كشفت صحيفة التايمز البريطانية، اليوم الجمعة، (1/1/2021)، عن مخاوف وتقاير لمراكز دولية متخصصة بتتبع التنظيمات الإرهابية، من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى الساحة مجدداً في بعض البلدان التي كان يسيطر على مناطق فيها أو ما زال له موطئ قدم في أراضيها.
وقالت الصحيفة في تقرير اطلعت عليه زاكروس عربية، إن "الكمين الأخير الذي نصبه عناصر تنظيم داعش لقافلة عسكرية تابعة لجيش النظام السوري، أول أمس الأربعاء، وأسقط عشرات القتلى، يثير مخاوف جدية من عودة جديدة للتنظيم في الأراضي السورية".
وأكدت أن "هذا الهجوم يثير المخاوف من عودة التنظيم، وذلك بعد أن ادعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة آخرون أن تنظيم داعش "قد هُزم بنسبة 100%" بعد فقدانه دولة الخلافة، المعلنة من جانبه، ومقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في تشرين الأول 2019".
وأشارت الصحيفة إلى تقديرات تفيد بأن 10 آلاف مقاتل تابعين للتنظيم طلقاء أو يعملون تحت نطاق خلايا نائمة في العراق وسوريا.
800 هجوم إرهابي ثلثها في العراق
ووفقاً لتقارير صادرة عن BBC Monitoringالمعني بتعقب التقارير الإعلامية في جميع أنحاء العالم، فإن داعش ومجموعات تابعة له أعلنوا مسؤوليتهم عن أكثر من 800 هجوم إرهابي اعتباراً من بداية عام 2020 وحتى 10 كانون الأول الماضي، وقد شمل نطاق تلك العمليات مصر وليبيا وأفغانستان واليمن ومناطق غرب إفريقيا.
كما وقع أكثر من 280 هجوماً في العراق، حيث زعم التنظيم في إصداراته أن الجيش في "حالة ضعف"، فيما تخشى الحكومة العراقية تفاقمَ الأوضاع مع انسحاب القوات الأمريكية.
ومع ذلك فإن الهجوم الأخير في سوريا يأتي ليسلط الضوء أيضاً على الأزمة الاقتصادية طويلة الأمد التي تعانيها سوريا بعد عشر سنوات من الحرب الأهلية والعقوبات الصارمة التي شدد ترامب فرضها العام الماضي.
من جانبه، يقول تشارلز ليستر، من "معهد الشرق الأوسط"، وهو مركز أبحاث أمريكي، إن "الكمين الأخير شكّل دليلاً على عجز الأسد التام، حتى وهو يحظى بدعم روسيا وإيران، عن احتواء داعش، ناهيك عن القضاء عليه".
وأضاف ليستر: "عاجلاً أو آجلاً، سينتقل انتعاش داعش البطيء، لكن المطّرد، في الأراضي التي يسيطر عليها الأسد، إلى المنطقة الأمنية الشرقية التي تديرها الولايات المتحدة بمساعدة قوات كردية".
وأشار إلى أنه "رغم أن 60% من سوريا تحت سيطرة النظام السوري، فإن الأسد وروسيا وإيران قد فشلوا فشلاً شاملاً في تحقيق الاستقرار في البلاد. وإذا لم يحدث تغيير، فإن الوضع الراهن ينذر بانحدارٍ مستمر نحو مزيد من الفوضى".
وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الهجوم الذي استهدف جنوداً على طريق عودتهم إلى بلداتهم من أجل العام الجديد، على الطريق بين دير الزور وتدمر، قد أسفرَ عن مقتل ما لا يقل عن 37 جندياً من النظام السوري، في أعنفَ هجومٍ يشنه التنظيم منذ عامٍ في أحد معاقله السابقة في شرق سوريا.
تصاعد النشاط الإرهابي في أفريقيا
وفي حين أن تصاعد الهجمات في سوريا هو أكثر ما سيُقلق الدبلوماسيين الغربيين، فإن إرهاب تنظيم داعش يشهد تصاعداً في إفريقيا في الوقت نفسه.
هذا ما كشفت عنه بيانات مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020، التي نشرت الشهر الماضي، والتي أشارت إلى أنه على الرغم من انخفاض عدد القتلى بسبب الإرهاب العالمي للعام الخامس على التوالي، فإن إفريقيا مع ذلك تعاني زيادةً هائلة في عنف المقاتلين المرتبطين بتنظيم داعش.
وتعليقاً على ذلك، يقول ستيف كيليليا، مؤسس معهد الاقتصاد والسلام، الذي يُصدر المؤشر السنوي: "لقد تحول مركز ثقل داعش الآن إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. إذ سبع من الدول العشر التي شهدت أكبر زيادة في العمليات الإرهابية تقع في إفريقيا جنوب الصحراء".
ت: رفعت اجي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن