زاكروس عربية- أربيل
اعتقلت قوات الأمن الداخلي ( الأسايش) التابعة لـ "الإدارة الذاتية"، اليوم الأحد (7 شباط 2021) عدداً من المدرّسين في مدينة عامودا بكوردستان سوريا.
- ازدواجية
مساء السبت كشف نشطاء عن اعتقال ثلاثة مدرسين هم طالب أسعد (مدرس رياضيات)، رضوان حسو (مدرس لغة عربية) وعبد السلام حسو (مدرس لغة عربية)، وبحسب نشطاء المدينة فأن هذه الاعتقالات جاءت على خلفية إعطاء المدرسين المعتقلين دورات خصوصية في المناهج المعتمدة من قبل الحكومة السورية التي تمنعها "الإدارة الذاتية".
في الحين ذاته أكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الاعتقال شمل أيضاً مدرسين آخرين هما فهد حاج يوسف وحسين نعامة (مدرسا رياضيات)، كاشفين أنه تم الإفراج عنهما خلال ساعة من الاعتقال "كون الأول قيادي في حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي بقيادة شيخ آلي والآخر محسوب على الحكومة السورية".
وكتب الناشط إسماعيل شريف عبر الفيسبوك متهكماً من ديمقراطية الإدارة " لك حتى باعتقالات المدرسين فيها ديمقراطية عند الادارة !!
المدرس يلي مدعوم من حزب الوحدة والنظام اول حدا يفرج عنه بعدما يشرب القهوة !".
فيما اعتقل "الامن الداخلي" صباح الأحد كل من أسامة داري (مدرس علم الأحياء) و بنكين حسو (مدرس مادة الفيزياء).
- تجهيل شعب
فيما عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتنديد بالاعتقال والمطالبة بإطلاق سراح المدرسين، وأشارت الدعوات تلك إلى أن ما يحدث هو "عملية تجهيل منظمة".
واستذكرت المدرسة السابقة والناشطة المدنية منال الحسيني في حديث لـ زاكروس عربية أنه "قيل : إذا أردت أن تهدم حضارة أمة ، ابدأ بهدم التعليم والأسرة واسقاط القدوة ".
وأضافت أن ما تقوم به "الإدارة الذاتية" من حملة اعتقالات لمعلمي ومدرسي مدينة عامودا وقبلها اعتقال معلمي الدرباسية "يصب في خانة هدم نظام التعليم وبالتالي تجهيل شعبنا ، ولا يخدم سوى أعداء العلم والمعرفة ونتيجته ستكون مدمرة ليس على هذا الجيل فحسب، بل على أجيال وأجيال".
وأكدت المدرسة أنه "الأجدى بالإدارة الذاتية في هذه المرحلة الانتقالية تطبيق قليل من الديمقراطية التي تدعيها ، فتترك هامشاً من الحرية لأولياء الأمور والمعلمين ليختاروا ما يناسبهم ، وبنفس الوقت تعمل على إعداد مناهج وكوادر مؤهلة للتعليم في المدارس التابعة لها والسعي للاعتراف بها ريثما تتضح خريطة الطريق لسوريا المستقبل".
- فرض أيدولوجيا
عبد الوهاب أحمد، القيادي في حركة الإصلاح الكوردي في سوريا، كتب على صفحته على فيسبوك حول الاعتقالات أن "اعتقال المعلمين الكورد السوريين ليس إلا ترجمة فعلية لفرض منهاج أيديولوجي قسراً على الطلبة وذويهم. بدل هذا الاعتقال ، عليهم البحث في أسباب لجوء الناس إلى تسجيل أبنائهم في مدارس النظام ودراسة مناهجه".
وأضاف "من يتعلمون أو يدرّسون منهاج النظام لا تنقصهم الوطنية والكوردايتي بقدر بحثهم عن تأمين مستقبل أفضل لأبنائهم".
في الوقت ذاته طالب آخرون "قيادات في الإدارة الذاتية" بوقف إرسال أبناءهم إلى المدراس والجامعات الحكومية "قبل طلب ذلك من الأهالي".
وكانت الأسايش، قد اعتقلت أواخر الشهر الفائت عدداً من المدرسين من مدينة الدرباسية بكوردستان سوريا بالحجة ذاتها.
وأشار المجلس الوطني الكوردي في سوريا إلى أن هذا الاعتقال جاء "بحجة إعطائهم دورات تعليمية خاصة في المنهاج المعتمد من قبل الدولة"، مؤكداً أن هذا "يناقض التفاهمات الأولية بين المجلس وقيادة قسد بترك الخيار للطلبة والأهالي بدراسة المنهاج الذي يرغبون به وتسهيل فتح المعاهد والدورات الخاصة في منهاج الدولة لحين الاتفاق على منهاج معترف به من قبل اليونيسيف".
ودعا المجلس حينها "كل الجهات المعنية بحقوق الإنسان ووحدة الموقف الكوردي والحل السياسي في البلاد لرفع صوتها في مواجهة هذه الممارسات الاستبدادية من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي والتضامن مع المعتقلين وذويهم والطلبة المتضررين من اعتقال مدرسيهم".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن