Erbil 15°C الأحد 24 تشرين الثاني 23:16

خدام: الأسد وخاتمي اتفقا على أهمية إطالة الحرب في العراق ومنع قيام دولة كوردية

من تكريس الفكرة القائلة بأن أكراد إيران هم إيرانيون، وأكراد العراق عراقيون، وأكراد تركيا أتراك

زاكروس عربية – أربيل

كشفت أوراق نائب الرئيس السوري الراحل عبد الحليم خدام، والتي بدأت "الشرق الأوسط" بنشرها في سلسلة، تخوف الرئيس السوري بشار الأسد والإيراني السابق محمد خاتمي من قيام دولة كوردية عشية الحرب الأميركية في العراق عام 2003، واتفاقهم على التنسيق معاً إلى جانب تركيا في هذا الملف.

وتتناول الحلقة الأولى التنسيق بين دمشق وطهران قبل حرب 2003، حيث لاحظ خدام أن النظام السوري «انتقل من العمل لإسقاط صدام إلى الدفاع عنه»، حيث أن رئيس الوزراء الأسبق محمد مصطفى ميرو ذهب إلى بغداد، وألقى كلمة جاء فيها: «أقدم لكم هذا السيف الدمشقي، مؤكداً أننا معكم، وأن العدوان على العراق هو عدوان على سوريا»، لافتا إلى أن إيران «كانت عبر حلفائها في المعارضة العراقية، تعمل على الخلاص من صدام ونظامه«.

كما أوضحت هذه الأوراق أن بشار الأسد اتفق مع «المرشد» الإيراني علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي في طهران عشية الحرب على «إطالة الحرب لإتعاب الأميركيين«.

ينقل خدام عن خاتمي القول : «الانتصار الحاسم الذي تحصل عليه أميركا: أن تقصِّر فترة الحرب وتصل للانتصار في فترة قصيرة. لكن، إذا طالت المدة ستخسر أميركا. ويكفي أن تعود إلى أميركا جثث الجنود الأميركيون حتى ينقلب الرأي العام الأميركي ضد الرئيس جورج بوش وسياسته".

وحسب محاضر الاجتماعات، فإن الأسد قال لخاتمي، إنه «إذا استقرت أميركا بالعراق ستنتقل بعد ذلك إلى سوريا وإيران» وأبلغ خامنئي أنه «كي يتعب الأميركيون، لا بد من إطالة الحرب في العراق». وتابع الأسد: «شيء آخر: سيقتل الأميركيون أعداداً كبيرة من العراقيين، وعندها سينسى الشعب أن هناك صدام حسين».

وفي سياق تبادل وجهات النظر بين الأسد وخاتمي حول الوضع العراقي ، جاء حديث الأخير " يجب علينا أن نكون حذرين من قيام دولة كوردية، ولا بد من تكريس الفكرة القائلة بأن أكراد إيران هم إيرانيون، وأكراد العراق عراقيون، وأكراد تركيا أتراك، وفي هذا المجال لا بد من طمأنة الأتراك وتبديد مخاوفهم. على كل حال، يجب التنسيق بيننا وبينكم وبين المعارضة العراقية في هذه الأمور«.

عقّب الأسد: «في المعارضة حالتان: الأولى وصلت إلى مرحلة النضج ولن تتعامل مع أميركا، والثانية هرولت باتجاه أميركا عندما أشارت إليها. هؤلاء، إن وصلوا إلى الحكم لن يعملوا مع سوريا وإيران، بل سيكونون في الجانب الأميركي. لذلك، لا بد من توسيع العلاقات وخلق عناصر أخرى للتنسيق. العنصر الأكبر هو الأكراد. لديهم خوف وهم يفكرون بإقامة وطن. هذه النقطة هي الأهم. لقد بحثت هذا الأمر مع (الرئيس التركي الأسبق) عبد الله غول، ومنذ أيام ذهب وفد أمني سوري إلى تركيا. المحور الأساسي للتعاون بين سوريا وتركيا الآن هو موضوع الدولة الكوردية، وهذا يجمع كل التيارات في تركيا، من العسكر وغيرهم، لأن هذا يقلق تركيا وسوريا وإيران والعراق، ويجب التنسيق بيننا في هذا الموضوع«.

يبدو من خلال هذه المذكرات التي تتضمن محاضر اجتماعات رسمية أن الطرفان عملا على تكثيف التنسيق والعمل المشترك مع تركيا على هدف منع إقامة دولة كردية وتعزيز فكرة الولاء بالمواطنة أي أن " بأن أكراد إيران هم إيرانيون، وأكراد العراق عراقيون، وأكراد تركيا أتراك"، عبر نزع الهوية القومية عن الكرد في الدول الأربع، والتنكر لحقوقهم ما أمكن.

في الجانب الثاني كان التركيز الذي أثبتت الوقائع لاحقاً أنها نجحت إلى حد بعيد هو ما يعرف بإغراق الأمريكان في المستنقع العراقي ، عبر إطالة أمد الحرب "المقاومة" ضد القوات الأميركية، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا عبر تقديم الدعم والإمكانات للقوات والجهات التي "تقاوم"، ولعلها السياسية ذاتها ما تزال متبعة حتى الآن.

الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.