زاكروس عربية- أربيل
أقرت شخصيات إيرانية رسمية أو شبه رسمية بوجود اختراق أمني لمنظومة الاستخبارات في البلاد، مشيرين إلى "الحضور الكثيف للكيان الصهيوني".
إذ اعتبر علي جنتي، وزير الثقافة السابق، وابن آية الله جنتي، أمين عام مجلس صيانة الدستور، أن الأوان حان للمسؤولين الأمنيين في البلاد كي يتحركوا بعد اغتيال العالم النووي البارز، ورئيس البحوث العلمية في وزارة الدفاع، محسن فخري زاده،" لا سيما مع تكرار عمليات اغتيال الشخصيات العلمية وسرقة الوثائق السرية كاملة".
وأضاف أنه "على ضوء الحضور الكثيف للكيان الصهيوني حان الوقت أن يأخذ المسؤولون الأمنيون موضوع خطر التسلل الإسرائيلي على محمل الجد واتخاذ التدابير اللازمة"، بحسب تعبيره.
الحديث عن "خرق أمني" و"سرقة وثائق شديدة السرية" قابلتها الحكومة الإيرانية بكثير من السخرية، وأستهزئ وزير الخارجية محمد جواد ظريف ونائبه، عباس عراقجي في حينه من ادعاءات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول حصوله على "وثائق سرية"، قائلاً: "هذا أمر يدعو للسخرية".
تعليق ظريف جاء قبل نحو عامين من الآن ، حيث أكيد نتنياهو مواصلة طهران عملها "النووي السري"، ليدل على ما ذهب إليه عبر عرض إحدى الوثاق التي قال إن "الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من الحصول عليها من إيران"، وعرض صورة للمسؤول والمشرف على هذا "البرنامج السري المزدوج"
وأظهر على العلن في حينه في إحدى الوثائق التي عرضها وقال إن "الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من الحصول عليها من إيران"، الوثيقة حملت صورة للشخص المسؤول عن هذا المشروع السري المزدوج، كاشفا أنه محسن فخري زاده، قائلاً في حينه "احفظوا جيدا هذا الاسم".
القلق ذاته من "الاختراق" شاركه حسين دهقان، وزير الدفاع الإيراني السابق والمستشار الحالي للمرشد الإيراني علي خامنئي، وأشار بشكل حاسم أن اغتيال فخري زاده "يثبت وجود اختراق في الاستشراف الاستخباراتي للبلاد ويجب اكتشافه".
بدوره، اعتبر حسين علائي، أحد كبار القادة السابقين بالحرس الثوري، أن "الاغتيال اعتمد على معلومات دقيقة، ونجم عن ضعف هيكل وآليات أجهزة الأمن الإيرانية".
محمد حيدر باحث في الشؤون الاقتصادية والسياسية في لندن أكد في اتصال مع "القبس" الكويتية، أن اغتيال محسن زادة "ليس من السهل فهم طبيعة الرد حالياً إلى حين فهم تفاصيل عملية الاغتيال وحسم الجهة التي خططت ودبرت ونفذت. ويضيف: «الآن، ستقوم إيران مبدئياً بتنفيذ خطوات أمنية مشددة داخل البلاد. أما في الخارج، فسيعتمد الرد على هوية المتورطين والجهات الاستخباراتية في تنفيذ الاغتيال".
يشار إلى أن وزارة الدفاع الإيرانية كانت قد أعلنت أمس الجمعة وفاة فخري زاده متأثراً بجروحه بعيد استهدافه من قبل "عناصر إرهابية". وأوضحت أنه أصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من مهاجمين اشتبكوا بالرصاص مع مرافقيه، وتوفي في المستشفى رغم محاولات إنعاشه.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن