زاكروس عربية - أربيل
أكد السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي أن بلاده داعمة للحفاظ على وحدة العراق واستقلاله، وتعارض انتهاك سيادته، فيما أشار إلى أن طهران تدين استهداف المقرات الدبلوماسية ولا يوجد لديها علاقات مع فصائل مسلحة خارج سياقات الحكومة العراقية.
وقال مسجدي في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية، اليوم السبت (5 كانون الأول 2020) إن "إيران كانت وما زالت داعمة للحفاظ على وحدة أراضي جمهورية العراق واستقلالها وتعارض أي انتهاك للسيادة ،والاعتداء على حدودها من أي طرف كان"، لافتاً إلى أن "تاريخ المفاوضات الإيرانية العراقية الطويلة نسبياً بشأن تحديد الحدود البرية والبحرية واضح، بأن تكون لدى البلدين اتفاقيات تاريخية بما فيها اتفاقية العام 1975 وهي أساس التزام طهران".
وأشار إلى أنه "اتخذت خطوات جيدة جداً خلال السنوات الأخيرة لحل القضايا الحدودية العالقة، وأجريت مفاوضات مثمرة، وهي ما زالت مستمرة" مؤكداً أن "البلدين سيشهدان الفوائد والنتائج الإيجابية لهذه التفاهمات بواسطة الإجراءات العملية اللاحقة".
ولفت مسجدي إلى أن "بلاده تعلن صراحة معارضتها وإدانتها لاستهداف المقرات الدبلوماسية من أي طرف كان".
وشدد مسجدي على أن "طهران مستعدة لدعم العراق في محاربة الإرهاب في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك"، منوهاً بأنه "وعلى الرغم من فرض العقوبات على بلاده إلّا أنها استطاعت أن تلبي احتياجاتها الدفاعية ،وهو إنجاز كبير".
ونوه إلى أن "المركز الرباعي المكون من إيران والعراق وسوريا وروسيا مفيد للدول الأربع ومصدر لتعاون أمني جيد، وأن إيران بصفتها عضواً في تشكيله قدمت وتقدم له مختلف أنواع الدعم".
وأكد السفير الإيراني أن " بلاده تأمل في انسحاب القوات العسكرية من العراق على أساس الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن"، لافتا إلى أن "موقف إيران المبدئي يتمثل في أن دول المنطقة هي التي يجب أن توفر أمنها، ولديها الإمكانيات والآليات والتخصصات والموارد البشرية اللازمة لتوفير الأمن ومكافحة الإرهاب، ولا حاجة لها إلى تواجد القوات العسكرية الأجنبية بما فيها القوات الأمريكية".
وعدَّ مسجدي أن "التواجد العسكري الأمريكي له نتائج سياسية واجتماعية سلبية في سائر دول العالم ومنها العراق"، مشيرا إلى أن "مجلس النواب العراقي صادق على ضرورة انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من العراق، وكانت هناك تظاهرات مليونية للشعب العراقي دعماً للانسحاب".
وقال مسجدي إنه لا يوجد لدى طهران علاقات مع فصائل مسلحة خارج سياقات الحكومة العراقية"، مضيفاً أن "من الخصائص البارزة للثورة الإسلامية أنها ملهمة، وكانت هذه الخاصية موجودة منذ بداية الثورة، ولم تنخفض مع مرور الوقت".
وأوضح مسجدي أن "بلاده أنجزت العديد من مشاريع البنى التحتية والخدمية في العراق"، مبيناً أن "طهران حاولت دائماً أن تنظّم علاقاتها الاقتصادية مع العراق بحيث تضمن ديمومتها".
وذكر مسجدي أن "صادرات بلاده إلى العراق خلال ثمانية شهور بلغت أكثر من خمسة مليارات دولار"، موضحاً أن "العلاقات التجارية مع العراق لم تكن بمأمن من النتائج السلبية لجائحة كورونا ،التي أثّرت في التيار الطبيعي للتجارة بين البلدين، ولكن كل ذلك قابل للتعويض، وقد تم اجتياز الظروف الصعبة لبداية تفشي هذا الفيروس ،وستتحسن الأوضاع أكثر".
وعدَّ مسجدي "أنه في حال سعت إيران إلى ايصال الغاز إلى أوروبا عن طريق العراق وسوريا فإن ذلك سيكون له آثار إيجابية للجميع"، مبيناً أنه " إذا قامت إيران بإرسال شاحنة من البطاطا إلى مكان ما يتم النظر إليها بنظرة شك ،وهو للأسف من نتائج مشروع (إيرانوفوبيا)".
وتابع أنه "في حال سعت إيران لتصدير غازها الطبيعي ،فهل هذا يشكل انتهاكاً للقوانين الدولية؟"، مؤكداً أن هذا المشروع لم يتم طرحه بصورة جادة حتى الآن".
وأضاف أنه "في السابق كان موضوع نقل الغاز الإيراني إلى أوروبا عبر خطوط الغاز في تركيا مطروحاً ،ولكن كالعادة قام الأمريكان بعرقلته، أما هذا المشروع ،فإذا دخل مرحلة التنفيذ لا ينصب في مصلحة إيران فحسب ،وإنما تنصب مزاياه وآثاره الإيجابية في مصلحة جميع الدول التي يعبر خط أنبوب نقل الغاز منها"، موضحاً أن "الذين يطرحون مزاعم مثل التحايل على العقوبات من خلال العراق فهم قلقون من شيء آخر، ويخافون من التنمية الشاملة للعلاقات بين البلدين، لأن العلاقات الوثقى بين إيران والعراق تضر بالكثيرين، وهم متخوفون من توازن القوى في المنطقة، ولا يريدون أن تتحول العلاقات الإيرانية العراقية إلى نموذج لسائر دول المنطقة".
وفيما يتعلق بالحوار مع الولايات المتحدة أكد مسجدي أن "بلاده لم تجد حسن نية لدى الحكومات الأمريكية المتعاقبة"، مشيراً إلى أن "طهران تفاوضت مع الولايات المتحدة، وأدت المفاوضات الأخيرة إلى الاتفاق النووي ،وكان هذا الاتفاق نتيجة مفاوضات طويلة، ولكن ماذا حصل بعد ذلك ،مَن انسحب من الاتفاق أمريكا أم إيران؟".
وتابع: "هل على إيران أن تضحي بمصالحها المشروعة لأجل السلطات السياسية المتعاقبة في أمريكا؟ منوهاً بأن "هذا الأمر لا ينحصر على عدم التزام أمريكا بتعهداتها في الاتفاق النووي فحسب ،وإنما انسحبت من معاهدات واتفاقيات عدة على المستوى الدولي".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن