زاكروس عربية- أربيل
لم تهدأ الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي من الجولة الجديدة لتظاهرات مدينة الناصرية، على الرغم من التهديدات والاعتقالات والاعتداءات بحق المتظاهرين بلغت ذروتها في هجوم أنصار التيار الصدري عليهم وحرق خيمهم في 27 من شهر تشرين الثاني الماضي إبان دعوة الصدر للتظاهر.
الكثير من اللغط يشوب المشهد في المدينة المنتفضة مع سبق الإصرار والترصد بـلا رجعة عن مطالب "انتفاضة تشرين حتى اسقاط آخر أنصام الفساد".
وتشهد مدينة الناصرية، منذ مساء الخميس الماضي، صدامات بين قوات الأمن العراقية ومتظاهرين، على خلفية قيام قوات الأمن بشن حملة اعتقالات ضد ناشطين في التظاهرات، بلغ عددهم حتى الآن 72 متظاهراً حسب مفوضية حقوق الإنسان.
- قوات أمنية "خليطة"
تنتشر في محيط ساحة الحبوبي قوات من الشرطة الاتحادية و"فض الشغب" يؤكد المتظاهرون ومقاطع مصورة متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي استخدامها الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين عدا عن الغاز المسيل للدموع مرات عديدة، وأدى ذلك إلى وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية بلغت 43 إصابة بحسب احصائية نشرتها مفوضية حقوق الإنسان السبت.
إلا أن مصادر المتظاهرين تشير إلى القوام "الخليط" لهذه القوات إذ أنها "على الرغم من كونها متوحدة في الزي فقط، إلا أنها مختلفة في الانتماء أو الميول، فالعديد منهم يرتبط بالفصائل المسلحة حتى الولائية منها، وهناك من يتبع لسرايا السلام وآخرين لبدر ومثلهم للعصائب وقس على ذلك البقية"، منوهين أن "سوية الالتزام بتعليمات الضباط متفاوتة لديهم".
- #الجيش_ويانه
خلال أحداث يوم أمس في الناصرية، ساندت قوات الجيش العراقي المتظاهرين ومنعت الاعتداء عليهم من قبل قوات الشرطة الاتحادية و"فض الشغب"، وهو ما دفع ناشطين إلى إطلاق وسم #الجيش_ويانه، بمعنى أن الجيش يقف إلى جانب الشّبان المحتجين.
وقالت مصادر المتظاهرين إن "الأوامر صدرت من بغداد بتوقيف عقيد وملازم أول وثلاثة من الجنود المكلفين بحماية ساحة الحبوبي، لتدخلهم إلى جانب المحتجين في وجه القوات الأمنية".
الأمر ذاته ذهب إليه الصحافي محمد الربيعي، عبر تغريدة قال فيها "اعتقال القوة المكلفة بحماية المتظاهرين في الناصرية، بأمر من رئيس الوزراء بعد أن تم الاعتداء عليهم من قبل قوات الشغب. السلطات القمعية تعتقل الضباط الأحرار من جيشنا الباسل. عقيد علي، ملازم أحمد".
- بريطانيا تدخل على الخط
دعا السفير البريطاني لدى بغداد ستيفن هيكي، الإثنين (11 كانون الثاني 2021)، السلطات العراقية إلى الحوار وضبط النفس حيال الأحداث التي تشهدها الناصرية، مشدداً على "مُساءلة" المتسببين بقتل المدنيين وأفراد الأمن.
وقال هيكي في تغريدة له على موقع ‹تويتر› "إنني قلق للغاية من تصاعد العنف في الناصرية". وأضاف أن "المملكة المتحدة تدعو إلى الحوار وضبط النفس والمساءلة عن قتل المدنيين وأفراد قوات الأمن".
وكانت محافظة ذي قار شهدت الأحد أحداثاً دامية تسببت بإصابة العشرات، فيما توفي عنصر أمني بطلق ناري لا يزال مجهول المصدر، وسط اختلاف الروايات حول مقتله بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
إلا أن مصادر مطلعة حذرت من "تلبيس" التهمة إلى المتظاهرين وأن "المحاولة جارية بهذا السيناريو"، مؤكداً أن المنتسب "قتل بنيران صديقة بالخطأ"، ومشدداً على أن المتظاهرين "لا يملكون ولا يحملون أية أسلحة نارية".
- ميدان آخر
لا تقتصر المواجهات بين المتظاهرين على ساحة الحبوبي فقط، فهناك ميدان افتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بين فريقي المتظاهرين على ضفة، وعلى الأخرى ما يُعرف بـ"الولائيين"، بما فيهم شخصيات سياسية معروفة اتخذت من السعي إلى إنهاء الاحتجاجات في الناصرية خاصة هدفاً إلى جانب محاولات النيل من سمعة المتظاهرين وإظهارهم بموقع "الغوغائيين".
في الوقت ذاته صعّد التيار الصدري من هجومه الإعلامي على متظاهري الناصرية، فبعد أن هاجمهم صالح محمد العراقي المعروف بمسمى "وزير الصدر" في منشور على الفيسبوك، الأحد، واصفاً إياهم بـ"الغوغائيين".
وقال العراقي "اليوم اعتقل أحد ممن ينتمون (للتشرينيين) أو الغوغائيين منهم في الناصرية الحبيبة.. فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها إلا بالشـغب والعنــف".
فيما عاد زعيم التيار ، مقتدى الصدر، إلى خطابه المتكرر عن وجود "مندسين" أو "مخربين" بين المتظاهرين، مستعملاً تعابيره الثابتة في هذا الملف.
وقال الصدر في تدوينة، "كما أشجب وأدين وأستنكر الاعتداء الوحشي والإرهابي من قبل بعض المندسين بين صفوف التشرينيين ضد القوات الأمنية وقتلهم بطريقة يندى لها جبين الإنسانية، أدين وأشجب وأستنكر مذكرات الاعتقال ضد المتظاهرين السلميين".
وأضاف إن "الاعتقال يجب أن يطال المعتدين والمخربين دون غيرهم ممن تظاهر بسلم وسلام"، وسعى الصدر أيضاً إلى الظهور في موقع الحريص على القضاء العراقي والناصح النصوح فأردف "كما وأستنكر التدخل بعمل القضاء العراقي من خلال تحريك الشارع بصورة غوغائية طفولية بلا أي حكمة وحنكة سيضيع بسببها السلم الأهلي مضافا أن على القضاء أن يأخذ دوره بكل جدية وشفافية وبلا تدخلات من هنا وهناك".
وشدد الصدر أن "على القوات الأمنية الأخذ بزمام الأمور ومعاقبة كل الأفراد المتخاذلة والمتعاطفة مع أفعال الجوكرية، فسمعة قواتنا أهم كما إن حماية الوطن وشعبه هي الأولى".
هذا وكانت مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار دعت في وقت سابق رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي إلى تولي الملف الأمني في المحافظة، في الوقت الذي أكد فيه قائد شرطة ذي قار اللواء عودة الجابري، الإثنين، إن "الوضع الأمني مستقر حالياً وساحة الحبوبي مفتوحة بشكل طبيعي".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن