، حتى لو ألحق ذلك أضرارا بنسبة 200% بالدبلوماسية".

  • بشار الأسد على الشاشة

 يتطرق الوزير إلى جهله بزيارة الرئيس السوري، بشار الأسد إلى إيران قبل 4 أعوام، والتي أدت إلى تقديم استقالته، فقال: "نسقنا للزيارة أنا وسليماني، ولكن عندما أحضروه لم أكن على علم بذلك، فقد شاهدت الخبر على شاشة التلفزيون".

وردا على سؤال حول سبب سماح الحكومة لسليماني بالتدخل، قال ظريف إن مسؤولي الطيران ووزير الطرق ورئيس الجمهورية لم يكونوا على علم بذلك.

  • ضغوط وردود على ظريف

تمارس ضغوط مختلفة على ظريف، لدفعه كما يرجح مراقبون لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو، ويتعرض ظريف إلى هجوم واسع من قبل المتشددين، فضلا عن وسائل الإعلام الرسمية في البلاد، والمعلوم أنها تدور في فلك المرشد أيضا.

وردت وكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري، على التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر عدد من المقالات.

وقالت الوكالة في أحد هذه المقالات إنه "لم يكن خفيا على أحد المواقف واختلافات ظريف مع التوجه العام للثورة الإيرانية، وبالطبع أصبحت أكثر وضوحا بهذا التسريب الصوتي".

وكتبت في هذا المقال أن "ظريف في هذا التسريب وعبر مواجهته بطل الميدان، (أي قاسم سليماني)، وصل إلى حدود الدمار السياسي"،

وأضافت أن "لصوص وناشري هذا الملف الصوتي سعوا وراء هدفين الأول إلقاء اللوم على الميدان، أي دور الحرس الثوري في المنطقة، في حال فشل مفاوضات الاتفاق النووي، والثاني إظهار أن رئاسة الجمهورية لا دور لها في إدارة البلاد، وأن المشكلات لا تحل بتغيير الرئيس".

وقالت الوكالة إن الهدف النهائي للتسريب هو "ثني المواطنين عن الاقتراع في الانتخابات".

  • بومبيو يعلق

خلال الساعات الماضية، اليوم الإثنين (26 نيسان 2021)، علقت شخصيات إيرانية ودولية عديدة على تصريحات رأس الدبلوماسية، خاصة تلك التي ألمح فيها إلى احتكار العسكريين لسياسة البلاد الخارجية، وشكا سيطرة قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني.

فقد غرد وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو على تويتر، معتبراً أن تصريحات ظريف أثبتت أن خطوات الإدارة الأميركية كانت صائبة، قائلا "استهداف إدارتنا لقاسم سليماني كان له تأثير بعيد المدى على إيران والشرق الأوسط. لستم مضطرين لتصديق ما أقول، اسألوا ظريف".

بدوره، رأى مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بأن تصريحات ظريف أكدت افتقاره إلى السلطة في نظام الجمهورية الإسلامية.

 

ايران

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.