زاكروس عربية - أربيل
حدث استثنائي مرصع بمعاني المحبة والإخاء والتسامح، رسالة البابا فرنسيس يحملها إلى أرض كوردستان التي لطالما كانت ولا تزال تفتخر بأنها نموذج للعيش المشترك والحريات الدينية.
زيارة تاريخية ليس بالنظر إلى الوضع العام بالعراق فقط؛ بل وبالنظر لما أصاب المسيحيين والكورد الإيزيديين في زمن داعش، وما قبل وما بعد، ورغم ما حاك في الدوائر المظلمة إلا أن الشعب الكوردستاني رد كل تلك المؤامرات إلى جحورها وانتصر لوحدته الوطنية والعيش المشترك وأبقى أحضانه مفتوحة لكل اخوانه العراقيين الذين أجبرتهم الظروف السياسية والأمنية على ترك مدنهم ومناطقهم، حتى أصبح مركزا ومكاناً آمناً لإيواء اللاجئين والنازحين.
معبرين عن العيش السلمي المشترك المترسخ لديهم وحرية ممارسة الشعائر والطقوس الدينية وفهمهم العميق لمعاني الاختلاف في الأفكار والرؤى والاعتقاد دون الخلاف وإنكار الآخرين، يستقبل الكوردستانيون المسلحين بقوة الترابط بينهم والعلاقات المتينة المتجذرة بينهم، غداً الأحد، البابا فرنسيس في ملعب فرانسو حريري، يصلون ويتضرعون معه إلى الله أن يعم السلام والأمان على العراق وكوردستان.
رسالة كوردستان تنقلها اليوم أكثر من 200 وسيلة إعلامية عالمية قدمت لتغطية زيارة البابا إلى أربيل، تشدد على أنها أرض الالتقاء الحميم بين كل الأديان والثقافات والحضارات، كما تدعو رسالتها والعراق أمام استحقاق وطني وحضاري واجتماعي، أن اللحظة تبدو مواتية للغاية لكي يتصالح العراق مع نفسه، ويغلب العراقيين القيم المترسخة في كوردستان بينهم أكثر ويجسدونها في تعاملهم الوطني والسياسي أيضاً.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن