أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أن المشاكل الموجودة بين أربيل وبغداد هي جزء من موانع استقرار العراق "ومشاكل العراق مشاكل عائلة واحدة، وهي بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات، مبيناً أن "دورنا ليس دورا تخريبيا في العراق بل هو دور بناء ونحن ومستعدون لتحقيق هذا النهج في إقليم كوردستان بشکل عام لنتوصل مع بغداد إلى تفاهم مشترك لأجل مستقبل العراق، فنحن الكورد لسنا بأي شكل عقبة في طريق أي تغيير يخدم العراق فعلاً".
وقال نيجيرفان بارزاني خلال حوار متلفز مع قناة الشرقية نيوز، عرض ليلة أمس الخميس إنه "لغرض حل مشاكل العراق وتحقيق الاستقرار في البلد، يجب أن يكون للأطراف والمكونات كافة فهم ورؤية مشتركين لمستقبل العراق، وأن يعملوا على أساس الدستور ومبادئ التوافق والشراكة والعمل المشترك وأن يعتبروا من أخطاء الماضي"، موضحاً: "وأوضح أن "جيلاً جديداً نشأ في العراق وأن المرحلة الانتقالية في العراق بعد مرور ثمانية عشر عاماً قد انتهت، ولم يعد العراقيون يقبلون من سياسيي البلد شعارات تخلو من مضمون، وأنه يجب العثور على حل جدي لأوضاع العراق".
وأضاف: "في زيارتي الاخيرة الى بغداد كانت رسالتي لكل السياسيين العراقيين هي اننا اخطأنا وانتم ايضا اخطأتم، فلنجلس ونتعظ من هذه الأخطاء من اجل حياة افضل لكافة العراقيين، فان لم نفكر بهذا النمط فلا يصل العراق الى الغد المشرق الذي ننتظره، فشعب العراق يستحق حياة افضل بكثير مما يعيشه الان، هذه الصراعات والحروب السياسية التي ليس لها معنى ومبرر"، مشدداً على ضرورة "التركيز على جوانب حيوية اخرى: كيف نحاول جميعنا ان تعود ثقة الشعب العراقي بالسياسيين العراقيين وبالعملية السياسية، فليس للثقة وجود اليوم... لانه لم يعد للشعب ثقة بان صناديق الاقتراع بمقدورها ان تحل المشاكل، فالديمقراطية ليست اجراء الانتخابات كل اربع سنوات فقط، الناس تنتظر النتائج من السياسيين العراقيين، الشعب يريد ان يرى حياة افضل".
ومضى بالقول إن "المشاكل الموجودة بين أربيل وبغداد هي جزء من موانع استقرار العراق"، مبيناً أن "دورنا ليس دورا تخريبيا في العراق بل هو دور بناء، دورنا هو رغبتنا في حل مشاكل العراق من خلال الحوار، وهذا مهم من اجل استقرار العراق، فمشاكل العراق حسب قناعتي هي في الغالب تكمن في كيفية التفكير، فلا یمکن حل مشاكل العراق بمعیار من هو القوي ومن هو الضعيف، مشاكل العراق مشاكل عائلة واحدة، ومشكلة عائلة واحدة بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات".
وشدد على أنه "نحن في إقليم كوردستان نتفهم انه علينا واجبات على عاتقنا ومستعدون للالتزام بها ولدينا الحقوق ايضا، ومستعدون لتحقیق هذا النهج في إقليم كوردستان بشکل عام لنتوصل مع بغداد إلى تفاهم مشترك لاجل مستقبل العراق، فنحن الكورد لسنا بأي شكل عقبة في طريق أي تغيير يخدم العراق فعلاً ويخدم الوضع في العراق، بل يسعدنا أن يحصل"، موضحاً أن "المسألة الكوردية في العراق هي مسالة جدية ويجب ان تكون الحلول جذرية".
وحول المشاكل في كركوك والمناطق المتنازع عليها أوضح أن "للمشكلة شقان الشق الاول هو مسألة الثروات الطبيعية، فهذه الثروات والخيرات موجودة في كل العراق وليس في كركوك وحدها، وإن كان عندنا قانون للنفط والغاز في العراق لما كان بات موضوع النفط مشكلة. لانه كان يصبح لدينا قانون يطمئن بموجبه اقليم كوردستان والمناطق العراقية الأخرى إلى أنها ستحصل على ميزانياتها. والشق الثاني هو مسالة الارض، وهذا الامر يحتاج الى وجود مرونة لدى الطرفين لحل المشكلة، وفاذا ما طبقت المادة 140 الدستورية اقول واثقا بأنه لن تكون لدى الكورد مشكلة ولا لدى اي مكون آخر في كركوك"، ذاكراً أن "الذي يقول ان المادة 140 مادة ميتة فهو يخطئ الفهم جدا، وبدل ان يقول بانها ميتة عليه ان يقول تعالوا لنجلس ونجد لها حلا صحيا وواقعيا، حلا يكون في صالح جميع العراقيين".
وبشأن سبب عدم تحدثه باللغة العربية، قال رئيس إقليم كوردستان: "هذه واحدة من الامور التي اعاتب نفسي عليها كثيرا، ولا اقول بانها صعبة فالإنسان يستطيع أن يفعل أي شيء إن اراد ذلك. لكني بالتأكيد وصي أولادي دائما واقول لهم تعلموا العربية وأكرر توصيتي هذه لهم، واقول للجيل الجديد في كوردستان تعلموا اللغة العربية، وان شاء الله ساتعلمها انا أيضاً"، معبراً عن رغبته بزیارة المحافظات العراقیة في المستقبل بالقول: "احب ذلك كثيرا وأخطط لزيارة هذه المناطق في المستقبل، زيارة البصرة وزيارة الانبار، وان ارى اهالي هذه المناطق. إن تطور أي مدينة عراقية تطور لإقليم كوردستان في رأينا، وتزايد قوة الاقتصاد العراقي يضيف قوة لإقليم كوردستان وليس العكس".
نيجيرفان بارزاني شدد على ضرورة وجود رؤية سياسية جديدة، ومضى بالقول: "الذي اراه انا في بغداد أن رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي يتحدث عن ذلك ولديه قناعة بأن علينا ان نقوم بامر جديد والسياسيون العراقيون الاخرون ايضا تحدثوا عن هذا الامر.. فالسنوات الثماني عشرة كافية للحديث عن الفترة الانتقالية، هذه الفترة انتهت،إذا لم يجر ذلك سيتجه العراق نحو الهاوية ونحو مصير مجهول".
وفيما يتعلق بالهجوم علی مطار أربیل الذي وقع في 14 نيسان الجاري، قال رئيس إقليم كوردستان: "مع الأسف الشدید؛ نحن نرى بأنه تصعيد خطير جدا للاستقرار السياسي لكل العراق، فالقوات الأميركية المتواجدة في أربيل وفي إقليم كوردستان، موجودة ضمن إطار اتفاق أبرم بين بغداد وواشنطن وليس بين أربيل وواشنطن، وإقليم كوردستان ينظر إلى هذا الموضوع وهذه المسألة بصفته جزءا من العراق، فليس الأمر أننا في إقليم كوردستان لدينا شيء خاص يختلف عما هو موجود بين بغداد وبين القوات الأميركية".
ولفت إلى أنه "نحن في إقليم كوردستان نعتقد حتى الآن أن العراق لكي يبلغ شاطئ الأمان يحتاج إلى الدعم الدولي، يحتاج إلى أن تقدم أميركا ودول التحالف المساعدة للعراق. لكن قد يكون هناك الآن في العراق من يرى رأيا مختلفا، وتلك القوى تريد أن تضع كل السلطات السياسية والسلطات الأمنية للدولة العراقية في موضع تساؤل وأن يستهان بها. فليس معقولا أن تأتي فئة من خارج الحكومة العراقية ومن خارج الهيكلية الأمنية والعسكرية العراقية وتمنح نفسها الحق في القيام بهذا التصرف في إقليم كوردستان، والتكنولوجيا المستخدمة ليست بالتكنولوجيا التي يمكن أن يمتلكها حزب سياسي لوحده، بل هي تكنولوجيا تقف وراءها جهة، وخاصة التكنولوجيا التي استخدمت في العملية الأخيرة حيث كانت طائرة درون التي استخدمت كبيرة جدا".
ورداً على سؤال بشأن اعتقال المتورطين في الهجمات الأخيرة، أوضح: "في القصف السابق تم إلقاء القبض على أشخاص بعضهم تم إلقاء القبض عليه في بغداد وبعضهم في أربيل. فهناك تعاون أمني بيننا وبين بغداد للعثور على الأشخاص الذين نفذوا هذه العملية، ومن حيث التنسيق هناك تنسيق جيد جدا بيننا وبين بغداد في هذا الموضوع، والتحقيقات مستمرة. لا أستطيع أن أجزم الآن أیة جهة هي التي أقدمت على هذا الفعل لأن التحقيق في العمليتين مستمر حتى هذه اللحظة".
وتطرق نيجيرفان بارزاني إلى مشكلة السلطة في العراق بالقول: "هناك مشكلة جوهرية في العراق. لديك مؤسسات الحكومة العراقية، ولديك رئيس وزراء ووزراء. لكن من المؤسف جدا أنه يوجد إلى جانب هؤلاء وخارج هذه الحكومة وهذه الهيكلية شيء آخر والذي بدلا عن أن يكون عونا لمؤسسات الحكومة يشكل في بعض الأحيان معرقلا لها، وليس ممكنا أن تكون هناك حكومة داخل الحکومة وأن يكون هناك شيء آخر خارج الحكومة، يجب أن يكون الجميع واحدا. أنا أرى أن أكبر المشاكل حاليا يكمن في: أين هو القرار؟ ويجب توحيد مصدر القرار، فلا يمكن أن تكون مشاركا في الحكم وفي نفس الوقت غير مشارك في الحكم. ماذا فعل كل هؤلاء، مثلا، يشاركون في الحكم ولكن من خلال أشخاص من المستوى الثاني والثالث ككوادر في الحكومة، لماذا؟ لماذا لا يتحملون المسؤولية بأنفسهم؟ أنا على قناعة بأنه كان من الأفضل أن تشارك هذه القوى السياسية بالمستوى الأول من شخصياتها في الحكومة، لا أدري لماذا ينظرون إلى الحكومة باستخفاف؟ لماذا لا يكونون وزراء؟ ليتولوا المسؤولية، الآن، تجدهم مسؤولين وتجدهم ليسوا بمسؤولين في نفس الوقت. هذه هي أسوأ الحالات. فهم من جهة يتولون المسؤوليات، ومن جهة أخرى وأمام الشعب يتظاهرون بأنهم ليسوا مسؤولين عما يجري، ونحن نعلم جميعا أن الخيارات المتاحة أمام رئيس الوزراء، أي رئيس وزراء في العراق، محدودة".
وحول اتهام رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي بمحاباة إقليم كوردستان، فرد قائلاً: "ما يستخدم حاليا، والزعم بأنهم يولون الإقليم الأفضلية، فلا أساس له، بل أن خصومه السياسيين يريدون الاستفادة من ذلك ضده. حتى فيما حدث أخيرا، فقد كان دولة رئيس الوزراء متعاونا إلى أبعد الحدود لتقليل الخلافات بشأن قانون الموازنة، لكن بالنتيجة أدركت الأطراف جميعا أن قانون الموازنة هذا قانون يراعي مصلحة كل الأطراف إلى حد بعيد"، مشدداً على "يجب أن نحل وجوب أن يكون السلاح محصورا في إطار مؤسسات الدولة، ولا يمكن أن يقرر كل من جانبه توجيه طائرات درون مسيرة إلى أربيل ويطلق صواريخ على (بلد) ويقصف الأماكن الأخرى. علينا أن نجد حلا، وأنا واثق من أنه في حال وجود إرادة جادة في بغداد لن يكون من الصعب تشخيص الجهة التي ارتكبت هذه الأعمال، وهذا واضح".
وفيما يتعلق بالتنسيق الأمني بين البيشمركة والجيش العراقي، قال رئيس إقليم كوردستان: "نتيجة للفراغ القائم حاليا والذي يبدأ من محافظة صلاح الدين ويمتد إلى كركوك ومن كركوك إلى الموصل فراغ كبير جدا نجم عن غياب التنسيق بين البيشمركة وبين الجيش العراقي، بات داعش ينفذ في ذلك الممر عمليات إن لم أقل بصورة يومية فمرة كل بضعة أيام، هذا يعني أنه ليس هناك شيء يجزم بأن داعش قد انتهى".
ووجه رئيس إقليم كوردستان رسالة إلى الشعب العراقي قائلاً: "رسالتي هي رسالة التآخي، رسالة التعايش، رسالة قبول الآخر، رسالتي هي أن نسعى نحن معا مجتمعين في سبيل مصلحة هذا البلد، ونعمل في سبيل ذلك معا".
وفيما يلي نص المقابلة بحسب ما نشره موقع رئاسة إقليم كوردستان:
القسم الأول:
الشرقية نيوز: حياكم الله من أربيل مع شخصية قبلت الظهور في اول قناة عربية… وهذا الظهور الأول له… مع فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني…
ولدت في ستينيات القرن الماضي هده الحقبة شهدت تأسيس الجمهورية العراقية الأولى والثانية، أبرز حدث سياسي واكبت فخامة الرئيس؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكرا لقناة الشرقية، مرحبا بكم، رمضان كريم عليكم وعلى عموم الشعب العراقي والمسلمین كافة.
أنا ولدت عام 1966 في منطقة حاج عمران التي كانت من معاقل ثورة أيلول بكوردستان العراق، أمي من مدينة السليمانية ووالدي هو إدريس مصطفى البارزاني، بقينا في كوردستان العراق لغاية سنة 74 و75، وبعد نكسة الثورة التجأنا إلى إيران حيث قضيت بقية مرحلة الطفولة هناك، والدي كان مشغولاً دائماً بأمور اللاجئين من اهلنا الذين التجأوا إلى إيران. فأمضيت مرحلة الطفولة بين معاقل الثورة والتشرد واللجوء في إيران التي استمرت لغاية سنة 79، وهنالك بدات الدراسة ودخلت المدرسة… بعد الثورة الإيرانية تغيرت الأمور شيئاً فشيئاً حيث تسنى لنا الرجوع إلى المناطق الحدودية وجبال كوردستان العراق.
فيما يخص حياتي السياسية، بداياتي كانت في اتحاد طلبة كوردستان التي كانت من منظمات ثورة أيلول، أما دخولي الجدي في معترك السياسة فبدأ في أعقاب وفاة والدي سنة 87، حيث دخلت أغوار السياسة وتفرغت للنضال السياسي.
الشرقية نيوز: هذه الحياة الصاخبة بعض الشيء والتنقل بين مدينة الأم إلى بلد آخر بالتأكيد ربما تاخذ الفرد أو الانسان من الطفولة. هل عشت طفولة حقيقية؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة لا.. لم نعش مرحلة الطفولة بشكل طبيعي، حيث كنت لاجئاً كأي لاجئ آخر، بمعنی أنها لم تكن صعبة بالنسبة لنا فحسب بل كانت صعبة وقاسية لكل هؤلاء الكورد الذين أصبحوا لاجئين نتيجة نكسة الثورة، حتى الحياة الأسرية لم تكن هنيئة حيث كان والدي وأيضا عمي الرئيس مسعود بارزاني منشغلين عنا بسبب كثرة مهامهم وانشغالهم الدائم بإعادة تنظيم أمور البيشمركة واستمرار النضال في العراق، فعليه لم نتمكن من أن نعيش لا فترة الطفولة ولا فترة الصبا والشباب بشكلها الاعتيادي.
الشرقية نيوز: سيد نيجيرفان بارزاني رمضان كريم أرحب بك، قبل ان ادخل كالمعتاد مع أي ضيف، نبتدئ الحلقة من سيرة الحياة من الطفولة حتى فترة التعليم إلى الحياة السياسية والى آخره، لكني مستعجل ان اعرف جواب لسؤال مهم، هذا دخولي الأول إلى كوردستان تفاجأت بما لديكم من بناء من عمران من تقدم، هذا ما أسبابه كيف استطعتم بفترة وجيزة ان تتقدموا بهذا البناء والعمران؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة ان تنمية وتطوير واعمار العراق بشكل عام لم ينجز سابقاً بسبب الظروف المعلومة لدى الجميع. ان عملية إعادة الاعمار التي شهدتها كوردستان بدأت بعد 2004، حينها تهيأت الظروف وعاد الامل إلى شعب كوردستان لان يبدأ بإعادة بناء المدن والقرى التي دمرتها الحروب والظروف السابقة. ما قمنا به نحن في البدء، هو تركيزنا على ضرورة اشراك القطاع الخاص بإعادة البناء، فالقطاع الخاص يعد المحرك لتطور وتنمية أي بلد. وفعلا كان لهذا القطاع وللجهود والطاقات المحلية دور بارز وحيوي في انجاح العملية العمرانية والتنمية بشكل عام .. مع ذلك ان ما ترونه الآن من تطور في هذا المجال، إذا ما قارناه مع أي بلد آخر في محيطنا، نرى بان خطوات الازدهار ليست سريعة بشکل کاف وکما هو مطلوب، لذا من الضروري ان يتم تحسين وتسريع مسيرة البناء والتنمية هذه ليست في إقليم كوردستان فحسب بل في عموم العراق ايضا.
الشرقية نيوز: دعنا نعود للحیاة الشخصیة الآن، الجبل یعتبر جزء مهم من هویة وشخصیة الحیاة لاي فرد كوردي، ماذا یمثل الجبل یا سید نیجیرفان بارزاني خصوصا ایام الكفاح والنضال؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: على ذكر الجبل، هنالك مقولة عن الكورد مفادها “انه ليس هناك صديق للكورد عدا الجبال”، هذه المقولة عبرت عن حال الكورد لعهود طويلة. حيث كان احتماؤنا ونضالنا وصمودنا بدا واستمر في جبال كوردستان. انا كأحد افراد أو الشباب المتواجدين في الجبل والمشاركين في النضال، تعلمت منذ ذلك الوقت من أبي وعمي ان اعيش مع آلام ومآسي شعبي، نعم عايشت فترات الكفاح المسلح مع اني لم احصل حينها على شرف ان اكون في الخنادق الامامية كبيشمركة، ولكن نعم عايشت المرحلة ومارست حياة البيشمركة وكنت معهم في الجبال.
الشرقية نيوز: فخامة الرئیس یمكن حضرتك الحفید الاكبر للملا مصطفی البارزاني، شخصیة مثل السید نیجیرفان بارزاني والده إدريس بارزاني، عمه مسعود بارزاني وجده ملا مصطفی البارزاني، نتوقف عند الشخصیة الاخیرة، هل یعتبر ملا مصطفی بارزاني، هو ملهم السید نیجیرفان بارزاني؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة انا في الفترة التي كان جدي الزعيم الملا مصطفى البارزاني في الحياة، كنت صغيرا في العمر ولم يتسن لي ان اعايش الزعيم لفترة طويلة، الفترة التي عشناها مع جدي المرحوم كانت فترة قصيرة جدا، بعدها وفي عام 1976 اصاب جدي مرض عضال حيث سافر إلى امريكا للعلاج، وتوفاه الاجل هناك. لذلك كان الشخص الذي أثر على مسار حياتي السياسية وكبرت في ظل قيادته كان عمي الرئيس مسعود بارزاني، كان هو ملهمي ومعلمي كشخصية وكقائد وكعم وكوالد حیث كنت انظر اليه، كان لسيادته الاثر الاكبر على مساري وموقعي في الحياة منذ مرحلة الشباب ولغاية اليوم.
الشرقية نيوز: لنقل ماذا تعلمت من الملا مصطفی البارزاني؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: الذي تعلمناه منه جميعا هو ان علينا ان نناضل باخلاص لتحقيق حقوق شعبنا في العراق وان نخدم شعبنا، فاذا ما استطعت ان الخص في كلمتين، استطيع القول ان نهج الملا مصطفى البارزاني هو نهج خدمة الشعب، نهج خدمة الوطن، تعلمنا من هذه الشخصية ان نبذل كل ما في استطاعتنا لخدمة قضية شعبنا.
الشرقية نيوز: كما ذكرت، فخامة الرئيس عن دور إدريس بارزاني الراحل كنت متاثرا وانت تتحدث عن رحیله، دعنا نتحدث عن فترة نضاله ما هو دوره في موضوع القضیة الكوردیة وایضا التقارب العربي الكوردي؟
الرئيس نيجيرفان: فيما يخص المسألة والثورة الكوردية كان واضحا. في ظل زعامة جدي الملا مصطفى البارزاني، ان المرحوم كاك إدريس أو عمي فخامة الرئيس مسعود بارزاني كلاهما كانا مساعدين له في الثورة، فكان كاك إدريس في الغالب مسؤولاً عن المسائل الاجتماعية والعسكرية في الثورة كمساعد للزعيم الملا مصطفى، ولعب دوراً بارزا على المستوى الشخصي في ابرام اتفاقية الحادي عشر من آذار عام 1970 مع النظام آنذاك، إذ قام بزيارة بغداد مرات عديدة لكي تصل هذه التفاهمات إلى النتيجة، وكان يفتخر دائما بأن الشعب العراقي بکافة أطیافه من البصرة إلى كافة المناطق العراقية الاخرى قد رحب بحرارة بهذه الاتفاقية بعد سنوات طويلة من النضال والتعب، فالشعب العراقي عموما رحب بهذه الاتفاقية التي ابرمت عام 1970، وبالطبع الشخصيات الاخرى أيضاً لعبت دورا كفخامة الرئيس مسعود بارزاني والاخوة الاخرين ولكنه كان يفتخر بانه كان له دور في هذه الاتفاقية وفي التقارب بين الشعب العراقي عموما كوردا وعربا والمكونات الاخرى کافة، لأنه بالنسبة لنا نحن نؤمن ايمانا عميقا بان المسألة الكوردية يجب حلها في اطار العراق، في هذا السياق ومنذ 1970 كان لنا نفس التوجه وفي سنة 75 أيضاً كان لنا نفس التوجه وحاليا أيضاً حيث نؤمن بانه من الضروري التعامل مع المسألة ومع المشاكل وايجاد الحلول لها في اطار العراق.
الشرقية نيوز: هذه الرؤية رؤية السبعینیات تعاد الیوم علی الطاولة ماهي الاسباب التي ربما دعت أربيل إلى تصفیر الازمات، واخذ دور المبادر الیوم وربما طلب من بغداد إلى ان تنتهج ذات النهج ربما، ما هي الاسباب؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: إن مشاكل العراق حسب قناعتي هي في الغالب تكمن في كيفية التفكير، فبقناعتي لا یمکن حل مشاكل العراق بمعیار من هو القوي ومن هو الضعيف، مشاكل العراق مشاكل عائلة واحدة، ومشكلة عائلة واحدة بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات، إن نمط التفكير بمبدأ من هو القوي ومن هو الضعيف ورط العراق بمآسي كبيرة، الاهم بالنسبة لنا كلنا هو ان نتعظ من دروس الماضي، نتعلم من هذه الأخطاء التي اقترفناها كلنا، بغداد أيضاً بدرت منها الأخطاء وبالتأكيد أربيل أيضاً اقترفت العديد من الأخطاء في النتيجة والامر الاهم بالنسبة لنا هو استقرار العراق، استقراره من الناحية السياسية ومن الناحية الاقتصادية هذا هو الاهم، علينا ان نشخص المشاكل ونفكر في كيفية حلها. فلا يمكن وضع الحلول لمشاكل العراق ابدا إذا لم نتخلص من القناعة البائسة التي تتصور بانه إذا كانت بغداد قوية هذا يعني ضعف أربيل أو بالعكس إذا كانت أربيل قوية فهذا يعني ضعف بغداد، نحن نكمل الآخر، بغداد وأربيل، الكورد والعرب هم مواطنو هذا البلد، علينا جميعا ان نحاول معا، اولا: أن نقوي مفهوم المواطنة لدى الفرد العراقي في هذا البلد، ثانيا: ان نبني شراكة حقيقية لنتمكن في المستقبل معا ان نتشارك البعض، فاليوم المشاكل الموجودة في العراق لم تترك الطمأنينة لاي مكون حيال مستقبله، علينا ان ننهي هذه الاشكالية، الشعب العراقي بشكل عام يستحق حياة افضل بكثير من الموجودة حاليا، إن على كافة المكونات العراقية وكافة السياسيين العراقيين ان نعمل معا من اجل هذا الهدف، نحن في إقليم كوردستان نتفهم انه علينا واجبات على عاتقنا ومستعدون للالتزام بها ولدينا الحقوق ايضا، لدینا الحقوق وعلینا الواجبات، کلاهما معا، نحن نفهم هذا ومستعدون لتحقیق هذا النهج في إقليم كوردستان بشکل عام لنتوصل مع بغداد إلى تفاهم مشترك لاجل مستقبل العراق.
الشرقية نيوز: فخامة الرئیس ارید ان اعود ونتكلم عن السید ملا مصطفی كیف كان ینظر لوحدة العراق والاخوة العربیة الكوردیة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: إذا ما نظرنا إلى احاديث المرحوم الملا مصطفى البارزاني بشكل عام، كان يؤكد دوما على الاخوة بين الكورد والعرب، كان يؤكد على ان حقوق شعب كوردستان يجب ان تتحقق في اطار العراق، ولكن مع الاسف الانظمة المتعاقبة على دفة الحكم في العراق كانت ترد بالقمع وبالعنف والسلاح على القضية الكوردية، المسألة الكوردية في العراق هي مسالة جدية ويجب ان تكون الحلول جذرية.
لأتحدث لكم عن حدث كمثال: بعد عام 70 أي بعد اتفاق آذار، جرت محاولة اغتيال للزعيم ملا مصطفى، وذلك عن طريق ارسال وفد باسم رجال دين إلى مقر البارزاني بهدف تفجير المقر واغتياله. وفعلا تم التفجير ونجا الزعيم باعجوبة من الحادث. اراد مساعدو البارزاني الرد والانتقام وفكروا في طريقة للرد على تلك العملية الغادرة. روى لنا الرئيس مسعود بارزاني ان الملا مصطفى سمع عن فكرة الرد ووصلته اخبار بان عملية الرد يمكن ان تؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين. فكان موقف الزعيم الملا مصطفى رفض والغاء فكرة الرد جملة وتفصيلا، حيث قال: لا يمكن ولا اسمح باي شكل من الاشكال ان تتحول المشكلة والصراع إلى نزاع بين الكورد والعرب ولن اقبل ابدا ان يندلع هكذا صراع بسببي، هذا غير ممكن ابدا.
نحن تربينا جميعا على هذا النهج المتسامح على ايدي الملا مصطفى واستمرينا على نفس النهج بعده بقيادة سيادة مسعود بارزاني. لذلك ايماننا راسخ بالاخوة الكوردية العربية، ونريد للعراق ان يكون وطناً لجميع مكوناته نتعايش فيها معا، فهذا التعايش كفيل بوحدة وقوة العراق. هذا ما تعلمناه من الخالد الملا مصطفى، نحن تعلمنا ان الكورد والعرب يجب ان يكونوا اخوة.
هناك مثال آخر يتم تداوله بخصوص ذلك: بايام الخالد مصطفى البارزاني، كان محافظ أربيل انذاك احد اخوتنا العرب، قامت الحكومة في بغداد بتبديله بمحافظ كوردي ظنا منهم ان تلك الخطوة سوف تكون موضع رضا الملا مصطفى، ولكن في لقاء للمرحوم حدث العكس وفي احدي لقاءاته بالمسؤولين العراقيين، قال لهم الملا مصطفى: انني افضل كثيرا ان يعود المحافظ العربي لأربيل، لانه بالنسبة لنا القضية ليست قضية هذا كوردي وذاك عربي، المهم هو خدمة الناس وان نتمكن معا من العيش في هذا البلد بامان واستقرار وفي ظل عيش رغيد للجميع.
الشرقية نيوز: رسالة السید ملا مصطفی استلمتموها، وتطبقونها الآن. افهم من حديثك انه كرست اثناء فترة دخول داعش واحتضانكم للنازحین العرب الذین نزحوا وتحركوا من محافظاتهم، مازلت اتحدث في اطار الاخوة، والوحدة العراقیة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: انا لا اريد ان اتحدث عن هذا الموضوع كمنة لاننا في إقليم كوردستان قمنا بواجبنا، كان واجبنا عام 2014 عندما هاجم داعش ومع شديد الاسف استطاع ان يسيطر على مناطق شاسعة في الموصل والانبار ونتيجة تلك الاحداث المؤلمة التجأ اهالي هذه المناطق إلى إقليم كوردستان، كان واجبا علينا ان نفتح لهم الابواب وان يقيموا هنا معززين وفي امان، استقبلنا برحابة صدر حوالى مليوني نازح ولاجئ من العراق وسوريا.
بهذا الخصوص اريد ان اوصل رسالة إلى الشعب العراقي والتي نفتخر بها ومن دواعي اعتزازنا، مفاد الرسالة هو انه في تلك الفترة ولغاية اليوم لم نر أي خرق امني من قبل هؤلاء النازحين أو تهديدا امنيا منهم لإقليم كوردستان، لم نر من أي واحد منهم يقوم بخلق مشكلة اجتماعية بين الكورد والعرب. بل بالعكس، الذي اسمعه ان الكثير من الذين عادوا إلى مناطقهم، حيث فرحنا بتمكن نسبة منهم في العودة إلى الفلوجة والانبار والموصل والمناطق الاخرى، ان هذه العلاقات الطيبة والاجتماعية بين هؤلاء الاخوة النازحين إلى إقليم كوردستان وبين اهل كوردستان، باقية ومستمرة وهذا موضع افتخارنا وسرورنا.
فالذي قمنا به في تلك الفترة العصيبة تجاه اخوتنا في الوطن، لم يكن الا واجبا على عاتقنا نابعاً من ايماننا والقيم التي تربينا عليها في وجوب احترام وتقوية الاخوة العربية الكوردية مع جميع المكونات الاخرى، بالعكس فاذا كان هناك أي نقص في اداء هذا الواجب تجاه اخوتنا النازحين، فنحن نعتذر منهم.
القسم الثاني:
الشرقية نيوز: حياكم الله من جديد لا زلنا مستمرين مع فخامة رئيس إقليم كوردستان…
عندما تحدثت عن الجبل، هناك مقولة تتحدث الجبال كانت ملاذاً آمنا للسیاسیین المعارضین وكذالك للخائفین وایضا اصبحت الجبال ما بعد 2014 ملاذا امنا للنازحین، السؤال هنا هل ستبقی الجبال ملاذا امنا لكل العراقیین وملاذا امنا للخائفین والمعارضین وكذالك للراغبین بحیاة افضل؟
الرئيس نيجيرفان: الاهم بالنسبة لنا هو اننا نأمل ان لا تبقى ضرورة للجوء الى الجبال في عموم العراق وان لا نحتاج الى ذلك، وان نبدأ جميعنا وبكافة مكوناتنا التفكير في كيفية الاتعاظ من أخطاء الماضي، الأخطاء التي اقترفناها جميعنا، وان يمدنا هذا التفکیر الايجابي بالقوة والهمة من أجل بناء مستقبل افضل للعراق، لذلك أرجو الا يحتاج اي عراقي ابدا الى اللجوء للجبال وان لا يتصور ان المكان الآمن الوحيد له هو الجبل، ان شاء الله العراق يجتاح هذه المرحلة و صعابها.
الشرقية نيوز: ان شاء الله، لكن من خلال حدیثك ایضا قبل قلیل تفضلت به، یمكن أننا اخذنا قليلاً من جانب الحیاتي . لكن تحدثت وقلت ان بغداد اخطأت وسیاسیو بغداد اخطأوا ونحن ایضا اخطأنا، الآن تتحدث بلغة لنتعلم من أخطائنا في الماضي، هذه اللغة وكانما لاول مرة اسمعها من الجیل الثاني للسیاسیین، یعني حضرتك من الجیل الثاني لیس من الجیل الأول، لا اعلم هل كان جیل الأول ذا عقلیة كلاسیكیة، یعني تختلف عن الجیل الثاني، هذا التقدم من حضرتك راح یكون علی حساب انه حیاة افضل فعلا بالنسبة للعراقیین وانهاء كل الملفات العالقة بین أربيل وبغداد؟
الرئيس نيجيرفان: إن اساس المشكلة في العراق بشكل عام تكمن في طريقة التفكير، هناك نمطان للتفكير:
نمط يقول: أين أخطأنا وادى الى ما جرى لنا؟
والنمط الاخر يقول: من هو السبب فيما حصل لنا؟
في قناعتي يجب ان نترك جانبا طريقة التفكير المبنية على (من هو السبب؟)..
علينا جميعا في العراق ان نسال انفسنا سؤالا واحدا، وهو: أين أخطأنا كلنا وادى الى ما جرى في العراق؟
فاذا ما اجبنا على هذا التساؤل فبالتاكيد تنتظر العراقيين جميعا حياة افضل، انا في زيارتي الاخيرة الى بغداد كانت رسالتي لكل السياسيين العراقيين هي اننا اخطأنا وانتم ايضا اخطأتم، فلنجلس ونتعظ من هذه الأخطاء من اجل حياة افضل لكافة العراقيين، فان لم نفكر بهذا النمط فلا يصل العراق الى الغد المشرق الذي ننتظره، فشعب العراق يستحق حياة افضل بكثير مما يعيشه الان، هذه الصراعات والحروب السياسية التي ليس لها معنى ومبرر، حول ماذا؟ اليس من الأفضل ان يفكروا كيف يطورون الاقتصاد العراقي؟! هل من المعقول ان يقوم العراق ومعه كوردستان لحد الان باستيراد كافة السلع والمواد التي يحتاجها من البلدان المجاورة، هل هذا معقول؟! العراق بلد غني فلا يملك الثروات الطبيعية فحسب بل لديه الثروة البشرية ايضا، وبدل خوض كل هذه المعارك السياسية لتكن الحرب والصراع على كيفية تطوير العراق وتقدمه، كيف نجعل من العراق بلدا منتجا، هذا اهم بكثير من كل تلك الصراعات والسجالات السياسية العقيمة التي اجهدنا أنفسنا بها واتعبنا معنا الشعب العراقي، من اجل ماذا؟ برايي يجب ان يتم التركيز على جوانب حيوية اخرى: كيف نحاول جميعنا ان تعود ثقة الشعب العراقي بالسياسيين العراقيين وبالعملية السياسية، فليس للثقة وجود اليوم، حيث اثبتت الانتخابات العراقية السابقة، كم كانت نسبة المشاركة في الانتخابات في عموم العراق؟ وعلى الرغم من المبالغة الكبيرة الا ان النسبة كان منخفضة جدا. لماذا كانت منخفضة؟ لانه لم يعد للشعب ثقة بان صناديق الاقتراع بمقدورها ان تحل المشاكل.
نحن نتحدث عن نظام ديمقراطي، فالديمقراطية ليست اجراء الانتخابات كل اربع سنوات فقط وان تقول للناس تعالوا وصوتوا، الناس تنتظر النتائج من السياسيين العراقيين، الشعب يريد ان يرى حياة افضل، الشعب يريد ان يتخلص من الوضع الراهن المزري للعراق والعراقيين.
الشرقية نيوز: لكن فخامة الرئیس الاعتراف بالخطأ وحده لا یكفي. لا بد ان تكون هناك جهود حقیقیة یلمسها المواطن العراقي حتی یطمئن ویقول فعلا إننا مقبلون علی حیاة افضل ؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: انا اعتقد بان العراقيين ماضون بهذا الاتجاه رويدا رويدا، وهذا الجيل الذي تتحدثون عنه قد وصل الى هذه المرحلة، جيل الشباب الحالي للعراق ليس نفسه جيل الشباب قبل عشر سنوات. كم يبلغ الآن عمر الذي ولد في العام 2003؟ حوالى ثماني عشرة سنة. هذا مستعد لهذه التغييرات، ولا يقبل الحالة القائمة والشعب العراقي لا يمكن ان يقبل من السياسيين العراقيين الشعارات الخالية من المضمون، فهو يريد الحياة؛ ومشاكل اقليم كوردستان وبغداد جزء من هذا الاستقرار السياسي الذي يجب ان يشهده العراق. هناك حقيقة في العراق الیوم، اود ان اتحدث عنها بصراحة، انظر الى العراق، هناک باستمرار مكون عراقي يتملكه الخوف من الماضي، وهناک باستمرار مكون آخر يخاف من مستقبل العراق، ومكون آخر يخاف باستمرار من الماضي والحاضر والمستقبل معا وهؤلاء هم الكورد، فالى متى؟ الى متى علينا ان ننتظر؟ نحن نصفها منذ 2003 بانها فترة انتقالية لكننا الآن في 2021 فالى متى تمتد هذه الفترة الانتقالية؟ ألم یحن الأوان؟ بلغت ثمانیة عشر عاما، و18 عاما عمر كامل، الذي ولد في 2003 يبلغ الان 18 عاما، هذا كاف جدا؛ علينا ان نجلس معا ونجد الحلول، وحينما نصر على حل مشاكل أربيل وبغداد لا نقصد من ورائه أربيل فقط بل نقصد استقرار عموم العراق، والمشاكل الموجودة بين أربيل وبغداد هي جزء من موانع استقرار العراق، فالى متى سننتظر؟ اقصد العراقيین ككل الى متى علينا أن ننتظر؟ کان وضع اقليم كوردستان قبل 2003 نفس الوضع الحالي، في سنة 2002 جاء الامريكيون الينا واقنعونا بان نتعاون معهم لان العراق يمضي باتجاه التحول إلى بلد ديمقراطي، وكانوا قد قرروا اسقاط النظام السابق وكانوا يطلبون المساعدة للعراق الجديد. شاركنا في هذه العملية حاملين آلاف الامنيات لعراق جديد، عراق يكون لكافة العراقيين. على اي اساس بنينا هذا العراق؟ على اساس الشراكة وعلى اساس التوازن، علی أساس الشراکة والتوازن، حسنا هل المفاهيم التي بنينا عليها العراق موجودة وهل الشراكة موجودة؟ هل التعايش موجود؟ لا، هناك واقع في العراق اليوم، أصاب اليأس جزءا كبيرا من العراقيين الذين لا يجدون أنفسهم جزءا من العملية السياسية في هذا البلد. فداعش ولد نتيجة ذلك، لم يأت داعش من المريخ، أرى أن داعش ولد نتيجة بعض الأخطاء السياسية في هذا البلد، ولا يمكن ان نكرر هذه الأخطاء لانها ستولد من جديد ارضية اخرى لهذا التشدد، ان لم يكن باسم داعش فسيكون باسم آخر، إن همنا ليس هم كوردستان لوحدها، همنا هو هم كل العراق، الذي نطلبه هو حياة كريمة لكافة العراقيين في اطار هذه الجغرافيا التي تسمى العراق. ومنذ 2003 بذل سيادة المرحوم مام جلال وسيادة الرئيس مسعود بارزاني كل ما في وسعهما من اجل ان يقف العراق على قدميه، وصدقاً لم يقصرا في ذلك، وفعلا كل ما كان في مستطاعهما. إن دورنا ليس دورا تخريبيا في العراق بل هو دور بناء، دورنا هو رغبتنا في حل مشاكل العراق من خلال الحوار، وهذا مهم من اجل استقرار العراق.
الشرقية نيوز: طیب هذا الخطاب ربما لافت وجدید علی مستوی العلاقات بین بغداد وأربيل الحدیث بلغة البلد الواحد، ربما تقدم ملحوظ جدا في ما یخص هذه الازمة، كاك نیجیرفان دعنا ننتقل إلى آخر شيء، ربما هذا امتداد لما تتحدث به وهي كركوك هي العقدة والحل وانا اتصفح في الاخبار لفتني خبر، یعني مساعي حضرتك مع المجتمع الدولي أو ربما مع الامم المتحدة في ما یخص تنفیذ بنود المادة 140 من الدستور والاعلام العراقي المحلي وصلها هذا المانشیت، لكن من خلال تواجدنا مع حضرتك ربما تفسر لنا اكثر كیف یمكن ايصال هذه القضیة وربما هي دولت لاكثر من مرة من مساعي سیاسیة كوردیة أو عربیة، ما هو الجدید في ملف كركوك؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: كركوك مدينة عراقية، كما أن أربيل مدينة عراقية والسليمانية ايضا مدينة عراقية في هذه البقعة الجغرافية التي يقال لها العراق. ما هي مشكلة كركوك؟ مشكلة كركوك هي اننا نعلم كلنا بانها مشكلة، ولكن ليس هناك استعداد لتداولها وحلها. للمشكلة شقان حسب رأيي، الشق الاول هو مسألة الثروات الطبيعية، فهذه الثروات والخيرات موجودة في كل العراق وليس في كركوك وحدها، موجودة في البصرة وفي أربيل والسليمانية كذلك وفي كافة المناطق، هذا جزء منها، وإن كان عندنا قانون للنفط والغاز في العراق لما كان بات موضوع النفط مشكلة. لانه كان يصبح لدينا قانون يطمئن بموجبه اقليم كوردستان والمناطق العراقية الأخرى إلى أنها ستحصل على ميزانياتها. وهكذا فإنه لحل مسألة كركوك يجب ان يكون لدينا اولا اتفاق كامل على قانون النفط والغاز. والشق الثاني هو مسالة الارض، المشكلة لا تحل بأن يقول اقليم كوردستان: كركوك، او المنطقة الفلانية هي کوردستان، لا تحل هكذا؛ واصرار بغداد بعدم الاعتراف باي حق للكورد في كركوك أیضا لا يساعد على الحل. هذا الامر يحتاج الى وجود مرونة لدى الطرفين لحل المشكلة، لدينا مادة دستورية تسمى المادة 140 في الدستور العراقي الذي صوت لصالحه اكثر من ثمانين بالمئة من الشعب العراقي. بموجب هذه المادة هناك حلول لهذه المشاكل، الذي نريده نحن هو تطبيق هذه المادة الدستورية ليس الا. فاذا ما طبقت هذه المادة الدستورية اقول واثقا بأنه لن تكون لدى الكورد مشكلة ولا لدى اي مكون آخر في كركوك، ولكن التأجيل وعدم حل مشكلة كركوك والمناطق الأخرى، بالمناسبة الموضوع ليس كركوك فقط فهناك مناطق اخرى، المناطق التي نسميها المتنازع عليها، هذا بحاجة الی الجلوس والتفاهم معا، يجب ان نجلس ونتحاور من اجل ايجاد حلول لها، ونحن لا نرى اي سبيل آخر.
الشرقية نيوز: ما هو دور الامم المتحدة في هذا الملف انت ركزت في بدایة اللقاء علی ان طاولة الحوار العراقي هي الحكم في هذه المشاكل، إذا ما هو دور الامم المتحدة في ملف كركوك؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بعثة الامم المتحدة (يونامي) موجودة في العراق وتمثل الامين العام للامم المتحدة في مجال مساعدة العراقيين من اجل حل المشاكل، انا اعتقد اننا في العراق لا نستطيع حل مشاكلنا بانفسنا بطبيعة الحال، وبمقدور الامم المتحدة ان تلعب دورا مساعدا لا غیر، وبالنتيجة يتوقف الأمر علينا كعراقيين، علینا ان نجلس ونتحاور من اجل الحل، هم بمقدورهم ان يساعدونا من الناحية الفنية على الاغلب ومن خلال تشجيع الطرفين، انا لا اتصور دورا اكبر من هذا تحبذ بغداد أو أربيل ان يلعبه اي طرف كان في حل المشكلة.
الشرقية نيوز: دعني اسأل من حیث ابتدات زمیلتي زینب. فخامة الرئیس حول المادة 140 من الدستور لماذا هناك اطراف سیاسیة تعتبر هذه المادة الیوم بحكم المادة المیتة؟
الرئيس نيجيرفان: لانهم لا يريدون ان يروا الواقع، لا يرغبون في رؤية واقع العراق، هم يتصورون ذلك. واذا ما تصورت اية جهة الأمور بهذا الشكل فانها تخطئ فهم الحل لمشاكل العراق؛ لاضرب لك مثلا، الثورة الكوردية التي بدات سنة 1961، في سنة 1970 تم توقيع اتفاقية الحادي عشر من آذار بين المرحوم ملا مصطفى البارزاني وبين الحكومة العراقية آنذاك. في ذلك الوقت جاء المرحوم صدام بنفسه الى ناوبردان لاعداد الاتفاقية مع البارزاني، وبعد ذلك تم اعلان اتفاقية الحادي عشر من آذار في بغداد، رحب جميع الاطراف من العرب والكورد والمكونات الأخرى بهذه الاتفاقية كما اسلفت، لكن في سنة 1974 عندما تصورت بغداد انها اصبحت قوية شنت الحرب مرة اخرى على ثورة البارزاني وثورة الکورد. فعجزت عن قهر الثورة الكوردية واضطرت لعقد اتفاقية مع شاه ايران تنازلت فيها عن نصف شط العرب لايران، ومن اجل اعادة هذا النصف من شط العرب خاضت حربا مع ايران لثماني سنوات، ووقعت تحت طائلة الديون فاحتلت الكويت للتعويض. هذه المآسي وقعت في التاريخ القريب، بالأمس، ولكن ما تفسير ذلك؟ فكرة الحل لم تكن سليمة، كان نمط التفكير يقوم على من هو القوي ومن هو الضعيف. لا يمكن حل المسالة الكوردية، المادة 140، والمشاكل في العراق بهذه التصورات وهذه العقلية، هذا غير ممكن. انها مشكلة عائلة واحدة وعلينا ان نجلس ونتحاور من اجل الحل، الذي يقول ان المادة 140 مادة ميتة فهو يخطئ الفهم جدا، وبدل ان يقول بانها ميتة عليه ان يقول تعالوا لنجلس ونجد لها حلا صحيا وواقعيا، حلا يكون في صالح جميع العراقيين.
الشرقية نيوز: بخصوص الدستور والمادة 140 ومشاركتكم في كتابة الدستور اصلا یعني شاركتم في كتابة الدستور في حینه. سٶالي، دائما ما نجد تصریحاتكم سید نیجیرفان بارزاني، تصریحاتكم تتحدثون، نبحث عن المشاركة، نبحث عن المشاركة.. هل من جهات تحاول ان تضیق مشاركتكم السیاسیة مع حكومة المركز بصورة عامة ولماذا تحاول هذه الجهات اصلا ان تقنن وتحدد مشاركتكم في العملیة السیاسیة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بصدد المشارکة، نحن لا نتحدث عن انفسنا ككورد فقط. نحن نعتقد بان المكونات الأخرى ايضا يجب ان تكون لديها الرغبة في أن تكون جزءا من العملية السياسية في العراق، انا لا اتحدث عن الكورد فحسب، لماذا؟ لان هذه المشاركة والوصول الى القناعة باننا جميعا جزء في هذا البلد، ليس مشكلة الكورد فقط بل مشكلة المكونات الأخرى ايضا. لذلك فانني كثيرا ما اقول بأننا ولحد الان نقول بان الفترة إنتقالية، ولكن هذا انتهى. لم تعد المرحلة إنتقالية، نحن مقبلون على انتخابات غاية في الاهمية في المستقبل، نحن نعلم بانه كانت هناك اسباب عديدة في الماضي منعتنا من أن نركز على هذا الموضوع، كان داعش من اكبر هذه الاسباب، كان لدينا في اقليم كوردستان منذ عام 2014، خط مواجهة طوله 1100 كم مع داعش، وكنا نؤوي مليونين من النازحين واللاجئين وأصيب قرابة عشرة آلاف من افراد البيشمركة بجروح واستشهد نحو الفين، طبعا لم يقع هذا في كوردستان وحدها بل طال كل العراقيين الذين ضحوا في هذا السياق، نحن نرى ونعتقد بان ظرفا اخر استجد اليوم، ظرف علينا ان نجلس فيه مع بعض ونتحاور من اجل حل هذه المشاكل.
القسم الثالث:
الشرقية نيوز: تطرقت إلى كثیر من الحدیث السیاسي، یعنی كنا نتامل ان نتطرق بالحدیث أو نتسلسل وفق الحیاة التاریخیة ندخل بالسیاسة، لكن دخلنا بالسیاسة. علی أي حال، نرجع قليلاً لمرحلة السبعینات، في السبعینیات یمكن كانت انتقالتك إلى طهران، درست في جامعة طهران وعاصرت حكم الشاه. حدثنا كیف كانت دراستك وایضا كیف عاصرت هذا الحكم؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بعد نكسة الثورة ذهبنا إلى إيران في سنة 1974. بعد الثورة في إيران في العام 1979 كان عمري 12 أو 13 سنة تقريبا، وقع حدثان، أولهما كان ثورة إيران، والثاني وفاة المرحوم جدي ملا مصطفى في نفس الفترة، كان في احد مستشفيات امريكا وكان ينوي العودة بعد ثورة إيران، في تلك الاثناء كان والدي إدريس معه ولم يكن كاك مسعود معهما آنذاك، إذ كان قد عاد إلى إيران. في هذا العمر لم أکن استوعب كثيرا ما حصل فعلا ولكنني كنت اعرف ان هناك فرحة عارمة بعد الإطاحة بالشاه، كان الشاه واحدا من أطراف اتفاقية الجزائر وأحد اسباب نكسة الثورة الكوردية، لذا كان ذلك حدثا كبيرا ومهما جدا بالتأكيد لاهالينا الكورد بصورة عامة. في تلك الفترة التحقنا بالدراسة في إيران، لكني لم اكمل الدراسة الجامعية، فبعد اكمالي المرحلة الاعدادية كنت أنوي الذهاب لامريكا وكان المرحوم الدكتور احمد الجلبي الطيب الذكر واحدا من الذين بذلوا جهدا كبيرا لترتيب أموري لمواصلة الدراسة. كان الدكتور احمد الجلبي من المقربين جدا لعائلتنا، وكان بصورة خاصة صديقا مقربا لوالدي. كان يرغب كثيرا ويحثني على الذهاب إلى أمريكا لتكملة تعليمي، وکانت الترتیبات قد استكملت کلها، لكن والدي توفي في اليوم الذي يلي اليوم الذي كنت أنوي السفر فيه. توفي كاك إدريس عن عمر يناهز 43 أو 44 سنة نتيجة سكتة قلبية، وبعد ذلك ولأن أعباء ومسؤوليات العائلة والأطفال ألقيت علي، لم أسافر لإكمال دراستي. في تلك الاثناء كان عمي فخامة الرئيس مسعود بارزاني في سوح النضال المسلح ولم يكن هو ايضا يستطيع العودة بسبب التزامته مع البيشمركة والحزب، واستغرق فترة طويلة قبل أن يعود، هکذا کانت الحال. لم اكن تلمیذا متفوقا جدا في الدراسة ولكن لم یکن مستواي سيئا أيضاً، كنت أعاني من مادة الرياضيات بينما كنت متفوقا في المواد الأخرى مثل الفلسفة والتاريخ والجغرافيا، ولكن عندما كانت الامور تتعلق بالرياضيات وما يرتبط بها لم اكن بالمستوى المرجو في تلك الفترة، وكنت أمارس الرياضة التي كانت جزءا من حياتي منذ ذلك الحين ولا زالت.
الشرقية: طيب، يمكن تحدثت عن نقطة مهمة، المسؤولية في مرحلة مبكرة من العمر، ستؤدي إلى نمو أكبر، أليس كذلك؟
الرئيس نيجيرفان: كما اسلفت، تحملت المسؤولية في مقتبل العمر وتحت اشراف وتوجيه الرئيس بارزاني. فقد كنت يافعا آنذاك. كان هو أيضا الشخص الذي كان يهتم بي دوما وله الدور الرئيس في ممارستي الحياة السياسية، ثم مضيت في الحياة السياسية وتسلمت مسؤوليات. يرتكب كل شخص أخطاء في حياته ويقوم ايضا باعمال جيدة وانا كأي انسان آخر قمت بامور جيدة واقترفت أخطاء كثيرة ايضا في حياتي السياسية. اقترفت الأخطاء بالتأكيد ولم تكن ممارساتي كلها صحيحة. يدرك الإنسان ذلك عندما يراجع ما فعله، لكن المهم هو ان يتعلم المرء من هذه الأخطاء ويحولها إلى عناصر قوة في المستقبل.
الشرقية: یمكن اتخذت منطلق لحلحلة الاخلاف یعني الشيء بالشيء یذكر وما ذكرت. لكن بسؤال سریع، حضرتك تجید الانجلیزیة وتتقن ما السر بعدم تحدثك باللغة العربیة، هل لأنها صعبة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هذه والله واحدة من الامور التي اعاتب نفسي عليها كثيرا، ولا اقول بانها صعبة فالإنسان يستطيع أن يفعل أي شيء إن اراد ذلك. لكني بالتأكيد اوصي أولادي دائما واقول لهم تعلموا العربية وأكرر توصيتي هذه لهم، واقول للجيل الجديد في كوردستان تعلموا اللغة العربية، وان شاء الله ساتعلمها انا أيضاً.
الشرقية وباللغة الكوردية: اللغة العربية صعبة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: نعم صعبة لكن ليست لهذه الدرجة وهي ضرورية، وضرورية جدا.
الشرقية وباللغة الكوردية: دمتم ناجحين.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكرا جزيلا
الشرقية نيوز: كاك نیجیرفان بما ان هشام اخذنا بالة الزمان إلى الماضي ورجع بنا إلى تاریخ نشأتك، ربما نتحدث ایضا عن تنقلاتك إلى المدن العراقیة حضرتك من الشخصیات السیاسیة الذي زاروا بغداد قبل سقوط النظام السابق حسب المعلومات الموجودة عندنا، هناك مدن اخری زرتها بالعراق وایضا ماهي مشاعرك وانت تزور بغداد تحت نظام صدام حسین؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: حتى قبل 2003 كان عندنا مبدأ مهم نتبعه في طريقة تفكيرنا وسياساتنا، وهو اننا عراقيون ويجب ان تحل مشاكلنا مع بغداد في الأخير. نحن لم نقطع علاقاتنا مع بغداد أبدا في تلك الاثناء، كنا مستمرين في علاقاتنا حتى في زمن النظام السابق ضمن الإطار الذي يقول بأن الحل لمسالتنا، المسألة الكوردية، يكمن في العراق. كان نظام الحكم في بغداد آنذاك يمثل السيادة العراقية وكان صدام حسين رئيس جمهورية هذا البلد. لذلك نعم كانت هذه العلاقة قائمة باستمرار، وقد زرت بغداد بنفسي مرات عديدة، وزرت الموصل. زرت هاتين المدينتين في تلك الفترة.
الشرقية نيوز: تنوي زیارة المحافظات العراقیة في المستقبل، المدن الاخری؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: احب ذلك كثيرا. زرت النجف مرات عديدة وكان لي الشرف ان التقي آية الله السيستاني، كان لقاء لا انساه ابدا بالنسبة لي شخصيا، وفي سفري الاخير عندما كنت في بغداد تحدثنا مع رئيس البرلمان سيادة الحلبوسي والسياسيين العراقيين الاخرين. وأخطط لزيارة هذه المناطق في المستقبل، زيارة البصرة وزيارة الانبار، وان ارى اهالي هذه المناطق. نحن نفضل ان نلتقي الشعب عن قرب ليفهموا رسالتنا وأننا نريد الخير لكل العراق. إن تطور أي مدينة عراقية تطور لإقليم كوردستان في رأينا، وتزايد قوة الاقتصاد العراقي يضيف قوة لإقليم كوردستان وليس العكس. دعوني أقول هذا من خلال قناتكم، قناة الشرقية، للاسف الشديد، لم يتمكن السياسيون العراقيون في الماضي من تنفيذ وتأمين المسائل الخدمية للناس بالشكل المطلوب وكانوا يحاولون دائما اقناع الناس بان السبب هو إقليم كوردستان، في حين أن إقليم كوردستان لا يطلب اكثر من استحقاقه بموجب الدستور العراقي وبموجب عراقيته، ولم يحصل على ذلك قط، حتى في الموازنة العراقية، فكادت ان تسود الشارع هذه الفكرة التي تقول إن سبب افتقار أي منطقة أو مدينة عراقية للخدمات هو إقليم كوردستان. وكانوا يحاولون باستمرار تغطية فشلهم في تأمين الخدمات للمواطنين وللشعب العراقي بأن يلقوا اللائمة على إقليم كوردستان. ومن هنا اقول للشعب العراقي إننا نعد تطور اية مدينة عراقية تطورا لکوردستان، وعندما نذهب إلى الخارج ونرى البلدان الأخرى، يحز في قلبنا أن نجدها متطورة أكثر من العراق ونتساءل عما ينقص العراق؟ ولماذا يجب ان يكون وضع العراق هكذا؟ وهنا أطمئن الشعب العراقي إلى أن إقليم كوردستان يريد التقدم لکل العراق.
الشرقية نيوز: فخامة الرئیس ارید ان اسأل عن الدستور والخدمات التي تقدم إلى المواطن عن طریق المسؤول أو السیاسي لكن قبلها ارید ان اسأل سؤالاً اخر به نوعا ما مشاكسة، تحدثت وقلت لم تكون شاطرا في حیاتك الدراسیة لكن الغریب كیف وفقت بحیاتك السیاسیة خصوصا علاقاتك مع دول العالم، اتصور ان السید نیجیرفان بارزاني كسرت الحظر عند ذهابك إلى باریس ولقاء الرئیس الفرنسي ماكرون هناك، حدثني عن هذه العلاقة وعن هذا النجاح السیاسي وربط اقلیم كوردستان بالعالم ؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: انتهج إقليم كوردستان العراق كجزء من العراق مبدأ اساسيا في السياسة وهو انه يريد ان يكون عامل استقرار وامن لعموم العراق، يريد ان يكون عامل أمن واستقرار للدول المجاورة، ان يكون عامل تحسين للوضع العراقي على المستوى الدولي، هذه هي السياسية التي انتهجناها في إقليم كوردستان، نحن في إقليم كوردستان لسنا عاملا لتدهور الامن والاستقرار في المنطقة بل بالعكس نحن عامل مساعد على خلق الاستقرار في المنطقة.
أما عن زياراتنا، كانت فرنسا بعد احداث 2017 من الدول، ورئيسها السيد ماكرون مشكورا من الشخصيات، التي ساعدت العراق حقا وساعدت في تحسين العلاقة بين إقليم كوردستان وبغداد. استطيع ان اقول انه لولا دوره السياسي لما عولج الكثير من المشاكل، حيث لعب فخامته دورا بارزا في هذا السياق، ولقاءاتنا مع الرئيس ماكرون منذ ذلك الحين ولغاية اليوم تدور فقط حول كيفیة مساعدة العراق، ونرغب نحن في إقليم كوردستان في استخدام هذه العلاقة والعلاقات الأخرى مع بلدان أخرى من اجل مساعدة العراق ككل، وكيف نساعد على حل هذه المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد لحد الان.
الشرقية نيوز: الان نعود إلى الشطر الأول من سؤالي، الدستور تقدیم الخدمة إلى المواطن هذا الذي انتهیت به قبل قلیل. سؤالي، بین فترة واخری یبرز علی السطح الاخباري نسمع هنالك جهة ترید ان تكون اقلیم مثلا البصرة، أو نسمع اقلیم الانبار، ما ندري صحة هذه المعلومة، هل هنالك ارادة حقیقیة ام لا، سؤالي تجربة الاقلیم نجحت لدیكم في اقلیم كوردستان ماذا تنصحون باقي الجهات لو كان لدیهم ارادة حقیقیة لذهاب باقي الاقالیم؟
الرئيس نيجيرفان: موضوع الإقليم هو مسألة دستورية وليس خارج الدستور العراقي. فالدستور العراقي أقر حق تشكيل الاقاليم. لدينا تجربة ناجحة إلى حد ما في الإقليم والان تقوم حكومة إقليم كوردستان بدراسة السبل الكفيلة بمنح السلطات اللامركزية للمحافظات، ويقوم دولة رئيس الوزراء والكابينة التاسعة لحكومة الإقليم حاليا بدراسة هذه المسألة. نحن نعتبر تجربتنا أنموذجا ناجحا، وهي دستورية. وإن كانت محافظة من محافظات العراق تتصور ان بمقدورها بموجب الدستور ان تقدم خدمات اكثر للمواطنين في العراق، فلم لا تفعل؟ نحن لم نأت أمرا خارجا عن الدستور العراقي ولن يكون أي إقليم قد يتشكل في المستقبل خارج الدستور العراقي بل سيكون في الإطار الذي يؤمنه الدستور، ويعتمد الأمر على التوقيت وأن يكون مناسبا، أو أن يؤجل للمستقبل. وعلى كل من يريد ذلك أن يعمل بما تمليه خصوصيته وتقوم بدراسة وضعه، وما هو أفضل أنموذج لتقديم خدمات اكثر لمواطنيه.
الشرقية نيوز: كاك نيچيرڤان، بالحديث عن علاقتك بالسيد ماكرون الرئيس الفرنسي؛ الرئيس الفرنسي اول من طرح فكرة العقد السياسي في لبنان وفي العراق؛ الكثير من الشخصيات السياسية بدأوا يطرحون هذه الفكرة، فكرة انه لا بد ضرورة وجود عقد سياسي جديد وإلا سنذهب إلى المجهول وإلا سنذهب إلى الفوضى أو ربما حرب اهلية، من خلال الحديث الذي تفضلت به نعتقد ان الاعتراف بالأخطاء والتقدم نحو الامام هو بداية لعقد سياسي جديد؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بالضبط، اعتقد بانە هکذا بالضبط. انا مع فكرة ان الوقت قد حان لهذا العهد وهذا المیثاق الجديد. 18 سنة مرت وتمسكنا بأنها فترة انتقالية، وقد حان الوقت لدراسة رؤية جديدة وأن نتساءل: العراق إلى اين؟ ما هي رؤية السياسيين العراقيين لمستقبل العراق؟ قد حان وقت ذلك الان، والذي اراه انا في بغداد أن رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي يتحدث عن ذلك ولديه قناعة بأن علينا ان نقوم بامر جديد والسياسيون العراقيون الاخرون ايضا تحدثوا عن هذا الامر، طبعا كل يتحدث عن هذا الامر حسب مفهومه وحسب توجهه، ولكن الوقت قد حان بالتأكيد، جاء الوقت الذي يجب علينا أن نقول كفى، كفى لنجلس معاً، کفی فلنفكر في تعريف رؤية مشتركة ونتساءل إلى أین يتجه العراق، فالسنوات الثماني عشرة كافية للحديث عن الفترة الانتقالية، هذه الفترة انتهت، انتهت. الذي ولد في 2003 يبلغ الآن 18 سنة من العمر، إذا لم يجر ذلك سيتجه العراق نحو الهاوية ونحو مصير مجهول، لاضرب مثلا هل من المعقول ان يعيش اهالي العراق لحد الآن في المخيمات ويقيموا فيها؟ كيف يمكن ذلك؟ والى متى؟ جيل ينشأ داخل المخيمات بدون امل وبدون مستقبل وبدون تعليم. مثل هذه الارضية هي التي تصنع داعش وتمهد الارضية للتشدد والارهاب. علينا ان ندرس هذه الامور، علينا ان نحاول جاهدين حل المشاكل العراقية كعراقيين كبلد يسمى العراق. هناك الكثير من البلدان التي تريد مساعدة العراق ولكن على العراقيين أولا ان يساعدوا بعضهم البعض، كل هذه الدول الاوروبية قدمت الدعم للعراق في الحرب على داعش وهي مستمرة في ذلك وترغب في مساعدة العراق. لكن الأولى أن يساعد العراقيون انفسهم بانفسهم، عوضا عن خوض الجدل لاربع أو خمس ساعات حول امور بسيطة بينما يديرون ظهورهم للامور الجدية. شاركت في اجتماع في بغداد العام الفائت والمسألة السائدة كانت التظاهرات في المناطق المختلفة، وكان أنموذج الحل الذي يقدمونه لحل المشاكل موضع استغرابي، كأن يطرحوا فكرة تعيين اعداد من المواطنین، بينما تشكل هذه الاعداد الكبيرة من التعيينات واحدة من كبرى مشاكل العراق، وتذهب 4 إلى 5 مليارات دولار من الموازنة للرواتب فقط في كل شهر، أي حكومة يمكنها ان تستمر بهذا الشكل؟ كيف يتم ذلك؟ وفي أي بلد يوجد مثل هذا الامر؟ إلى متى؟ بعد مناقشات طويلة قلت لهم لدي سؤال واحد هل تعتقدون ان قيامكم بتعيين كل هؤلاء الناس هو الحل؟ انا اعتقد بان هذا ليس حلا، اسألوا وزير المالية اولا: هل لديه الاموال الكافية؟ اطرحوا هذا السؤال اولا هل يوجد المال الكافي لهذه الامور في الميزانية العراقية؟ لم تكن تلك الأموال متوفرة. لكن كل واحد منا من المكونات ومن الاحزاب السياسية كان يقدم حلولا مثل هذا الحل، من اجل بعض المقاصد الخاصة وليس من أجل العراق، ما يهمهم هو انفسهم وأحزابهم، هذا خطأ، فالعراق كبير لدرجة أنه يسع الكل، وخيرات وثروات العراق تكفي الكل، لكن إذا بلغ الامر حدا لا تفكر فيه إلا في حزبك ومكونك فليس هذا حلا للعراق.
و لا اعتقد اننا توصلنا إلى هذه النقطة إلى الآن.
الشرقية نيوز: طيب يمكن من خلال حديثك توصلنا إلى انه زياراتك المتكررة إلى بغداد ولقاءاتك مع الزعماء السياسيين هل لمست فعلا توجهاً حقيقياً لهذا العقد السياسي وتجاوباً مع إقليم كردستان، اسمع جوابك بعد الفاصل؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لا أظن أننا بلغنا هذه النقطة… طيب نؤجلها، نؤجلها
القسم الرابع:
الشرقية نيوز: نرحب بكم من جديد ونرحب بفخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني، توقفنا عن نقطة وهي العقد السياسي وزيارتك إلى بغداد ولقاءاتك بالزعامات السياسية. هل لمست منهم فعلا إيجابية في هذا الموضوع؟ أو تعاطيا مع العقد السياسي الجديد؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الواقع الكل يتحدثون بهذا، وأينما ذهبت يتحدثون عن الأمر، لكن لا يبدو أن هناك أية فكرة صائبة أو فكرة حول كيفية تحقيق هذا. الأمر لا يزال إلى الآن مجرد كلام، أما كفكرة يتقدم بها أحدهم ويقول هكذا تكون الفكرة، أنا لم أجد هذا إلى الآن، لا، لا وجود لهذا.
الشرقية نيوز: لا توجد..
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لا توجد..
الشرقية نيوز: كاك نيجيرفان دعنا ننتقل اليوم إلى القضايا الحساسة والمهمة وهي الدستور الذي هو الفيصل ما بين بغداد وأربيل. يقال بأن الدستور مفصل على مقاس الكورد ومفصل على مقاس الشيعة. هذا ربما هو ما يقوله المكون السني أو الطيف السني في العراق. هل الكورد مع إجراء تعديلات دستورية وهو مطلب الشارع، مطلب مظاهرات تشرين؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: نحن الكورد لسنا بأي شكل عقبة في طريق أي تغيير يخدم العراق فعلاً ويخدم الوضع في العراق، بل يسعدنا أن يحصل. علينا أن نجتمع ونجلس ونرى ما هي المواد الدستورية التي تقف عقبة في طريق تقديم الخدمات في العراق؟ وما هي المواد الدستورية التي تمنع العراق من المضي إلى الأمام؟ لو أننا اجتمعنا مع بعض وتحدثنا في هذه الأمور، فإننا ككورد نريد مصلحة العراق بالتأكيد، نريد مصلحة كل مكونات العراق. لذا فإن من الطبيعي جدا عندنا أن نجتمع معا ونتحاور ونحدد المواد التي إن غيرناها ستخدم فعلا العراق بصورة عامة. بالتأكيد سنفعل ذلك.
الشرقية نيوز: لنصغ السؤال بشكل آخر: هل يرى حضرتكم أن الدستور العراقي بصيغته الحالية وبمواده الحالية ضامن لحقوق العراق من الفاو إلى زاخو؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: الشيء الوحيد الذي نمتلكه هو هذا الدستور. ما يوجد لدينا کوثيقة هو هذا الدستور. فإذا كانت هناك إشكالات في هذا الدستور فلنعالجها، وإن لم تكن فيه إشکالیة فلنطبقه. لكننا الآن لا نملك بديلا للدستور في العراق. ما هو الموجود في العراق كعقد وكوثيقة سياسية هو هذا الدستور.
الشرقية نيوز: فخامة الرئيس، أثار زميلي هشام سؤالاً في غاية الأهمية ألا وهو موضوع العقد السياسي الجديد. أريد أن أربط سؤالي بحديثك قبل قليل عندما تحدثت عن نظام صدام حسين، قلت رحمه الله بعد أن ذكرت اسم صدام حسين، هذه لفتت انتباهي بصراحة، هذا يدل على أن لديكم جدية بل جدية واقعية لترك الماضي والبداية بعقد سياسي جديد خال تماما من أي خصومة أو عناد سياسي؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هو كذلك بالضبط، فكل شخص يموت ويرحل عن هذه الدنيا من الطبيعي أن تطلب الناس له الرحمة، مهما كان ذلك الشخص، وبالنسبة لنا نحن في إقليم كوردستان وسياسيوه، فإننا نريد التركيز على المستقبل، مستقبل العراق. مستقبل يشعر فيه كل مواطن في العراق بأنه جزء من هذا المستقبل، وأن يستطيع هذا المستقبل تحقيق الحياة الرغيدة والسعادة لكل شعب العراق.
الشرقية نيوز: بخصوص العقد السياسي الجديد… فخامة الرئيس كلما ترطبت العلاقة بين المركز والإقليم وذهبت بالاتجاه الصحيح، تصير هناك بعض المشاكل. هل نستطيع أن نربط موضوعة قصف مطار أربيل لأكثر من مرة وتطور هذا القصف حتى دخلت طائرة درون مسيرة قامت بهذا القصف. هذا يعني أن هناك جهات تحاول أن تقف بالضد أو تعرقل العلاقة ما بين المركز والإقليم أي أن هذا القصف يراد منه أن تتشوش هذه العلاقة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: الهجوم علی مطار أربیل، مع الأسف الشدید؛ نحن نرى بأنه تصعيد خطير جدا للاستقرار السياسي لكل العراق.
دعني أولا أقدم توضيحا بخصوص القوات الأمريكية. القوات الأمريكية المتواجدة في أربيل وفي إقليم كوردستان، موجودة ضمن إطار اتفاق أبرم بين بغداد وواشنطن وليس بين أربيل وواشنطن، وإقليم كوردستان ينظر إلى هذا الموضوع وهذه المسألة بصفته جزءا من العراق، فليس الأمر أننا في إقليم كوردستان لدينا شيء خاص يختلف عما هو موجود بين بغداد وبين القوات الأمريكية، ليس عندنا شيء من هذا القبيل في إقليم كوردستان.
فما هي المسألة الجوهرية هنا؟ ربما تكون الرؤى والأفكار مختلفة. نحن في إقليم كوردستان نعتقد حتى الآن أن العراق لكي يبلغ شاطئ الأمان يحتاج إلى الدعم الدولي، يحتاج إلى أن تقدم أمريكا ودول التحالف المساعدة للعراق. لكن قد يكون هناك الآن في العراق من يرى رأيا مختلفا.
إذن ما أريد أن أقوله هو إن تواجد القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق مبني على أساس الاتفاق الذي أبرم مع بغداد، ولمعلوماتكم فإن هناك لجنة في كل المواقع التي تتواجد فيها القوات الأمريكية في إقليم كوردستان، هذه اللجنة لا ينفرد بها إقليم كوردستان بل تضم ممثلين عن حكومة بغداد وإقليم كوردستان وقوات التحالف. أي أن كل ما يحصل يحصل بمشاركة الجميع، ومهمة هذه القوات واضحة وهي مساعدة العراق في حرب داعش. دع هذا الأمر جانبا الآن.
الأمر الآخر، وما أقدمت عليه تلك القوى للأسف الشديد. تلك القوى تريد أن تضع كل السلطات السياسية والسلطات الأمنية للدولة العراقية في موضع تساؤل وأن يستهان بها. فليس معقولا أن تأتي فئة من خارج الحكومة العراقية ومن خارج الهيكلية الأمنية والعسكرية العراقية وتمنح نفسها الحق في القيام بهذا التصرف في إقليم كوردستان.
والتكنولوجيا المستخدمة ليست بالتكنولوجيا التي يمكن أن يمتلكها حزب سياسي لوحده، بل هي تكنولوجيا تقف وراءها جهة، وخاصة التكنولوجيا التي استخدمت في العملية الأخيرة حيث كانت طائرة درون التي استخدمت كبيرة جدا.
هذا مؤسف جدا، ولا نعتقد أن هذا التصعيد يخدم العراق واستقرار العراق.
الشرقية نيوز: فخامة الرئيس هل توصلتم من حيث النتائج الأولية إلى من هي الجهات المتورطة بقصف مطار أربيل الأخير وما قبله، وبالتالي يمكن أن يطلع عليها الشارع؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بخصوص القصف السابق والقصف الأخير لأربيل، في القصف السابق تم إلقاء القبض على أشخاص بعضهم تم إلقاء القبض عليه في بغداد وبعضهم في أربيل. فهناك تعاون أمني بيننا وبين بغداد للعثور على الأشخاص الذين نفذوا هذه العملية، ومن حيث التنسيق هناك تنسيق جيد جدا بيننا وبين بغداد في هذا الموضوع، والتحقيقات مستمرة. لا أستطيع أن أجزم الآن أیة جهة هي التي أقدمت على هذا الفعل لأن التحقيق في العمليتين مستمر حتى هذه اللحظة.
الشرقية نيوز: تحدثت قبل قليل عن العقد السياسي. البعض يتحدث وفق آلية التنظير، وما أفهمه من خلال حديثك هو أنك تتجه إلى التطبيق قبل التنظير، ودليل ذلك هو زيارتك إلى بغداد ولقاءاتك بالزعامات السياسية.. هنا يجدر السؤال: هل تؤمن بإزاحة الآباء المؤسسين لهذه العملية السياسية عملية ما بعد 2003؟ وأن يتصدر المشهد جيل ثان شاب قادر على التفكير بعقلية جديدة وبرؤية جديدة تخدم الشعب؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة، إن كنت قد وجدت حتى الآن شيئا ملموسا فلا. لم أجد شيئا من هذا القبیل في بغداد. لكن المهم أن هناك أيضا شيئا من التغيير، ولا يمكن القول إنه ليس هناك شيء ولن يحدث شيء. هناك نوع من التغيير في أسلوب التفكير. فأنا أجد الآن في بغداد جيلا بدأ یفکر متسائلا إلى متى علينا أن نستمر في هذا؟ هناك جيل سياسي عراقي يتساءل إلى متى يجب أن يستمر هذا الوضع؟ فنحن نأمل ذلک، فمع كل احترامي، المسألة ليست مسألة جيلين، فالذين سبقوا ناضلوا وكافحوا في سبيل هذه المسألة، والعراق الجديد بني علی أیادینا جميعا، وكنا نحن جزءا من هذا العراق. نحن نتطلع إلى أن يتعاون الجيل القديم والجيل الحالي معا ونستطيع الجلوس إلى طاولة الحوار ونحل مشاكل العراق.
الشرقية نيوز: لكن تؤمن بهذه الإزاحة أم أن وقتها لم يحن بعد؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: على المرء أن يكون متفائلا، فأنا الآن أكرر القول إنني لم أجد شيئا ملموسا، لكن العمل في العراق ليس سهلا بل صعب جدا، فعلى المرء أن يبذل الكثير من الجهد كي يمضي قدما بأمر ما. لكننا سنبذل كل جهدنا لكي نتوصل إلى هذا الفهم المشترك.
الشرقية نيوز: أنتم تتفاوضون مع حكومة السيد الكاظمي… ما هي أدوات السيد الكاظمي للتجاوب مع هذا الخطاب المغاير لخطابات السنوات السابقة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هناك مشكلة جوهرية في العراق. لديك مؤسسات الحكومة، مؤسسات الحكومة العراقية، ولديك رئيس وزراء ووزراء. لكن من المؤسف جدا أنه يوجد إلى جانب هؤلاء وخارج هذه الحكومة وهذه الهيكلية شيء آخر والذي بدلا عن أن يكون عونا لمؤسسات الحكومة يشكل في بعض الأحيان معرقلا لها. أخبرهم في كل مرة بأنه ليس من المعقول وليس ممكنا أن تكون هناك حكومة داخل الحکومة وأن يكون هناك شيء آخر خارج الحكومة، يجب أن يكون الجميع واحدا. أنا أرى أن أكبر المشاكل حاليا يكمن في: أين هو القرار؟ هل القرار في يد رئيس الوزراء؟ هذا هو السؤال، هل القرار في يد رئيس الجمهورية؟
الشرقية نيوز: مصدر القرار لدى السيد الكاظمي أم جهات أخرى تحيط بهذه..
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أنا أعتقد أن هذا السؤال إن طرح الآن على رئيس الوزراء الكاظمي، لیس الكاظمي فحسب، بل وقبل السيد الكاظمي على كل رئيس وزراء في العراق، فإنه كان يعاني من هذا. هذا يجب أن يعالج، يجب توحيد مصدر القرار، فلا يمكن أن تكون مشاركا في الحكم وفي نفس الوقت غير مشارك في الحكم. ماذا فعل كل هؤلاء، مثلا، يشاركون في الحكم ولكن من خلال أشخاص من المستوى الثاني والثالث ككوادر في الحكومة، لماذا؟ لماذا لا يتحملون المسؤولية بأنفسهم؟ أنا على قناعة بأنه كان من الأفضل أن تشارك هذه القوى السياسية بالمستوى الأول من شخصياتها في الحكومة، لا أدري لماذا ينظرون إلى الحكومة باستخفاف؟ لماذا لا يكونون وزراء؟ ليتولوا المسؤولية.
الآن، تجدهم مسؤولين وتجدهم ليسوا بمسؤولين في نفس الوقت. هذه هي أسوأ الحالات. فهم من جهة يتولون المسؤوليات، ومن جهة أخرى وأمام الشعب يتظاهرون بأنهم ليسوا مسؤولين عما يجري، ونحن نعلم جميعا أن الخيارات المتاحة أمام رئيس الوزراء، أي رئيس وزراء في العراق، محدودة.
ما أقصده هو أن هذا النظام السياسي في العراق بحاجة إلى مراجعة وإعادة نظر. فهو نظام يراوح في مكانه ولا يحقق أي تقدم، والسبب هو هذه المشاكل.
أما كيف يكون الحل، الحل هو أن تجتمع القوى السياسية العراقية وتعمل بجد على حل هذه المشكلة.
الشرقية نيوز: لماذا يسوق ويصور للعالم أن السيد الكاظمي يدلل إقليم كوردستان من خلال ربما التجاوب مع مطالب أربيل التي يراها شركاء الكاظمي بأنها تجاوز على الدستور وربما فيها شيء من الحيف للوسط والجنوب؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أنا أرى أن هذا يستخدم ضد رئيس الوزراء لأغراض سياسية، وإلا فلا أساس له. طبعا نحن نعرف رئيس الوزراء بصفته الشخصية منذ سنوات عديدة، فقد كان من الذين كانوا إلى جانب البيشمركة في أيام النظام السابق، لیس کرئیس وزراء بل كشخص، وشهد معاناة الأنفال بعينيه، وشهد معاناة شعب كوردستان أثناء الهجرة الجماعية، وكان من الذين أدلوا بشهادتهم بخصوص الأنفال في ألمانيا لأنه شهد تلك العملية كلها بعينيه، وشارك كرجل عراقي مع البيشمركة في نضالهم، وشهد رئيس الوزراء كل ما حاق بالكورد في تلك الفترة.
لكننا كانت لنا علاقات جيدة مع رئيس الوزراء السابق أيضاً، وقد ربطتنا لسنوات طوال علاقات جيدة مع رئيس الوزراء السابق، السيد عادل عبدالمهدي.
أما ما يستخدم حاليا، والزعم بأنهم يولون الإقليم الأفضلية، فلا أساس له، بل أن خصومه السياسيين يريدون الاستفادة من ذلك ضده. حتى فيما حدث أخيرا، فقد كان دولة رئيس الوزراء متعاونا إلى أبعد الحدود لتقليل الخلافات بشأن قانون الموازنة، لكن بالنتيجة أدركت الأطراف جميعا أن قانون الموازنة هذا قانون يراعي مصلحة كل الأطراف إلى حد بعيد.
الشرقية نيوز: سيد نيجيرفان بارزاني أريد أن أعود وأتعمق في القصف الذي صار في أربيل. تحدثتم قبل أيام وقلتم في تصريح صحفي: نتطلع لبقاء القوات الأمريكية في العراق… سؤالي هنا هل سيطلب الإقليم مساندة أمريكية تحسبا لأي هجمات أخرى محتملة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: كما قلت لكم، نحن لا نرى الأمر بهذه الصورة. فمهمة الأمريكيين في العراق واضحة. مهمة الأمريكيين هي مساعدة العراق في محاربة داعش. أما الأمور الأخرى فيجب أن نحلها نحن كعراقيين. يجب أن نحل وجوب أن يكون السلاح محصورا في إطار مؤسسات الدولة، ولا يمكن أن يقرر كل من جانبه توجيه طائرات درون مسيرة إلى أربيل ويطلق صواريخ على (بلد) ويقصف الأماكن الأخرى. علينا أن نجد حلا.
أنا واثق من أنه في حال وجود إرادة جادة في بغداد لن يكون من الصعب تشخيص الجهة التي ارتكبت هذه الأعمال، وهذا واضح.
الشرقية نيوز: أنتم لن تقبلوا أن يتحول إقليم كوردستان إلى ساحة لتصفية الحسابات..
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هذا غائب تماما عن مفهومنا. إقليم كوردستان جزء من العراق. كما أن سياسة إقليم كوردستان جزء من سياسة العراق، وبغداد هي العمق الستراتيجي لإقليم كوردستان. كما أن إقليم كوردستان لن يتخذ أي قرار من جهة واحدة جنبا إلى جنب دولة أجنبية، بل أن مثل هذه القرارات تتخذ في إطار العراق. وهناك ممثل لإقليم كوردستان في الحوار الستراتيجي بين أمريكا والحكومة العراقية.
الشرقية نيوز: أيضا سؤال يتعلق بالقصف.. قبل أيام أثيرت أنباء… ما حقيقة الأنباء التي تتحدث عن أن هناك صواريخ أطلقت لقصف بعض المواقع للموساد الإسرائيلي في إقليم كوردستان.. سؤالي هو هل أن هناك أصلا مواقع للموساد الإسرائيلي في كوردستان؟ أيضا ما هي رؤيتكم للتطبيع الذي جرى بين إسرائيل وبعض الدول العربية؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أولا الخبر الأول لا أساس له ولا أصل أبدا.. فلا توجد أي مواقع إسرائيلية في كوردستان العراق، ولم توجد، وهذا ليس صحيحا… هذا لا أساس له البتة… وقد استخدموه كخبر تناقلته مواقع في بغداد ووكالات أنباء واستخدمته، وتم تضخيم الأمر كثيرا في إعلام بعض الدول الأخرى وكأنهم حقا قصفوا مواقع إسرائيلية.
لمعلوماتكم لا يمكن لأحد من خارج العراق أن يدخل إلى العراق هكذا، فلدينا نظام يربط كل المنافذ الحدودية ببعضها البعض، يعرف بنظام بايسس، وهو نظام نصبه الأمريكيون في حينه للعراق ولإقليم كوردستان، وأي شخص يدخل إلى إقليم كوردستان من أي مكان وأي نقطة فإن بغداد تكون على علم بدخوله.
ولمعلوماتكم أيضا هناك ممثلون عن بغداد في كل المنافذ الحدودية، ربما قد لا يعتقد الناس بهذا، لكن يوجد ممثلون للمخابرات العراقية في كل المنافذ الحدودية والمطارات ويعلمون من الذي يأتي ومن الذي يذهب. هذه الأمور لا أساس لها أبدا.
النقطة الأخرى التي أشرتم إليها، نحن نرى أنه ليس من واجب العراق أن يعادي أي شخص وأية دولة. فللعراق مشاكل كثيرة وعليه أولا أن يعمل على حل مشاكله. في الحقيقة، إن مشاكل العراق مشاكل أخرى قبل أن تكون سياسية، عليهم أن يفكروا في ذلك، والذين يكثرون من الخوض في المسائل السياسية إنما يتهربون من تقديم الخدمات للشعب، وقد تحول كل حياة العراقيين حاليا إلى سياسة فقط، لماذا؟ لأنهم يريدون أن يغطوا على الأمور الأخرى. مثلا وبدلا عن التركيز على تقديم الخدمات وكيفية التقدم بالعراق، ویركزوا علی أنه ليس من المعقول أن نبقى دولة مستوردة إلى الأبد، تم تحويل كل الأمور حاليا إلى سياسة وكل الحديث يجري عن السياسة.
الشرقية نيوز: كاك نيجيرفان، خلال حديثك قبل قليل وجدت أن هناك صعوبة في التعامل بين الدولة واللادولة وهذا الخطاب، خطاب الدولة وخطاب اللادولة، ربطت حديثك بعد فترة من الوقت بموضوع الحوار والحل يكون في الداخل. ما هي الرؤية الحقيقية الموجودة لدى كاك نيجيرفان أو لدى أربيل فيما يخص موضوع الحوار وجلوس الجميع إلى طاولة ليكون الحل من الداخل؟ وهل سيشمل هذا الحوار جماعات الكاتيوشا ومن قصف أربيل والجماعات الأخرى؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لا مانع لدينا من مشاركة أي كان. فنحن نريد بالنتيجة أن تكون هناك جلسة لكي نتوصل إلى تفاهم مشترك، مهما كان المشاركون.
هذه المرة عندما كنت مع رئيس الوزراء، قال رئيس الوزراء لدي بعض الأفكار، وتحدث عن أنه ينوي زيارة أربيل وأنه سيطرح هذه الأفكار ونحن سنكون مساعدين، سنكون مساعدين لكي يبدأ هذا الحوار بصورة جادة. تلك المبادرة أينما كانت نحن مستعدون لها، ومع من كانت نحن مستعدون. لأن رأينا بالنتيجة هو أننا بحاجة إلى الاستقرار، وقبل كل شيء الاستقرار السياسي في العراق، ونحن جاهزون ومستعدون لهذا الحوار.
القسم الخامس:
الشرقية نيوز: كاك نيجيرفان، الشيء بالشيء يذكر.. التحالف الكوردي – الشيعي هذا التحالف تاريخي أسسه الآباء المؤسسون لهذه العملية السياسية.. هل يعتقد من هم من الجيل الثاني، وأقصد حضرتكم، بأنه لا بد من أن نكمل هذا التحالف ونسير على هذا التحالف وعلى ما سار عليه آباؤنا وأجدادنا أم أن هناك رؤية أخرى مغايرة في ظل هذه التداعيات التي تحدثنا فيها وفي ظل ظروف تتطلب وجود عقد سياسي وتفاهمات سياسية جديدة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: إن مسألة التحالف، كان ينبغي قبل سقوط النظام السابق أن يكون هنالك تفاهم حول كيفیة الرؤية المستقبلية للعراق، فتشكل حينه تحالف بين أربعة أحزاب أساسیة هي الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني والمجلس الأعلى وحزب الدعوة، واستطاعوا في تلك الفترة العمل معا إلى حد کبیر على كتابة الدستور وكان هناك عمل مشترك على كتابة الدستور وكان هناك تحالف وتفاهم.
طبعا تغير ذلك الآن بالتأكيد، فالزمن هو ليس ما كان عليه قبل ثماني عشرة سنة من الآن، والأمور قد شهدت الآن الكثير من التغيير بالتأكيد. في ذلك الوقت كنت واحدا من الذين كانوا يشجعون الإخوة السنة كثيرا على أن من الضروري أن يكونوا مشاركين في العملية السياسية. لكنهم كانوا يأبون المشاركة، وأذكر أنه كان لنا حوار کثیر مع السيد طارق الهاشمي وكنا ندعوه ونقول إنهم يجب أن يشاركوا. لكنهم للأسف الشديد قاطعوا العملية السياسية في العراق في البداية.
لكن الأمور جميعا تغيرت اليوم. فلم يعد هناك اليوم شيء يعرف بالتحالف بين الكورد والشيعة بنفس ذلك المفهوم وذلك المعنى. هذه حقيقة، وإن قلت إن هذا قائم، فإنه ليس كذلك.
الشرقية نيوز: فخامة الرئيس، لا وجود له أم انتهى هذا التحالف؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أنا أرى أنه كان موجودا في تلك الفترة، وقد عملنا معا في تلك الفترة. أما الآن وبعد كل تلك الأحداث فإننا بحاجة إلى أن نجتمع سنة وشيعة وكوردا وكل المكونات ونجلس معا لتعريف رؤية أخرى لمستقبل العراق وكيف سيكون شكله.
إخوتنا السنة وإخوتنا الشيعة والكورد يجب أن تكون لنا جميعا رؤية مشتركة حول كيفية تعريف مستقبل العراق بما يكون فيه خير كل المكونات.
الشرقية نيوز: بدون وجود تحالف وأن نسير على مبدأ كلنا شركاء في هذا الوطن وعلى مبدأ التوازن ولا توجد تحالفات؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: على مبادئ التوازن والتوافق والشراكة، هذه المبادئ الثلاثة مهمة لكل مكونات العراق، بسنتهم وشيعتهم وكوردهم وكل المكونات الأخرى في هذا البلد، هذه هي المبادئ التي تهم.
علينا أن نجلس مع بعض ونقول هذا هو المستقبل وهذه هي رؤيتنا لمستقبل العراق على أساس هذه المبادئ الثلاثة.
الشرقية نيوز: هذه الرؤية الجديدة على مستوى الخطابات تبشر بخير، لكن تطبيقها على الأرض يتعارض ربما مع بعض التقاطعات الموجودة بين الكتل والأحزاب في بغداد وفي أربيل، كل منها يتبنى خطابا معيناً، على سبيل المثال تواجد القوات الأجنبية بعد حادثة المطار واغتيال المهندس وسليماني. بعدها كما تعلم جيدا كان هناك قرار نيابي بإخراج القوات الأجنبية من العراق، أربيل نأت بنفسها عن مثل هكذا قرار يضاف إلى ذلك ما يتواجد من قواعد عسكرية سواء كانت تركية أو أمريكية لغرض التدريب أو المشورة أو غير ذلك. كيف تحل هذه التقاطعات ونحن نتحدث عن عراق واحد؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: ما حدث في البرلمان العراقي، كان على ما أرى حالة عاطفية أكثر منها واقعية. كان ذلك بعيدا عن سياسة واقعية ترى الأمور كما هي. أما رأينا فهو رأي واقعي تجاه القوات الأمريكية، أمريكا قوة جاءت إلى هذا البلد لتقديم المساعدة وسترحل عن هذا البلد. لا بد أن يأتي يوم ترحل فيه سواء أكان الآن أم في المستقبل.
لكن السؤال المهم هو: هل بلغ العراق مرحلة لم يعد فيها بحاجة إلى قوات أجنبية لمساعدته؟ السؤال هو هذا وليس غيره، فليس بيننا وبين أمريكا شيء خاص وليست عندنا أجندة خفية معها. لكن عندما امتنعنا عن التصويت لتلك المسألة كان ذلك لسبب واحد، وهو أننا نرى أن العراق لا يزال بحاجة إلى مساعدة التحالف وأمريكا.
أنظري الآن، نتيجة للفراغ القائم حاليا والذي يبدأ من محافظة صلاح الدين ويمتد إلى كركوك ومن كركوك إلى الموصل فراغ كبير جدا نجم عن غياب التنسيق بين البيشمركة وبين الجيش العراقي، بات داعش ينفذ في ذلك الممر عمليات إن لم أقل بصورة يومية فمرة كل بضعة أيام، هذا يعني أنه ليس هناك شيء يجزم بأن داعش قد انتهى.
أما إذا انتهى داعش وتوصلنا جميعا إلى قناعة بأننا لم نعد بحاجة إلى القوات الأجنبية فلا شك أن إقليم كوردستان أيضا سيطبق القرار الذي ستتخذه بغداد، ولن يطلب من جانب واحد أن تبقى القوات الأمريكية في أربيل، لن يفعل شيئا كهذا. وسيلتزم إقليم كوردستان بهذا الإطار الذي يرسمه هذا القرار الصادر عن العراق.
الشرقية نيوز: مع قرار العراق حتى لو كان يتعارض مع رؤية حضرتكم وهي ضرورة وجود قوات أجنبية ساندة أو تقدم المشورة أو حتى تقدم دعما لوجستيا؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بالتأكيد سنلتزم بالنتيجة بقرار العراق كدولة. مهما كان القرار.
الشرقية نيوز: فخامة الرئيس، تحدثنا قبل قليل عن مستقبل العملية السياسية وتحالفات… اسم السيد نيجيرفان بارزاني يطرح لأكثر من مرة بخصوص الخطة السياسية القادمة والعملية السياسية القادمة يطرح أكثر من مرة كرئيس لجمهورية العراق. سؤالي هو هل سنرى السيد نيجيرفان بارزاني في قادم العملية السياسية رئيسا لجمهورية العراق؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لم لا.. فأنا أيضا عراقي، ويسمح الدستور العراقي والقانون العراقي بهذا.. لكن في الحقيقة لم أفكر في هذا في هذه المرحلة.. لكن لم لا؟
الشرقية نيوز: أكيد هناك اعتراضات وهناك قبول، عن بعض التفاصيل في إطار العملية السياسية القادمة أتحدث. هل لديكم اعتراض أن يكون رئيس الوزراء القادم هو نفسه السيد نوري المالكي أو غريمه السيد حيدر العبادي؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أولا، نحن ليست لدينا مشكلة مع الأشخاص، مع أي شخص. إن كان عنده برنامج سياسي يخدم كل العراق، مهما كان شخص رئيس الوزراء ذاك، فإننا بالتأكيد مستعدون للتعامل معه.
الشرقية نيوز: هل تتوقعون الإبقاء على السيد مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء أم لا؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أعتقد أن هذا القرار تحدده الانتخابات ونتائج الانتخابات، وما زال الوقت مبكرا لنعرف إن كان سيبقى أم لا، لكن من المؤكد أن الانتخابات وصناديق الاقتراع هي التي ستحسم هذا القرار.
الشرقية نيوز: نتحدث من جهة المراقبين، المراقبون يتحدثون عن أن كاك نيجيرفان بارزاني نجح في رئاسة الإقليم لكن إذا فرضنا جدلا أن الموضوع انعكس وأصبح رئيسا للحكومة المركزية، هل سينجح في هذه المهمة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: تحديات العراق كبيرة وليست هينة، وأعتقد أن ما يفعله فخامة رئيس الجمهورية حاليا من أجل مصلحة العراق عمل جيد جدا، وقد فعل الرئيس برهم صالح حتى الآن كل ما استطاع أن يفعله. بالتأكيد يتوقع كل من يتولى رئاسة الجمهورية أن تواجهه هذه التحديات. لكن علينا جميعا أن ندعم رئيس الجمهورية وندعم رئيس الوزراء ليتمكنا من أداء مهامهما بالصورة المثلى.
الشرقية نيوز: هناك معطيات يراها المراقبون: السعي وراء تعلم اللغة العربية كما تحدثت، ذكر اسمك في الكثير من المجالس السياسية، والطروحات التي طرحتها. هذه كلها يقرأها المراقبون بأنها مقدمات لأن يكون كاك نيجيرفان بارزاني رئيس الجمهورية القادم للعراق…
الرئيس نيجيرفان بارزاني: رئيس جمهورية العراق ليس بالشيء اليسير، بل هو شرف كبير. وفي أي موقع قد أستطيع فيه تقديم خدمة لهذا البلد ككل، أنا مستعد لذلك. لكن في الحقيقة، ليست هناك فكرة من هذا القبيل في الوقت الحالي.
الشرقية نيوز: يوصف كاك نيجيرفان بارزاني بأنه داعم للمرأة، وهناك الكثير من النشاطات سواء على مدى توليه الحكومة أو رئاسة الإقليم. ما هي نتائج هذه النشاطات على الأرض؟ هل قلت نسب الانتحار خصوصا وأن نسب الانتحار كانت عالية جدا في إقليم كوردستان؟ هل المرأة نالت حقها واستحقاقها السياسي من خلال التمثيل النيابي والتنفيذي؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بصورة عامة في العراق، وهذا رأيي الشخصي، تتعرض المرأة لظلم كبير. عندما كنت رئيسا للوزراء أقدمت على تغيير مجموعة من قوانين كوردستان بما يصب في مصلحة المرأة، فتحت مسميات وستر كثيرة تتعرض المرأة لظلم كبير.
تصوري أن بعض القوانين العراقية لم تكن تعد قتل المرأة جريمة وكانوا يقولون إنها لغسل العار وما إلى ذلك.. هذا ظلم كبير تتعرض له المرأة.. أنا أرى أن القوانين العراقية يجب تغييرها بصورة عامة لأنها ليست عادلة جدا في هذا الموضوع..
وعندما كنت رئيسا للوزراء في إقليم كوردستان أقدمت على تغيير مجموعة من هذه القوانين لتكون في صالح المرأة، وأذكر أن علماء الدين وعلی رأسهم طيب الذكر مصطفى زلمي، ساعدوني كثيرا حينها في تغيير تلك القوانين، وهنا أشكر كل علماء الدين في كوردستان على دعمهم لذلك المشروع…
لكن ذلك وحده لا يكفي.. بل علينا أن نخلق الوعي بهذا الموضوع، الوعي الخاص بهذه المسألة، ولو أجرينا مقارنة بين عشر سنوات من الآن وبين اليوم، نجد أن كوردستان شهد تقدما جيدا في هذا المجال لكن ما زال أمامنا الكثير لنبلغ تلك المرحلة.
تحدثت عن زيادة في نسب الانتحار في كوردستان، الاختلاف هنا عن الماضي يكمن في نقطة واحدة، هو أن هناك في وزارة الداخلية بحكومة الإقليم قسم خاص لمناهضة العنف ضد المرأة وهو قسم فعال جدا يتدخل بسرعة في حال حدوث شيء في أي مكان من كوردستان. وعندما تجدون الأرقام عالية اليوم، فالسبب هو أن الناس لم تعد خائفة من الإبلاغ كما كانت تخاف في السابق، ففي الماضي لم يكن أحد يجرؤ على الإبلاغ عن ممارسة العنف ضده، الاختلاف هو أن النساء في كوردستان يشعرن الآن بحرية أكبر ولهذا ارتفعت الأرقام نتيجة ارتفاع أعداد البلاغات.
ولتحقيق الهدف الذي نرمي تحقيقه، أمامنا في الحقيقة طريق طويل، لكن هذا الالتزام قائم عند الكابينة الوزارية التاسعة لحكومة إقليم كوردستان والسيد رئيس وزراء حكومة الإقليم، مثلا عندما وقع حادث من هذا النوع قبل أيام كان هناك رد فعل قوي من جانب الحكومة ومن جانب السيد رئيس الوزراء. ما يعني أن هذا بالنسبة إلينا مبدأ نتبعه.
الشرقية نيوز: هل يمكن في ظل هذا التقدم فيما يخص حقوق المرأة أن نرى المرأة في إقليم كوردستان كرئيسة وزراء أو رئيسة للإقليم؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: طبيعي جدا. فقد تجاوزنا تلك المرحلة في إقليم كوردستان إلى حد بعيد. لمعلوماتكم، تشكل النساء حاليا نصف عدد موظفي حكومة إقليم كوردستان. هذا ليس بسؤال وليس محل تساؤل في إقليم كوردستان أن يقال هل يمكن للمرأة أن تبلغ المنصب هذا أم لا، وأنا أعتقد أنه في حال بلغت امرأة يوما منصب رئيس الوزراء أو رئيس الإقليم سيتم تلقي الأمر بصورة طبيعية جدا هنا.
الشرقية نيوز: دعني أبقى في كوردستان العراق.. كيف تقيم اليوم العلاقة بين أربيل والسليمانية، بينكم وبين الاتحاد الوطني الكوردستاني؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: الاتحاد الوطني هو شريكنا الرئيس في هذه الحكومة، وعلاقاتنا هي كالعلاقة بين أي حزبين، تكون جيدة أحيانا وينتابها الفتور أحيانا، ساخنة أحيانا وباردة في أحيان أخرى. هذا برأيي طبيعي جدا في أجواء كوردستان، لكن العلاقة بين هذين الحزبين وهذين الطرفين لم تبلغ حد وجود مشكلة كبيرة بينهما، هناك حوار وهناك نقد وهناك تشنجات، كل هذا موجود، لكن في النتيجة وفي محطات اتخاذ القرار في المسائل المصيرية لإقليم كوردستان نجد تفاهما جيدا جدا بين هذين الطرفين.
الشرقية نيوز: حدثني عن حقيقة مطالبة الاتحاد الوطني الكوردستاني بأن تكون الإدارة مركزية نوعا ما في إقليم كوردستان، وأريد أن أعرف من حضرتكم حقيقة ما يثار عن الدفع باتجاه تأسيس إقليم السليمانية…
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لم يطالب الاتحاد الوطني بإقليم السليمانية، والذي يوجد في مشروع الاتحاد هو مسألة المزيد من اللامركزية للمحافظات، ولمعلوماتكم فإن رئيس وزراء إقليم كوردستان ضمن برنامج الكابينة الوزارية التاسعة لحكومة إقليم كوردستان أن يكون هناك المزيد من اللامركزية للمحافظات ضمن إطار إقليم كوردستان، ما يعني أن الهدف هو النزول بالصلاحيات وإناطتها بالمحافظات وهو ما نسانده بقوة، وهو نفسه برنامج الاتحاد الوطني ويقضي بأن تتمتع المحافظات بمزيد من السلطات وهذا المشروع هو في الحقيقة برنامج حكومة إقليم كوردستان ورئيس حكومة إقليم كوردستان وكل المشاركين في الحكومة اتفقوا على هذا البرنامج وهناك خطوات وتقدم في هذا المجال، ربما يستغرق الأمر بعض الوقت لكننا جميعا نقبل به كمبدأ.
الشرقية نيوز: فخامة الرئيس، الاستقلال حلم يراود كل الكورد في العالم، متى سيتحقق الاستقلال؟ وهل هناك سقف زمني لتحقيقه؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هناك واقع، وهو أن الكورد أمة في المنطقة، وأمة مختلفة من حيث اللغة ومن حيث الثقافة والتراث وكل شيء، حتى من حيث الموسيقى، هنالك اختلاف كبير، وكما ذكرتم فإن هذا حلم كل كوردي. حلم كل كوردي أن يتحقق هذا. لكن الواقع الحالي الذي نعيشه يختلف عن هذا الذي عندنا. ومادام مختلفا فأرى أن تكون خطواتنا متفقة مع الظروف الحالية. الظروف التي نعيشها اليوم، وسياستنا في إقليم كوردستان هي حل مشاكلنا في إطار العراق ومع بغداد. وبغداد هي عمقنا الاستراتيجي، وإذا مضينا باتجاه أي خيار آخر سيبقى هذا الأمر كما هو عليه.
الشرقية نيوز: كلام عميق هذا وكلام كبير عندما يتحدث رئيس إقليم كوردستان بأن بغداد هي عمقنا الاستراتيجي، لكن بنفس الوقت إذا ما حلت كل المشاكل العالقة وسويت كل الخلافات عندئذ سنتحدث ونقول جاء وقت الاستقلال؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لو نظرنا إلى الحركة الكوردية، ولو تساءلنا لماذا لجأ الكورد إلى حمل السلاح، حدث ذلك لأنه طالب بحقوقه لكنها لم تمنح له، لم يطالب بأكثر من ذلك. أنظر في كل تاريخ الكورد منذ القدم، أنا هنا سأكتفي بالحديث عن ثورة أيلول، لم يكن الخلاف في أي مرة مع الشعوب، لم يكن هناك خلاف بمعنى الكلمة بين الكورد والعرب، الخلاف كان مع الحكام، طالبنا بحقوقنا ورفضوا أن يمنحونا إياها.
هذا يعني أنه في حال شعر الكورد بأنهم مواطنون من الدرجة الأولى، وشعر الكورد بأن حقوقهم محفوظة في هذا البلد، وشعر الكورد بأن التوازن والشراكة قائمان في هذا البلد، لا شك أنهم سيعيشون مرتاحي البال ولن يكونوا بحاجة للجوء إلى الجبال وحمل السلاح، بل سيرغبون في التمتع بحقوقهم في إطار هذا البلد.
**
القسم السادس والأخير:
الشرقية نيوز: تحدثنا أيضا بواقع وردي أمام المشاهد وهو يتأمل هذه الحلول، لكن بالتالي عندما نتحدث عن خطر وأيضا تحديات كبيرة، ليست فقط الكاتيوشا ربما اليوم تشكل خرقا للسيادة سواء كان بغداد أو أربيل، نتحدث أيضا عن قصف متكرر من الجانب الإيراني ومن الجانب التركي وبالتالي هذا تجاوز على سيادة العراق أولا، وتجاوز على مواطني قرى إقليم كوردستان، لماذا ليس هناك حل حتى هذه اللحظة؟ لماذا لم تجمع طاولة الحوار هذه الفرقاء على الأقل حفاظا وحماية لأرواح الأهالي العزل في القرى؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هذا شيء قائم بالطبع، لكنني أعتقد أن علينا قبل التطرق للحديث عن هذا الموضوع، علينا أن نذكر ما هي الأسباب.
السبب هو أن من حق دول الجوار أن تطالب العراق بصورة عامة والإقليم أيضا بأنه ليس ممكنا ولا معقولا استخدام أرض العراق كمبدأ لخلق مشاكل للجيران وخاصة من الناحية الأمنية.
من حق إيران كجارة لنا، وتركيا كجارة لنا، أن توجها هذا المطلب إلينا في إقليم كوردستان وإلى العراق بصورة عامة.
من المؤسف جدا أن معارضي هذه الدول يجدون اليوم في إقليم كوردستان ملاذا آمنا لهم، ويتخذون من إقليم كوردستان، كجزء من العراق، منطلقا لخلق مشاكل لجيراننا، سواء أكانت إيران أم تركيا.
هذا المبدأ هو مبدأ خاطئ، وهو الذي يتسبب في حدوث القصف وحدوث تدخلات. لذا يجب أولا حل هذه المشكلة، فليس ممكنا أن يتحول إقليم كوردستان والعراق إلى ملاذ آمن أو إلى مكان يعد منطقة آمنة لخلق المشاكل لجيراننا.
الشرقية نيوز: ربما هذه هي رؤية البارتي في أن يوضع حد للمعارضة التركية على سبيل المثال، لكن هل يتوافق ربما الاتحاد الوطني وهل لديه رؤية تشابه رؤيتكم فيما يخص تواجد (بي كا كا) على الأراضي العراقية؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هذه المسألة لا علاقة لها بالحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، بل هي مرتبطة بكل العراق، وبغداد جزء من هذا الموضوع. هذه المسألة لا يمكن حلها بدون بغداد، والذي يهم هنا هو رؤية بغداد. يجب أن تكون لبغداد وإقليم كوردستان رؤية مشتركة لمسألة معارضي هذه الدول هنا.
على هؤلاء أن يحترموا أرض إقليم كوردستان العراق والعراق، ولا يجوز أن يتحول العراق وإقليم كوردستان إلى مصدر للمشاكل للدول الجارة. لكننا لا نجد هذه الرؤية وهذه السياسة في بغداد حتى الآن.
الشرقية نيوز: دعني أتحدث في إطار الملف الاقتصادي بخصوص المركز والإقليم.. اشترطتم أنه لا يمكن تسليم النفط إلى سومو بدون وجود ممثل للكورد وفقا للدستور، حدثنا عن ذلك…
الرئيس نيجيرفان بارزاني: نحن لم نشترط هذا الشرط بصفته شرطا. لكن سومو مؤسسة عراقية، ومن حق إقليم كوردستان أن يقول: أريد أن يكون لي ممثل في لجنة سومو بخصوص مسألة بيع النفط.
إن ما أقدم عليه إقليم كوردستان إنما أقدم عليه في إطار صلاحياته الدستورية ولم يكن هناك شيء خارج إطار الدستور. كل ما فعلناه في إقليم كوردستان إنما فعلناه بموجب الدستور، والعملية عملية شفافة جدا لا غموض فيها.
نريد أن نشارك نحن أيضاً. من حق إقليم كوردستان، كجزء من العراق، أن يشارك ويكون له ممثل في سومو.
الشرقية نيوز: طيب، بخصوص موظفي كوردستان، هل وضعتم خطة لحل رواتب موظفي كوردستان وبذات الوقت كم هو عدد الأشهر التي يطلبها موظفو إقليم كوردستان؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: من المؤسف جدا أنه تم تسييس رواتب موظفي كوردستان لدرجة كبيرة، في حين لم يكن يجدر أصلا تحويل هذا الموضوع إلى موضوع سياسي. فموظفو إقليم كوردستان هم جزء من الموظفين العراقيين بموجب القانون وبموجب الدستور، وبموجب القانون يقع على بغداد، الحكومة الاتحادية، واجب تأمين وصرف رواتب الموظفين.
هذا الموضوع تم تسييسه لدرجة كبيرة جدا، ومنذ أن بدأ النقاش الذي دار حول الموازنة في البرلمان وحتى الآن لم يرسلوا شيئا إلى إقليم كوردستان، لا في الشهر الأول ولا في الثاني ولا في الثالث ونحن الآن في الشهر الرابع ولم تأت حتى الآن أي رواتب من بغداد إلى إقليم كوردستان، وما تم دفعه من رواتب هنا كان وفقا للإمكانيات المتاحة داخل إقليم كوردستان.
الشرقية نيوز: فخامة الرئيس، نود في الدقائق الأخيرة أن نركز على المناطق المتنازع عليها، في الأيام الأخيرة كان هناك اتفاق حول سنجار وهي من المناطق المتنازع عليها، هل لا زال هذا الموضوع مستمرا فيما يخص تواصلكم مع حكومة بغداد لحل كل المشاكل العالقة فيما يخص المناطق المتنازع عليها؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: ان اتفاق سنجار كان في حد ذاته اتفاق جيد لخدمة العراق ككل، ما جرى بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد.
لكن من المؤسف جدا أننا لا نرى أي تنفيذ لهذا الاتفاق على أرض الواقع حتى الآن. ليس هناك أي تنفيذ لهذا الاتفاق.
كنا نتمنى أن يصبح اتفاق سنجار عند تنفيذه بداية لحل كل المشاكل الأخرى التي عندنا. لكن المؤسف جدا هو أن هذا الاتفاق المبرم لم ينفذ حتى الآن على أرض الواقع.
الشرقية نيوز: من يعرقل تطبيق اتفاق سنجار؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أفضل أن يوجه هذا السؤال إلى بغداد. لأننا في الحقيقة، في إقليم كوردستان نفذنا إلى حد كبير ما يلزمنا به الاتفاق لكن هذا عائد في أغلبه إلى بغداد.
أرى أن تسألوا دولة رئيس الوزراء والسيد وزير الداخلية ةالسيد قاسم الأعرجي، فربما لديهم معلومات أكثر.
الشرقية نيوز: ماذا عن معلوماتكم فخامة الرئيس. لديكم كل المعلومات والمعطيات؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: المعلومات التي عندي تقول إن هذا الاتفاق لم ينفذ حتى الآن.
الشرقية نيوز: ابتدأنا بالسيد نيجيرفان بارزاني، ولننه حديثنا بالسيد إدريس الذي كان يسمى مهندس المصالحة بين الأحزاب الكوردستانية. هل يخطو السيد نيجيرفان على خطى والده ويعمل باتجاه المصالحة سواء على المستوى الداخلي والخارجي؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الواقع إنني وفي الموقع الذي أشغله، أتبع سياسة هي أولا سياسة حزبي، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي يريد أن تكون علاقاته جيدة مع الأحزاب كافة، وأنا كرئيس للإقليم والمنصب الذي أنا فيه، فهذا بالطبع واجبي، فأنا أيضا موظف لدى هذه الحكومة لا أكثر.
أريد أن تكون رئاسة الإقليم مظلة جامعة لكل هذه الأحزاب، وقد نجحنا إلى حد كبير في هذا، لكن المسألة بصورة عامة لا تكمن في شخصي أنا، فسياستنا هي أننا نريد أن نكون عامل استقرار في المنطقة مع الدول المجاورة ومع الأحزاب الكوردية ومع الأحزاب العراقية. هذه سياسة نتبناها نحن، ليس كشخص بل كمؤسسة.
الشرقية نيوز: فخامة الرئيس، قبل أن نختتم هذه الحلقة معكم، نتمنى أن تتفضل وتقدم رسالة لكل مواطن عراقي ابتداء بالبصرة مرورا بالعاصمة بغداد وانتهاء بإقليم كوردستان.. تفضل…
الرئيس نيجيرفان بارزاني: رسالتي لكل شعب العراق هي، وكما أسلفت، رسالتي هي رسالة التآخي، رسالة التعايش، رسالة قبول الآخر، رسالتي هي أن نسعى نحن معا مجتمعين في سبيل مصلحة هذا البلد، ونعمل في سبيل ذلك معا.
أريد أن أقول هذا لكل شعب العراق، لا شك أننا نرى أي تقدم وأي رفاهية لأي عراقي في أي مكان من هذا البلد، تقدما ورفاهية لإقليم كوردستان.
ما نريده للسليمانية وزاخو وأربيل هو نفسه الذي نريده للرمادي والموصل والبصرة والنجف وكربلاء… هذا شيء نحب أن يؤمن به كل شعب العراق، وأن يؤمن بأن رسالة كوردستان لهم هي رسالة الأخوة والتعايش وقبول الآخر.
الشرقية نيوز: هذا اللقاء فرصة تاريخية عظيمة فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكل ما أدليت به من تحليل وترجمة وشكرا لقبول هذه الدعوة وهذا اللقاء…
الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكرا جزيلا، أنا أيضا أشكركم على إتاحتكم هذه الفرصة لي، كي أتمكن من إيصال رسالتي إلى كل شعب العراق عبر شاشة الشرقية.. شكرا جزيلا لقدومكم
شكراً جزيلاً.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن