زاكروس عربية- أربيل
ناشد بيان صادر عن متظاهري ساحة الحبوبي بالناصرية، المرجع علي السيستاني، تجريم "المليشيات" عبر بيانات "واضحة" تصدر عنه.
نوه البيان أن الناصرية كانت يوم أمس الجمعة تتهيأ لاستذكار "مجزرة الزيتون" في العام الماضي والتي ارتكبت بحق المتظاهرين العزل وراح ضحيتها العشرات من أبناء الناصرية "شهداء" بالرصاص الحي ومئات الجرحى والمعاقين، مؤكداً أن "القمع الممنهج من الحكومة والميليشيات الساندة لها استمر يومين آنذاك".
أشار البيان إلى تفاجأ المتظاهرين باقتحام الساحة من قبل "ميلشيات تابعة لأحد الجهات الحزبية (التيار الصدري) التي اعترفت بالجريمة عبر بيانات تابعة لقيادتها"، وهي محملة بكل أنواع الأسلحة، إذ أقدمت على حرق وتجريف كل الخيم في الساحة دون وجه حق"، مضيفا أنه راح ضحية اقتحامها "الجبان هذا شهداء وجرحى تجاوزوا المئة".
مساء أمس، عاد أنصار التيار الصدري إلى ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، وسط اطلاق نار وإحراق خيام المعتصمين، بعد مغادرتها قبل ذلك بساعات قليلة، مضرمين النار في ما تبقى من خيم، ما دفع الناشطين المعتصمين إلى الهروب للأزقة القريبة، وفق ما أكدته مصادر إعلامية قريبة من موقع الحدث.
كما أفادت مصادر طبية في الناصرية لوكالة ‹فرانس برس› أن بين الجرحى "تسعة بالرصاص". كذلك حمّل الناشط البارز محمد الخياط أنصار الصدر المسؤولية عن العنف. وقال إن "صدريين مسلحين بمسدسات وبنادق حاولوا إخراجنا" من الساحة".
البيان أفاد بأن "المجزرة حدثت أمام أنظار القوات الأمنية بكل صنوفها ولم تقدم أي حماية لساحة الحبوبي، وكأنما الأمر تم باتفاق بين الطرفين "، مبيناً أن "هذه الميليشيات سيطرت سيطرة مطلقة على مركز المحافظة بأسلحتها واستطاعت إسقاط المدينة بيدها، والقوات الأمنية والحكومة المركزية والمحلية بوضع تفرج غريب ".
يوم أمس، أوفد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، عدداً من قادة الأمن ومسؤولين في وزارة الداخلية لمدينة الناصرية لضبط الأوضاع ومنع توسع المواجهات بعد ما شهدتها من اعتداءات لأنصار التيار الصدري على المتظاهرين.
وتوجه المتظاهرون بمطالبة المرجعية بـ "التدخل لحماية أرواح الشباب ومعاقبة الميليشيات المجرمة" عبر تجريمها شرعياً وببيانات واضحة كونها تدعي سلوكاً "دينياً تجاه الثورة الشاملة" لكل طوائف وأصناف المجتمع العراقي، حاثينها على الضغط "معنا على الحكومة والامم المتحدة لإيجاد مخرج لهذه الازمة العصيبة".
وطالب المتظاهرون أيضاً خلال بيانهم حكومة الكاظمي بتقديم استقالتها "لهذا الفشل الكبير بحفظ هيبة الدولة وحماية أرواح الشعب وحماية حق الاحتجاج والرفض والتعبير".
وتوعدوا حكومة ذي قار المحلية "متمثلة بمحافظها وقائد الشرطة "الذي سمح لهذا الاجرام ولم يتدخل بأي حرف أو موقف" بالعقوبة على هذا "الخذلان الكبير" حسب وصفهم.
وجدد المتظاهرون مطالباتهم للأمم المتحدة بالتدخل فوراً معلنين لها بأن "الحكومات المتعاقبة عاجزة عن حماية الشعب"، مؤكدين أن "المجازر تعددت وينتظرنا الكثير من الموت والدمار بوجود السلاح المنفلت، إن لم تتدخل فعليا وليس شكليا في حماية العراقيين".
هذا وحذر المقرب من زعيم التيار الصدر صالح محمد العراقي الحكومة العراقية، مهدداً المتظاهرين قائلاً: "إن لم تستطع الدولة من حماية ذي قار فإن للعراق جنوده".
إلى ذلك، أثنى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على ممارسات أتباعه مبديً إعجابه بهم وثنائه عليهم، وقال في تغريدة له وجهها لهم: "لقد أثبتم أن العراق اليوم عراق المرجعية، عراق الصدرين".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن