زاكروس عربية – أربيل
أوفد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الجمعة (27 تشرين الثاني 2020)، عدداً من قادة الأمن ومسؤولين في وزارة الداخلية لمدينة الناصرية بمحافظة ذي قار لضبط الأوضاع ومنع توسع المواجهات بعد ما شهدتها من اعتداءات لأنصار التيار الصدري على المتظاهرين.
وسط الأنباء الواردة عن ارتفاع حصيلة المصادمات التي وقعت في ساحة الحبوبي إلى 3 ضحايا و70 جريحاً، 5 منهم من القوات الأمنية، كتب نشطاء من المدينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن مستشفى المدينة امتلئ بالجرحى المحتاجين لتبرعم بالدم، منوهين إلى أن "أنصار التيار الصدري نصبوا سيطرة بالقرب من مركز الدم في المدينة لمنع الوصول إليه"، إلا أنه لم يتسنى لموقع زاكروس عربية التأكد من هذه المعلومة.
فيما فرضت السلطات الأمنية حظر التجوال في مدينة الناصرية، أقال الكاظمي مدير الشرطة في ذي قار، العقيد حازم الوائلي من منصبه وأحالته إلى التحقيق، كما عينت اللواء عودة سالم عبود (الجابري) بدلاً عنه.
وأكد اللواء الجابري أن تكليفه "جاء بأمر من القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي ووزير الداخلية عثمان الغانمي"، مبيناً أنه "سيتسلم القيادة يوم غد وسيلتقي بكافة الضباط والمنتسبين بالمحافظة".
وأوضح الجابري في حديثه لإذاعة الناصرية، أنه سيضع خطط "لضمان استقرار الوضع في المحافظة لحظة وصوله، خاصة وأن همه الأساسي الأول والأخير هو خدمة أهالي ذي قار".
من جهته، قال ضابط في قيادة عمليات ذي قار إن "المئات من عناصر الأمن نزلوا إلى الشوارع، وانتشروا بشكل مكثف للسيطرة على الوضع الأمني"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنه "تم تكثيف الوجود الأمني في عدد من الطرق المهمة، ومنها جسر الحضارات، وذلك بعد أنباء عن توجه العشرات من أتباع الصدر نحوه".
وأكد الضابط أن "الوضع مرتبك في المدينة، وأن الأهالي والعشائر دعوا الحكومة المحلية لتحمل مسؤوليتها بحماية المتظاهرين، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات".
عضو تنسيقية تظاهرات ذي قار، فلاح العلي، أكد من جهته أن "الاعتداء السافر على المتظاهرين وقتل بعضهم وإصابة العشرات منهم، يثبت أننا نعيش ببلد تحكمه المليشيات، وأن الحكومة عاجزة عن فرض القانون"، محملاً، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، الحكومة "مسؤولية تلك الأحداث والجرائم، لا سيما أن أجهزتها الأمنية لم توفر أي حماية للمتظاهرين العزل".
وأشار إلى أن "ساحة الحبوبي ستعود للمتظاهرين، وستكون لنا وقفة يوم غد في الساحة، وسنعاود نصب خيامنا"، مؤكداً أن "جريمة اليوم ستضاف إلى سلسلة جرائم المليشيات التي قمعت المتظاهرين، وارتكبت أبشع الجرائم ضدهم، على مدى عام كامل من مسيرة التظاهرات الشعبية".
إلى ذلك، أثنى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على ممارسات أتباعه مبدياً اعجابه وثنائه لهم ، وقال في تغريدة له وجهها لهم: "لقد أثبتم أن العراق اليوم عراق المرجعية، عراق الصدرين".
وأفادت مصادر طبية في الناصرية لوكالة ‹فرانس برس› أن بين الجرحى "تسعة منهم بالرصاص". كذلك حمّل الناشط البارز محمد الخياط أنصار الصدر المسؤولية عن العنف.
وقال الخياط للوكالة إن "صدريين مسلحين بمسدسات وبنادق حاولوا إخراجنا" من الساحة، مضيفا "نخشى أن يتصاعد العنف".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن