زاكروس عربية – أربيل
بقلم : پ.د ابراهيم احمد سمو
قناة زاكروس واتفاق 11 آذار كلاهما يصبان في مصب واحد فكلاهما نابع من ذاك القلب الكوردي الطالب للحياة وعشق الوجود، منذ أزمان عتيقة يقبعون في ظلام وعتمة وطرد وحرق وسجن وووو إلى أن آن الوقت لإعلان الاستقلال الذاتي للعيش الكريم حق لكل إنسان في العالم، فجسدت قناة زاكروس أهداف 11 نوروز من خلال إطلاق صوتها وصورتها الكوردية بلباس عربي.
قناة فضائية كوردية ناطقة باللغة العربية لنقل الفلكلور والتراث الشعبي الكوردى إلى العمق العربي، وسيلة لتوطيد العلاقة الكوردية العربية ولقطع الطريق على أصحاب الألسن والوشاة والمنافقين وللكثيرين منهم في واقعنا الإعلام يعد من أهم وسائل التواصل مع الآخر .
وبذلك رأينا أن رواد الاعلام الكوردستاني العاملين في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني صنعوا المستحيل في تحقيق هذا الحلم في عمل دائم الحركة والتواصل مع الإعلاميين العرب المعتدلين والمتفهمين للقضية الكوردية من أجل المشاركة في تغطية هذه الشاشة لكي تكون سليمة في النطق وواضحة، أنها شاشة الجميع فيها يعمل الإعلامي العربي بجانب أخيه الإعلامي الكوردي في بادرة هي الأولى من نوعها وأرضية مناسبة لحوارات قادمة وفي عمل يمهد الطريق في التحرر من عقدة الكراهية على الأقل عند العرب الغير مؤمنين بالآخر وتشجيعهم في طرح الأفكار ضمن سلسلة برامج تثقيفية وترفيهية أبطالها من الشعب.
واصبحت (زاكروس ) والحق ويقال تختلف اليوم كثيراً عن السابق يوم تأسيسها بل أصبحت ناطقة ومتكاملة في ظل هذا العمر بل صارت جريدة يومية مهتمة بالجمهور العربي أكثر من الكوردي وهذا هو المطلوب لأنها في الأصل شاشة كوردستانية في لباس عربي من أجل تحقيق الغاية وايصال صوت الشعب الكوردستاني إلى العالم العربي.
وإذا انتقلنا إلى العالم لوجدنا أكثر من نموذج ممن خرجوا من الدائرة المغلقة إلى الدائرة المفتوحة إلى العالم العربي وحيث يمثل العمق العربي البوابة الثقافية والثابتة في التعامل ولهذا وجود هذه الفضائية بهذه القوة يمثل قفزة نوعية في الإعلام الكوردستاني ومكملة للإنجازات التأريخية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، لا بل أن تأسيسها جاء متزامناً مع القرار التاريخي لاتفاقية 11 آذار كخطوة مهمة، وحيث هذه الفضائية تهتم بالقيم التي يمكن أن تقدم على إثرها حوار جاد وفعال حول ماهية العلاقة الصادقة لا في أطرها السياسية فقط بل في أطرها الاجتماعية والشراكة التأريخية وعلاقة الحوار القديمة الثابتة في الأرض والحياة.
حيث نرى من الأدب والالتزام أن نعترف وبعيداً عن كل الكوارث والويلات أن للغة العربية الفضل الكبير في ثقافة عقولنا وهذا ليس بالاعتراف بل حقيقة ولا يعني هدم كل العلاقة مع العمق العربي بل هذا يعني العودة إلى الفهم المشترك بين شعوب المنطقة وأكثر الشعوب قرباً لنا الشعب العربي، ولهذا صار لزاماً وضرورة في فتح هذا القناة أن لا تكون أداة للاضطهاد بل أن تكون أداة البصيرة للعالم العربي، في أن يتفهم حق هذا الشعب في الحياة والحرية ودعوة العالم العربي إلى أن لا يزيد من هدم هذه العلاقة وأن يعمل على خروج من هذه الفوضى، والعمل على أفضل السبل لخدمة شعوب المنطقة وفق شعار أن البشر أحرار وفق المعيار الأخلاقي في المطالبة بالحقوق والعمل في الوصول إلى السلطة والدولة والجاه حباً في الوفاق والإخاء ورغبة في الطهر والنقاء . ..
بلغة عربية واضحة ربما لا يتفق البعض معي ولكن هذه أجوبة لبعض التساؤلات حول ماهية هذه القناة والحكمة من تأسيسها ومع ذلك نعرف هذا ولهذا نحن نرى أهمية هذا القناة في رفع الشوائب والغبار عن هذه العلاقة التي تدهورت بسبب الأنظمة السياسية والأفكار الشوفينية التي دعت إلى صهر القضية الكوردية في بوتقة الحقد والكراهية وفناء شعب بالكامل، وهذا لا يجوز وغير ممكن وغير مقبول من قبل هذا الشعب الذي أراد الخير للجميع.
أنا من نفسي أعيش في ظل قلق دائم على تصرفات الأنظمة السياسية دون تحديد نظام معين بل كل الأنظمة جميعها تعمل المستحيل في ابقاء هذا الشعب في الخط الخلفي من الحياة وإن تأسيس هذا القناة ربما يغير هذا التفكير عند الأخ العربي وربما في ديمومتها وسيلة لرفع كل الغبن وكل الأفكار الحاقدة عن هذا الشعب من فهمه.
إن تأسيس هذا القناة في أبسط تعريف هي شاشة كوردية بلباس عربي وبلغة عربية وبوجوه عربية في أكثرها لها أكثر من دلالة، بالإضافة إلى الدلالات الفنية، وهنا أكتب ربما لن أضيف جديد وأردنا في هذا المقام محادثة الأخ العربي ومشاركته في الربط الصحيح وايجاد أفضل الطرق من أجل التخفيف بل إزالة كل هذه الشبهات عن الشعب الكوردي والعمل على إدامة الإخوة لا أكثر ولا أقل.
دمتم العاملين في هذه القناة وإلى الأمام .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن