Erbil 9°C السبت 23 تشرين الثاني 04:54

دعوة الصدر لإحياء "البيوت الطائفية" تخوف الشارع العراقي

فكرة البيوتات الطائفية بهذا التوقيت تعني تلغيماً مرعباً لكل العراق

زاكروس عربية- أربيل

يتحرك زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بنشاط استعراضي قبيل الانتخابات المبكرة المقررة في العراق، وعينه على إيصال أحد "الصدريين" إلى منصب رئيس الوزراء في المرحلة القادمة، مبديً اتجاهات يشكك العراقيون أنها تتناسب مع المرحلة.

بعد مرور عام على تظاهرات تشرين التي دعت إلى دولة المواطنة والمدنية تسودها الشفافية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية إلى جانب مكافحة الفساد والهدر والطائفية والولائية والسلاح المنفلت في العراق، يخرج الصدر بدعوات لا تبدوا منسجمة ، بل أقرب ما تكون على النقيض مما ينشده العراقيون الذين ثقل كاهلهم الفقر والظلم وسطوة الفصائل الولائية.

دعا مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، إلى "ترميم البيت الشيعي" وطالب الكتل السياسية الأخرى الاستجابة له، متحججاً بما وصفه "التعدي على الدين والقيم"، فذكر العراقيين بمشروع البيوتات الطائفية السياسية، عقب الاحتلال الأميركي للبلاد، ومساهمتها في التوتر الطائفي وتعززيها خطاب الكراهية والمحصاصة، كما اعتبرها مراقبون بأنها "جزء من حملة الصدر لمواجهة المحتجين وتحدي مطالبهم".

فيما "غرد" الكاتب مجاهد الطائي معلقاً على دعوة الصدر: "كانت التحديات أمام الصدر في الفترة السابقة؛ هي كيف يقنع الشارع بأنه إصلاحي وهو في صف الفاسدين؟ وكيف يقنع الشارع بأنه ضد المليشيات وهو من الذين يحتفظون بمليشيات؟ وكيف يقنع الشارع بأنه بصف المعارضة وهو في الحكومة؟ اليوم وقف بصف الحكومة والفاسدين والمليشيات، وتجاوز جميع التحديات!".

وتحدث الصدر في "تغريدته" اليوم عن "التعدي الواضح والوقح ضد (الله) ودينه ورسوله وأوليائه من قبل ثلة صبيان لا وعي لهم ولا ورع، تحاول من خلاله تشويه سمعة الثوار والإصلاح والدين والمذهب"، في إشارة منه إلى المعتصمين والمتظاهرين، متهماً بأنهم (ثلة) "مدعومة من قوى الشر الخارجية، ومن بعض الشخصيات في الداخل"، دون أن يحدد بالاسم هاتين الجهتين.

وأردف الصدر مقدماً "الحل" الذي ارتأه لذلك "أجد من المصلحة الملحة الإسراع بترميم البيت الشيعي من خلال اجتماعات مكثفة لكتابة ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي نرفع فيه راية لا إله الله.. محمد رسول الله.. علي ولي الله. بمنهج إصلاحي وحدوي نزيه بلا فاسدين ولا تبعيين"، وختم بالقول: "فهل من مجيب؟".  ثلة

 

كذلك ذهب الباحث بالشأن السياسي العراقي أحمد الحمداني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "فكرة البيوتات الطائفية بهذا التوقيت تعني تلغيماً مرعباً لكل العراق، وهناك بيئة إقليمية لاستغلال ذلك لتصفية حسابات أو تعزيز نفوذ في العراق".

ووصف دعوة الصدر بأنها "ستجد ترحيبا إيرانيا، وحتى مليشياويا، لأنها تبقي حالة التخادم والفشل السياسي، ونظام زعماء الطوائف الحامي للفساد، ولكن تبقى الآمال معلقة على وعي الشارع ومدى تمسكهم بمبادئ ثورة أكتوبر".

في هذه الأثناء أثارت الاستعدادات التي يجريها ناشطو محافظة ذي قار، للخروج بتظاهرات واسعة يوم الجمعة المقبل ردّاً على عمليات استهدافهم من قبل أتباع التيار الصدري بالأسلحة وحرق الخيم، مخاوف حكومية من تجدّد الصدامات الدامية التي أودت بحياة ثمانية مدنيين وجرح نحو ثمانين شخص.

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.