زاكروس عربية- أربيل
تحدث رئيس حزب ‹الخيار العربي› في العراق، عبد الكريم عبطان عن موضوع "الجثث المجهولة" في البلاد، معتبراً أنها تعد من أخطر القضايا في المرحلة الحالية، لأنه "يذهب بنا لإثارة شكوك بشأن المغيبين والمختطفين".
كلام عبطان جاء بعد يوم من إعلان دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة، أمس الخميس (28 كانون الثاني 2021) أنها دفنت 50 جثة "مجهولة الهوية" خلال الشهر الحالي، مشيرةً إلى أن غالبية هذه الجثث بدت عليها علامات التفسخ، ولم تذكر الدائرة هوية الضحايا أو سبب مقتلهم أو مكان العثور عليهم.
إعلان أثار مخاوف العراقيين من عودة كابوس "الجثث المجهولة"، التي شهدتها بغداد خلال سنوات العنف الطائفي بين 2006 و2010، وسط دعوات للحكومة للكشف عن ملابسات عمليات القتل، والجهات التي تقف وراءها.
عبطان أشار إلى "وجود جريمة منظمة يتم من خلالها قتل الناس وتسجيلهم على أنهم مجهولو الهوية"، وبين أن "الحكومة مطالبة بالتحقيق في ذلك من أجل معرفة هوية هذه الجثث"، داعياً السلطات إلى "التحري والبحث، لأن هذا الموضوع من القضايا الخطيرة التي إذا تكررت فإنها قد تؤدي بالعراق إلى مسائل يعاقب عليها القانون الدولي".
وشدد عبطان في تصريح صحفي على "ضرورة الإفصاح عن هوية المنفذين"، مؤكداً أنه "يجب إعلان التفاصيل عن الأشخاص المقتولين، أين قتلوا؟ وهل قتلوا في وقت واحد؟ ولماذا قتلوا؟ وكيف قتلوا، باغتيال أم ماذا؟ ولماذا عدد الجثث 50 جثة؟".
ولفت إلى أن "احتمال وقوف عصابات الجريمة المنظمة، أو خارجين على القانون، وراء ذلك، من غير المقبول أن تدفن الجثث وتسجل القضية ضد مجهول، وكأن الإنسان في العراق ليس له قيمة".
ودعا عبطان إلى وضع حد لمثل هذه الحالات، وبخلافه ستستمر عمليات الخطف والقتل والجثث مجهولة الهوية، محذراً من "تصاعد الاغتيالات والجثث مجهولة الهوية كلما اقترب موعد الانتخابات".
يأتي هذا الإعلام بالتزامن مع إعلان السلطات العراقية عن حملة واسعة في عموم مدن العراق لنشر كاميرات المراقبة ضمن خططها الأمنية الجديدة.
وعبر عضو البرلمان السابق صادق المحنا عن أسفه لعودة "ظاهرة الجثث المجهولة"، معتبراً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ذلك ينذر بخطر جديد، ويشير إلى أن الوضع الأمني هش وغير مستقر.
وشدد على ضرورة إطلاع الشعب العراقي على ملابسات هذه القضية التي شكلت صدمة للكثيرين، لافتاً إلى أن عودة الجثث المجهولة إلى الشوارع تعني عدم الاستقرار الأمني.
وانتقد المحنا الإعلان عن دفن جثث مجهولة دون الكشف عن أي معلومات أخرى، متسائلاً: هل وجدت الجثث في الشوارع؟ أم في السجون؟ أم أين وجدت؟
وأكد أن "الناس يجب أن يعلموا أسباب وجود هذه الجثث"، مشيراً إلى عدم وجود أي توضيح من وزارتي الداخلية والصحة، ولا حتى من محافظة النجف التي دفنت الجثث فيها.
ولفت إلى أن عدد الجثث المجهولة التي دفنت غير قليل، موضحاً أن "ما حدث يمثل جرس إنذار بعودة ظاهرة الجثث المجهولة ويشير إلى هشاشة الوضع الأمني".
ويتم إيداع الجثث المجهولة الهوية في ثلاجة والإبقاء عليها عدة أسابيع، لحين وصول أهل الضحية، وفي حال عدم التوصل لذويه، تعمد الحكومة إلى دفنها في مقبرة بوادي السلام بمدينة النجف، وهو الإجراء المتبع منذ نحو 15 عاماً.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن