زاكروس عربية- أربيل
أكد نواف رشيد رئيس ممثلية إقليم كوردستان للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، في لقاء مع زاكروس عربية، أن وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي زار أربيل عاصمة الإقليم بداية الشهر الجاري، أقر بوجود انتهاكات وممارسات غير مسؤولة من قبل الفصائل المسلحة التي دخلت المناطق الكوردستانية في سوريا (عفرين، سري كانييه/رأس العين، كري سبي/ تل أبيض)، وأكد على العمل مع المجلس لوقفها ووضع حد لها.
- ملف الانتهاكات
أشار رشيد إلى أن وفد الائتلاف قدم إلى ممثلية المجلس الوطني الكوردي في إقليم كوردستان "احتراماً لهذه الممثلية وتأكيداً على الشراكة بين المجلس والائتلاف"، ومؤكداً أنه "من حقنا الطبيعي أن نستقبل ضيوفنا بشكل لائق وخاصة إننا لا نزال حلفاء سياسيين، بالإضافة إلى إننا لا نتعامل مع ضيوفنا بدلالة موقف حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) منهم".
نوه رشيد إلى ما عرضته الممثلية أمام الوفد الزائر وتشديدها على بحث ملف الانتهاكات المستمرة من قبل الفصائل المسلحة في المناطق الكوردستانية وكيفية وضع حد لها.
رئيس الممثلية قال "لكن هذا لم يمنع أن نبحث معه ملف الانتهاكات في المناطق الكوردستانية التي دخلتها مجاميع مسلحة تتبع للائتلاف، وادعاءها أنها قوة تحرير في الوقت الذي تمارس فيه أفعال العصابات من إجرام وقتل وخطف وابتزاز وتعدي على حقوق وممتلكات المدنيين الكورد، إلى جانب عدم قدرتها على توفير الأمن وأدنى مقومات الحياة وعدم قدرة النازحين العودة إلى ديارهم".
لافتاً إلى أن الوفد "استقبل هذا الحديث بصدر رحب وشدد على أن لا حرب يمكن أن تقع دون خسائر، ونحن (الائتلاف) نحاول أن نضع حداً لهذه الممارسات وأن نحل أية مشاكل نُبلغ بها، وبالفعل تمكنا من حل العديد من التجاوزات لا سيما في الزيارة التي رافقنا فيها ممثل المجلس إلى عفرين، إلا أن هناك الكثير من الأمور الأخرى التي لا تزال عالقة".
- غياب عن الأرض
أردف رشيد أنه "في الحقيقة نحن لا نزال متحالفين سياسياً إلا أن هذا لا يمنع أن تكون لنا رؤية أخرى في الشأن العسكري خاصة، فالمجلس لا يعتبر عملية دخول الفصائل وسيطرتها على المناطق الكوردستانية في سوريا تحريراً ولا سيما مع الأحداث اليومية والنتائج الكارثية على الأرض".
كما أنه "لا شك أن الائتلاف هو المسؤول السياسي عن قسم كبير من المجموعات المسلحة التي دخلت إلى المناطق الكوردستانية في سوريا، و هناك البعض خارج سيطرته حسب زعم الوفد الذي وعد بأنه سيعمل في كل وقت على منع تكرار الانتهاكات وطالب المجلس بأن يكون على تفاعل دائم ويومي معه وأن يقدم الوثائق والمعلومات عن أي انتهاك يحدث لكي نسعى معاً لوقفه، على حد تعبيره".
بالنسبة للجان المشتركة بين المجلس والائتلاف، ألقى وفد الائتلاف على المجلس الكوردي مسؤولية عدم تفعيل هذه اللجان، ولفت الوفد إلى أن المجلس "لم يبدِ حتى الآن أبداً أية جاهزية لتشكيل هذه اللجان على الأرض أو أن يأتي إلى هذه المناطق ويراقب بنفسه ما يحدث، ومن هذا المنطلق جدد الوفد الدعوة للمجلس للزيارة هذه المناطق والمساهمة عملياً في وقف أية تجاوزات قد تحدث".
- تحت تأثير PKK
عبّر عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكوردستاني ورئيس ممثلية المجلس في إقليم كوردستان عن اعتقاده أن الكثير من النقد الموجه إلى المجلس "خاضع لتأثير الدعاية الإعلامية التي تطلقها وترعاها الماكينة الإعلامية لـ PKK، بقصد تشويه الحقائق ووضع مسؤولية فشل سياساتها في كوردستان سوريا على عاتق المجلس".
- الخيارات بين الائتلاف وPYD
لا يعتقد رشيد انسحاب المجلس من الائتلاف سيكون خطوة صحيحة بغض النظر عن منطق البحث عن الحليف البديل، بل أردها إلى حالة "الاعتراف الدولي" بالائتلاف وتمثيل الكورد فيها.
رشيد أضاف في حديث لزاكروس عربية أن "الانسحاب ليس هو الحل الصحيح في حالة الاختلاف السياسي أو عدم تحقق المطالب، نحن نمارس السياسية وهي تقول خذ ما يمكنك وطالب واعمل لأجل ما لم تحصل عليه من حقوقك. هذا ما يمكن أن يلخص العلاقة بين المجلس والائتلاف".
مؤكداً أن "القضية ليست في توفر أو انعدام الخيارات التي هي متعددة أمام المجلس، لكن الائتلاف هو الممثل الأول للمعارضة السورية المعترف به من قبل المجتمع الدولي كطرف في الحل السياسي وكند للنظام، وهذا لا يعني إننا متوقفون عن تقييم هذه العلاقة والمواقف، أو راضون عن هذا الإطار ومتفقون معه بالمطلق، لكن بالمحصلة أجد أن بقاء المجلس ضمن الائتلاف أفضل من الانسحاب منه".
كذلك ذهب رشيد إلى الطرف الآخر من المعادلة وأكد أن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) "ليس هو الشريك الأمثل أو البديل الأفضل للائتلاف، حتى أن المناطق الكوردستانية التي تتم إدارتها من قبل الحزب المذكور في إطار "الإدارة الذاتية" ليست بأفضل حال من باق المناطق السورية وهي الأخرى تشهد انتهاكات متعددة بحق الكورد وباقي المكونات، لا سيما أن سياسية هذا الحزب وهذه "الإدارة" دفعت بشبابنا إلى الهجرة لدرجة تدق فيها أجراس الخطر من حدوث تغيير ديمغرافي وإن كان من غير قصد".
- الدور "غير الحازم"
الحوارات الكوردية – الكوردية المتعثرة تحدث عنها نواف رشيد رئيس ممثلية إقليم كوردستان للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، في لقاء مع زاكروس عربية، مشيراً إلى "غياب دور أميركي فاعل كراعي للعملية"، وشدد على أن المجلس "كان يأمل من الأمريكان أن يكون لهم موقف حازم لكن مع الأسف تبين لنا في الفترة الاخيرة عكس ذلك".
وأضاف "عندما جلسنا في أولى الجلسات لم نكن متفائلين بقدرة الطرف الآخر على ضبط تصريحاته أو ابداء مسؤولية تجاه عملية الحوار، واحترام تطلعات الشارع الكوردي.
واختتم بالقول "مع الأسف هذه الحوارات لم تخرج بثمار أو لم تنضج بعد، ويتحمل الراعي بعدم جديته قسماً كبيراً من المسؤولية، واليوم نحن وشرائح واسعة من الشعب الكوردي أقرب إلى عديمي الرجاء من هذه العميلة لا سيما مع تصريحات اللامسؤولة من الطرف الآخر".
إعداد وحوار: زارا سيدا
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن