زاكروس عربية- أربيل
كشفت مصادر سياسية عراقية وأخرى مقربة من الحشد الشعبي في بغداد، عن لقاء جرى صباح اليوم الثلاثاء (23 شباط 2021) بين عدد من قيادات وممثلين عن الفصائل المسلّحة الرئيسة في العراق، ومسؤولين بحكومة مصطفى الكاظمي، للنظر في عودة الهجمات الصاروخية وسط أنباء عن خلافات بين الفصائل.
ونقل تقرير لـ "العربي الجديد" عن مصادر مطلعة على الاجتماع إنه "لم يستمرّ لأكثر من ساعة واحدة"، برعاية رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، مع قيادات أمنية عراقية ومسؤول في مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، "لبحث التصعيد الأخير وضرورة وقف الهجمات وضمان العودة لفترة التهدئة السابقة".
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الفصائل التي شاركت باللقاء، "تنصلت" من مسؤوليتها عن الهجوم، واعتبرت أن من مسؤولية الحكومة الكشف عمن يقف خلفه، مؤكدة "التزامها بمقررات التهدئة السابقة".
فيما كان إيرج مسجدي، سفير إيران لدى العراق، كشف عن زيارة أجراها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني لبغداد في شهر تشرين الثاني الماضي، وأن قاآني اجتمع بعدد من قادة الفصائل المسلحة (الولائية)، و "تم الاتفاق على تهدئة وعدم استهداف المصالح الأميركية في العراق".
رغم ذلك أعلن زعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، في 19 تشرين الثاني الماضي، انتهاء هدنة الفصائل بشأن قصف السفارات والقوات الأميركية بانتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وعزا الخزعلي انتهاء هدنة الفصائل، إلى "انتهاء الانتخابات الاميركية فضلاً عن عدم تحقق الشروط التي على أساسها حصل الاتفاق"، وأشار إلى وجود "اختلاف في وجهات النظر" بين الفصائل المسلحة إزاء قصف المنطقة الخضراء.
إلى ذلك وبحسب مصادر "العربي الجديد" فأن مليشيات "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"النجباء"، لم تشارك في هذا اللقاء ، ورجحت المصادر إعادة حالة التأهب الأمنية السابقة في بغداد، خصوصاً في ما يتعلق بمراقبة المناطق المفتوحة والساحات العامة التي عادة ما يتم من خلالها إطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء، بسبب وجود مخاوف لدى الحكومة من تكرار القصف في الفترة المقبلة.
في السياق نفسه، أكد مصدر مقرّب من منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري، وجود ما وصفها بـ"التباينات الحادة" بين الفصائل، إزاء القصف على السفارة الأميركية، إذ تعارض بعض تلك الفصائل الهجمات على السفارة انطلاقاً من كونها بعثة دبلوماسية وستأتي بنتائج عكسية.
وأوضح أن هناك خلافات بين القيادي بـ"الحشد الشعبي" عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ"أبو فدك"، وزعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي وقيادات فصائلية أخرى حول هذا الملف تحديداً، إذ يتهم المحمداوي تلك الفصائل بالتنصل من الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في ما يتعلق بملف التواجد العسكري الأميركي في العراق وقصف السفارة الأميركية تحديداً.
ولفت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهجوم الأخير يوم أمس قد يدفع رئيس "الحشد الشعبي" فالح الفياض إلى القيام بإصلاحات واسعة على مستوى انتشار الفصائل داخل بغداد تحديداً، وقد تشمل إعادة النظر بمنح تراخيص التنقل بسيارات ومعدات "الحشد"، والتي تمنع خضوعها للتفتيش عند حواجز الأمن المنتشرة ببغداد، بما يتيح لخلايا الكاتيوشا التحرك بسهولة وتنفيذ الهجمات.
هذا وتعرضت السفارة الأميركية وسط العاصمة بغداد، مساء أمس الأول إلى هجوم بواسطة ثلاثة صواريخ كاتيوشا، سقط أحدها على مقربة منها دون تسجيل أي خسائر بشرية، لكن صوراً بثتها وسائل إعلام محلية عراقية، أظهرت أضراراً كبيرة في السيارات المتوقفة بمرأب يتبع لدائرة الأمن الوطني الواقعة داخل المنطقة الخضراء.
وأمس الاثنين، حمّل المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إيران مسؤولية الهجمات الأخيرة التي وقعت على القوات الأميركية والمدنيين في العراق، قائلاً في مؤتمر صحافي: "في ما يتعلق بالهجوم على أربيل، نحن ما زلنا نعمل على تحديد ما جرى بالفعل، وكما قلنا سابقاً سنحمّل إيران مسؤولية أعمال وكلائها الذين يهاجمون أميركيين".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن