Erbil 7°C الأربعاء 27 تشرين الثاني 23:40

الكاظمي: سيادة العراق على أرضه لن تكون مجرد شعار للتداول السياسي

ولن نسمح باختطاف القرار الوطني

زاكروس عربية- أربيل

شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى المئوية لإنشاء الجيش العراقي، اليوم الثلاثاء (5 كانون الثاني 2021)، شدد على أن الجيش بقي وفياً للدولة والوطن.

استذكر الكاظمي في البداية تاريخ تكوين الجيش العراقي، مشيراً إلى أن "رحلة جيشنا الاستثنائية التي بدأت بفوج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، في 6 كانون الثاني 1921 ، وضعت ملامح الدولة وخطت هويتها وصانت مبادئها وقيمها"، مؤكداً أنه "مهما أثّرت الخيارات والصراعات السياسية والحروب العبثية على هذه الرحلة، لكن جيش العراق ظل وفياً للوطن وللدولة".

ووجه التحية لجيش العراق و"بطولاته"  فقال  "نقف باعتزاز وفخر لتحية جيش العراق العظيم، قادة وضباطا ومراتب، ونحيي بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن أرض العراق وحماية كرامته،  كما نحيي بطولات جيشنا وتضحياته في الدفاع عن فلسطين الحبيبة ,جنين ,والجولان".

حول معركة العراق مع داعش، أكد الكاظمي أن "جيش الوطن توّج مسيرته إلى جانب قواتنا الأمنية بكل صنوفها في دحر تنظيم داعش الإرهابي وطرده من أرض العراق المقدسة،   نهض جيشنا منتصراً من كبوة داعش ، من جرح اسمه داعش... خرج الجيش منتصراً على محاولة كسر هيبته ووجوده وطمس هويته، وقد فعل ذلك مراراً عبر التأريخ الحديث".

وأردف معلقاً على الحقبة الصدامية وشدد على أنه " لا تنهض أمة بجيش مطعون وجريح يتم التآمر عليه وزجه في الأخطاء السياسية كما حدث في عهد الديكتاتورية الصدامية"، كما أكد أنه "على عاتقنا واجب تأريخي مبارك بوضع جيشنا في الموقع الذي يستحقه وإعادة الثقة لضباط الجيش ومراتبه بأنكم أيها الأبطال رمزنا وعنوان هيبتنا وسيادتنا . العراق بكم سينهض كدولة تمثل ضرورة للحضارة الإنسانية وضرورة للتوازنات الدولية ...  وإنكم رسالة الأمل والأمان لشعبنا في كل مساحة الوطن".

عن الحكومة الحالية أكد الكاظمي  أنها واجهت  "منذ اليوم الأول لتشكيل هذه الحكومة تحديات كبيرة ومعقدة لم تمر في تأريخ العراق المعاصر يتقدمها تحدي وباء كورونا والأزمة الاقتصادية التي نجمت عن انهيار أسعار النفط، بالإضافة إلى تداعيات الأزمة الاجتماعية الحادة التي مثلتها تظاهرات تشرين 2019، وما تلاها وما ترتب عليها من نتائج".

وتطرق الكاظمي إلى علاقات العراق الدولية معبراً عن أسفه أن "يتحول العراق، وهو سليل الحضارة وبوابة التأريخ، إلى ساحة لتصفيات وتحديات حرب عالمية وإقليمية على أرضه، وكان علينا واجب حماية بلدنا من تداعيات هذا الصراع الخطير، ولذلك عملنا منذ اليوم الأول على مسارات واضحة في إعادة التوازن لملف علاقاتنا الدولية".

مضيفاً  "وكذلك إطلاق الحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف انسحاب قواتها، وهو الأمر الذي أعلنه الرئيس الأميركي خلال زيارتنا الأخيرة إلى واشنطن.  وكثمرة لهذا الحوار الإستراتيجي المتواصل تم سحب دفعات من القوات الأميركية ضمن توقيتات فنية خلال الأشهر الماضية، وسوف يكتمل في الأيام المقبلة انسحاب أكثر من نصف تلك القوات، ولن يتبقى إلا مئات منهم فقط، للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح والدعم الفني، ويجري جدولة إعادة انتشارهم خارج العراق بالكامل ضمن اتفاقات بين البلدين ".

كما أكد الكاظمي أن هذا التطور "قد تأسس على ضوء جهوزية قواتنا المسلحة البطلة والقوات الأمنية بمختلف صنوفها، لحماية أرض العراق وصون كرامة شعبه".

كذلك تعهد الكاظمي للشعب العراقي "بأننا لن نسمح باختطاف القرار الوطني العراقي من أية جهة كانت ... ولن نخضع للمزايدات السياسية والانتخابية ، وأن قراراتنا تنطلق من مسؤوليتنا الوطنية، وأن صون سيادة العراق وأمنه وسلامة دولته هو قرار عراقي بامتياز، تفرضه ضرورات العراق ومصالحه أولاً وأخيراً. العراق لن يكون ملعباً للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم، ولن يسمح بأن تستخدم أراضيه لتصفية حسابات بين الدول. نقول : جيش العراق على أهبة الاستعداد للقيام بواجبه لوضع كل هذه الاستحقاقات حيز التطبيق".

كذلك تطرق الكاظمي إلى حملات الطعن والتشكيك ومحاولة كسر إرادتنا "باستعادة هيبة الدولة بصبر الشجعان لا ضوضاء المزايدين والانتهازيين،  لن ننتبه إلى من يحاول إرهابنا بالصوت العالي، قرار العراق لن يكون بيد المغامرين، اكتفينا بتأريخ من المجانين الذين قادونا إلى الحروب العبثية والدم وكسر هيبة الدولة".

   وأكد " علينا واجب إيصال العراق وشعب العراق إلى بر الأمان وسوف نعمل مهما ظن الواهمون أن بإمكان الصراخ ترهيب من تجذّر حب الوطن في قلوبهم، سيادة العراق على كل شبر من أرضه لن تكون مجرد شعار للتداول السياسي، وإنما فعل ملموس"، وأشار إلى أنه  "في الآونة الأخيرة شهدنا تصريحات متشنجة من كل الأطراف، أهيب بالجميع الالتزام بالمصلحة الوطنية واعتماد لغة الحوار وبث روح الأمل لدى شعبنا..  العراق والعراقيون يستحقون التضحية والصبر والحكمة".

وفي الختام قال الكاظمي "نقف في يوم جيشنا الباسل ، لنعلن أن عام 2021 سيكون عام الإنجاز العراقي على كل المستويات ، وأن مرحلة استنزاف ثروات العراق وإمكاناته قد انتهت إلى غير رجعة بإرادة العراقيين،  نقف في عيد جيشنا البطل وأمام شعبنا العظيم لنقول :

إن تضحياتكم الكبيرة تؤسس لمستقبل يليق بالعراق والعراقيين ، وإن صمودكم المذهل أمام المِحن درس جديد يضاف إلى الدروس التي رفدتم بها الإنسانية عبر التأريخ". 

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.