زاكروس عربية – أربيل
يلقي فيروس كورونا بظلاله المرعبة حيثما يحل ضيفاً ثقيلاً، ليخلق متاعب إضافية لمستضيفه الذي غالباً يكون ضحيته، ليتصارع معه بما يمتلك من أسلحة طبية إلا أنه ربما يرفع الراية البيضاء ويلف بها إلى مثواه الأخير جراء خسارته المعركة، ومثل أي معركة أخرى ليس هناك من يسلم في المحيط من تأثيرها، الكل خاسر جراءها ولو بتفاوت.
فيما الاستعداد للحد من قوة هذا "العدو" المتربص يحتاج إلى تضافر جمعي وتعاضد، ومن يتوانى يدفع الضريبة مضاعفة، وفي سبيل المواجهة ذهب العلماء إلى اقتراح الكمامات والتباعد الاجتماعي والحجر الصحي العام أو الجزئي وفق لكل بيئة ومكان وظرفه، سلباً للحرية وتقييداً للحركة.
إلا أنه يجمع الأخصائيون في الصحة النفسية أن الحجر الصحي المفروض على أكثر من مليار شخص حول العالم بسبب جائحة كورونا، "ليس أمرا سهلا ولا موضوعاً يستهان به، إذ أنه إجراء استثنائي وغير مسبوق يقيد الحريات الفردية حتى في الدول الديمقراطية". وأن هذا الوضع يتسبب بـ "مشاكل نفسية للعديد من الأشخاص، خاصة بالنسبة للذين يفشلون في التعاطي بشكل إيجابي مع هذا الظرف".
تقرير من "فرانس برس" سلط الضوء على المتاعب النفسية التي ضاعفها فيروس كورونا المستجد على النازحين في المخيمات في العراق ، مشيراً إلى كابوس جديد يضغط عليهم "بمجرد ما تنفسوا الصعداء من كوابيس داعش".
وفاقم الحجر الذي فرض بسبب تفشي كورونا من المشاكل النفسية للنازح الإيزيدي زيدان (21 عاما)، الذي بالكاد تخلّص من الكوابيس التي يعاني منها منذ سنوات بسبب ممارسات داعش الوحشية في العراق.
يشير زيدان إلى أن "الوضع كان جيدا قبل مجيئ التنظيم الذي قتل الرجال وجنّد الأطفال قسرا وحوّل النساء إلى سبايا"، ما يمثل "إبادة جماعية" محتملة وفق الأمم المتحدة. ويكشف أنه بسبب التنظيم، صار يرى كوابيس كل ليلة، "أرى رجالا يرتدون الأسود جاؤوا لقتلنا"، وعلى غرار كثيرين في مخيم "باجد كندالا" يعاني الشاب من اضطراب ما بعد الصدمة.
وقول التقرير: بفضل متابعة للأخصائية النفسية في منظمة "الإسعاف الأولى الدولية" له وتمارين التنفس التي أوصته بها، خفّت نوبات الهلع، حتى أنه استعاد القدرة على النوم ليلا.
ويؤكد زيدان أنه "منذ عشرة أشهر، عادت الكوابيس ومعها الرغبة في الموت"، وذلك مع بدء فرض العراق حجرا في مارس/ آذار لاحتواء جائحة كوفيد-19.
وبحسب التقرير فقد "أضيف إلى الخوف من الجهاديين الخوف من فيروس كورونا المستجد والفقر المرافق له".
ووفق منظمة الصحة العالمية يعاني واحد من كل أربعة عراقيين من هشاشة نفسية في بلد يوجد فيه ثلاثة أطباء نفسيين لكل مليون شخص، في مقابل 209 في فرنسا مثلا.
كذلك وفق منظمة العمل الدولية فقد خسر نحو ربع العمال في أنحاء العراق وظائفهم نتيجة الحجر، وقد طاول ذلك خصوصا الفئة العمرية بين 18-24 سنة التي خسرت 36 بالمئة من الوظائف.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن