زاكروس عربية - أربيل
كشفت وسائل إعلام إيرانية تفاصيل جديدة عن اغتيال محسن فخري زادة، أبرز علماء الجمهورية الإسلامية في مجال الطاقة النووية، مشيرةً إلى أن عملية قتله استغرقت دقائق قليلة، وسط اتهامات من طهران لإسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتيال زادة.
وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية قالت إن عملية اغتيال زادة استغرقت قرابة 3 دقائق فقط، مشيرةً إلى أنه "لم يكن هناك عامل بشري في مكان الاغتيال، ولم يتم إطلاق النار إلا بأسلحة آلية يتم التحكم فيها عن بعد".
كذلك أوضحت الوكالة أن فخري زادة وزوجته كانا تقلهما صباح الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 سيارة مضادة للرصاص، بمرافقة 3 سيارات حراسة في طريقهما إلى منطقة "دماوند" قرب طهران.
وإحدى سيارات الحراسة انفصلت عن الموكب على بعد كيلومترات من موقع الحادث، بهدف التحقق ورصد أي حركة مشبوهة، وأشارت الوكالة إلى أنه في تلك الأثناء تسبب صوت بضع رصاصات استهدفت السيارة في لفت نظر فخري زادة وإيقاف السيارة.
أضافت الوكالة أن فخري زادة خرج من السيارة معتقداً أن الصوت ناتج عن اصطدام بعائق خارجي أو مشكلة في محرك السيارة.
لكن عقب نزول فخري زادة من السيارة، "قام مدفع رشاش آلي يتم التحكم به عن بعد مثبت على شاحنة صغيرة مركونة على بعد 150 متراً، بإطلاق وابل من الرصاص عليه، لتصيبه 3 رصاصات، قطعت واحدة منها نخاعه الشوكي، وبعد لحظات تم تفجير الشاحنة المركونة، وفقاً للوكالة الإيرانية.
بعد ذلك نُقل فخري زادة جريحاً إلى مستوصف قريب، ومنه بطائرة مروحية إلى مستشفى في طهران لكنه توفي هناك.
من جهة أخرى، قالت الوكالة إن التحقيقات أظهرت أن صاحب الشاحنة المركونة غادر البلاد في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، دون تسمية الجهة التي توجه إليها.
وأثار اغتيال فخري زادة عاصفة من التساؤلات والتكهنات في إيران، عما إذا كان الموساد الإسرائيلي يقف فعلاً خلف اغتيال العالم النووي الإيراني؟ وعما إذا كان الجهاز الإسرائيلي هو الذي اغتاله، فلماذا؟ وكيف يمكن أن تنتقم إيران من تل أبيب؟
يُعد فخري زادة أحد أهم العلماء في إيران، وكانت تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري" تنفي طهران وجوده.
كانت إسرائيل قد حصلت في عام 2018 على آلاف الوثائق "السرية" الإيرانية، وحينها أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن ارتياحه للحصول على الوثائق، موضحاً أنها تكشف تفاصيل خطة إيرانية تهدف، على حد قوله، لصنع خمسة رؤوس نووية، وقال خلال مؤتمر صحفي: "تذكروا هذا الاسم"، متحدثاً عن فخري زادة.
وبينما لم ترد إيران بعد على اغتيال فخري زادة، قال القائد السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية آموس يادلين في مكالمة هاتفية مع صحفيين: "هذه المرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها. كل هذا يندرج في سياق حرب سرية: وهم (الإيرانيون) قد يرجئون الرد حتى الأيام الأخيرة من إدارة (الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد) ترامب حتى لا يتسنى له استخدام هذا الرد لشن هجوم" مباشر على إيران.
تابع يادلين أن طهران قد تستهدف علماء إسرائيليين أو تستخدم قوات موالية لها مثل حزب الله اللبناني لشن عملية ضد تل أبيب، أو "تطلق صواريخ من إيران" أو تستهدف سفارات إسرائيلية في الخارج، في وقت ذكرت فيه الصحافة المحلية أن الدبلوماسية الإسرائيلية عززت أمن سفاراتها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يُذكر أن إيران فقدت هذا العام بمقتل فخري زادة ثاني شخصية من بين مجموعة شخصيات تُعد الأكثر أهمية بالبلاد، إذ سبق أن أعلنت الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير مسؤوليتها عن اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، مهندس الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن