زاكروس عربية- أربيل
كشف مسؤول عسكري عراقي بارز في قيادة عمليات الأنبار عن وجود محاولات "فرض إرادة" من قبل قادة في الحشد الشعبي على قيادات وأمراء الوحدات في الجيش العراقي بالمحافظة، بعد حادثة تهديد قيادي في كتائب حزب الله، يشغل بالوقت نفسه منصب معاون قائد الحشد الشعبي في المنطقة ويدعى أحمد نصر الله، بقطع يد الجنرال ناصر الغنام، قائد الجيش العراقي في الأنبار.
مبينا أن "حادثة إزالة صور (الحشد) والأزمة التي نتجت عنها (الحادثة) لم تكن الأولى، وحاليا هناك محاولات من قيادات في (الحشد) تهدف لإقالة أو نقل قائد عمليات الأنبار ناصر الغنام بسبب عدم تجاوبه معها".
وأضاف المسؤول العسكري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الدفاع جمعة عناد، خذلا قادة الجيش في الأنبار، وبدا أنهما بوضع ضعيف يبحث عن إغلاق الموضوع والصلح بين قادة الجيش والحشد".
وانتشر مطلع الشهر الحالي تسجيل صوتي سربته منصات تابعة لفصائل مسلّحة موالية لإيران لمكالمة هاتفية للقيادي البارز في مليشيا "كتائب حزب الله"، أحمد نصر الله، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب معاون قائد عمليات شرق الأنبار بـالحشد الشعبي، يهدّد فيها بقطع يد قائد عمليات الجيش العراقي في محافظة الأنبار الجنرال ناصر الغنام، بسبب قيام الأخير بإصدار أوامر بإزالة الأعلام والرايات والصور المنتشرة، والإبقاء على العلم العراقي فقط.
واكتفت الحكومة بفتح تحقيق بالتسريب الصوتي لمعرفة حقيقة الأمر، دون أن تعلن عن اتخاذ أي إجراء لمحاسبة نصر الله.
وبيّن المسؤول العسكري أن "الهدف هو فرض الإرادات الذي تم ممارسته مع القائد السابق للجيش في الأنبار محمود الفلاحي بعد رفض محاولات إخضاعه، إذ تم تلفيق قصة تخابره مع الاحتلال الإسرائيلي وتخابره مع السفارة الأميركية لتتم إحالته لدائرة المحاربين القدامى، واليوم يتكرر الأمر ذاته مع القائد الجديد ناصر الغنام".
وتابع أن "الأزمة كلها تخفي وراءها أنشطة المليشيات مع سورية، في عبور الأرتال العسكرية وتهريب المواد المنوعة من سورية وإليها، واستغلال موارد الجيش العراقي من آليات ووقود سيارات وذخيرة، وتفاصيل كثيرة".
وأكد أن "الوضع تحول لفرض إرادات وليّ أذرع، وفي حال ارتبكت حكومة الكاظمي ولم تدافع عن قادة الجيش وتدعم موقفهم في إحلال القانون والنظام، فإن ذلك سيكون مؤشرا خطيرا على مستقبل المؤسسة العسكرية ككل".
وكشف المصدر ذاته عن أن" فصائل مسلحة قامت بنصب صور ورايات ضعف ما كان موجودا سابقا بالأنبار لقيادات في الحشد الشعبي، منها لزعيم فيلق القدس الايراني قاسم سليماني في الأنبار، فضلا عن رفض عدة أرتال تتبع لتلك الفصائل المرور بحواجز الجيش والخضوع للتفتيش والتدقيق، كما هو الأمر بالنسبة للتشكيلات الأمنية الأخرى، وحتى أرتال المسؤولين والوزراء".
يشار إلى أن تسبب فصائل عراقية مسلحة بإرباك الأمن في المناطق المحررة لا يقتصر على محافظة الأنبار، إذ سبق لسياسيين ومسؤولين أن تحدثوا عن وجود عمليات "ابتزاز وتهديد" تقوم بها مليشيات ضد السكان في محافظة نينوى، شمال البلاد، وكذلك الحال في محافظة صلاح الدين (شمالا)، التي تتغلغل المليشيات في عدد من مناطقها، وتتهم بارتكاب جرائم ضد مدنيين.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن