زاكروس عربية- أربيل
أعلن "مكتب حماية الطفل في النزاعات المسلّحة" المشكل من قبل "الإدارة الذاتية"، اليوم الإثنين (23 تشرين الثاني 2020) إعادة 10 أطفال (قُصر) إلى ذويهم، كانوا قد ضموا في وقتٍ سابق لصفوف التشكيلات التابعة لـقوات سوريا الديمقراطية، وسط استمرار ظاهرة خطف وتجنيد القاصرين في كوردستان سوريا.
- إعلان إعادة أطفال
المكتب المشكل بناءً على الخطة الموقعة بين قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› والأمم المتحدة بتاريخ 29 حزيران/يونيو 2020، والمصدّقة من قبل "الإدارة الذاتية"، كشفت ميديا نصر الدين عضو المكتب في مؤتمر صحفي عقدته اليوم في مدينة قامشلو/ القامشلي، تلقيهم 16 شكوى بخصوص تجنيد قصر من قبل الأهالي، منوهة أنه "أعدنا أربعة أطفال ضمن مدينة قامشلو، وعشرة أطفال على مستوى إقليم الجزيرة. ونعمل على متابعة بقية الشكاوى المقدمة".
وأشارت نصر الدين إلى أن "مكتب حماية الطفل الرئيسي في شمال شرقي سوريا، استلم خمسين شكوى منذ افتتاحه ويتم حالياً العمل عليها".
- عوائل بانتظار فلذات أكبادها
في هذه الأثناء، كشف عمران عليكو والد القاصرة روان الذي يتهم مجموعة “الشبيبة الثورية” أو ما تعرف كُردياً باسم "جوانن شورشگر Ciwanên Şoreşger" بخطف ابنته بغرض تجنيدها، عدم شمول ابنته بين المعادين إلى ذويهم وكتب عبر فيسبوك " للأسف الشديد كنا نتوقع إعلان اسم روان عليكو في المؤتمر الصحفي بقامشلو، لكن تركونا ننزف من قلوبنا يوم آخر ".
كما كشفت مصادر محلية في مدينة عامودا بكوردستان سوريا، عدم شمول القاصر برفين كاميران العمري المختطفة من قبل الجهة السابقة - وفق ذويها- بين الأطفال المعلن إعادتاهم.
الظاهرة التي لم تقف إلى الآن ما تزال تشغل الرأي العام وتلقى انتقادات واسعة من جميع الأوساط، وكتبت الناشطة السياسية والرئيسية السابقة لجميعة النساء الكورد في عامودا، منال الحسيني، أن "اختطاف القاصرات من أجل تجنيدهن أقسى أشكال العنف الممارس على المرأة ..من لا يتحدث عن هذا العنف ولا يطالب بإعادتهن إلى مقاعد الدراسة لا يدعي مناصرته أو مناصرتها لقضايا المرأة و خاصة العنف الممارس عليها منذ الطفولة و لا أستثني القاصرين طبعا.. برفين كاميران العمري تبلغ 12 عاماً فقط .. اختطفت من قبل جوانن شورشكر من أمام منزلها في عامودا".
- مطالبة بحل مجموعات ضالعة في تجنيد القاصرين
فيما قامت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” بإرسال شكوى رسمية إلى “مكتب حماية الطفل في النزاعات المسلّحة” بتاريخ 30 آب/أغسطس 2020، وتضمّنت الشكوى، معلومات مفصّلة عن أنشطة المجموعة التي تُطلق على نفسها اسم “الشبيبة الثورية” أن التحقيقات التي قامت بها “سوريون” أكدت تورطهم بمعظم عمليات تجنيد القاصرين والقاصرات. وقد بلغت عدد الحالات التي تمّ تجنيدها من قبل هذه المجموعة (9 حالات) وثقتها المنظمة.
وطالبت بـ "التسريح الفوري للأطفال المجندين ولمّ شملهم مع أسرهم، أو نقلهم إلى السلطات المدنية التي عليها حمايتهم في الحالات التي يكونون فيها عرضة للعنف المنزلي، إذا أُعيدوا إلى أسرهم".
كذلك طالبت المنظمة "مراقبة تفعيل وعمل مكتب “حماية الطفل في النزاعات المسلحة” لتلقي الشكاوى المتعلقة بتجنيد الأطفال، والوقوف عليها بشكل جدّي، واتخاذ أقسى التدابير العقابية ضد الجهات والقادة الذين لا يمتثلون للحظر المفروض على تجنيد الأطفال، بما في ذلك حركة “الشبيبة الثورية” و ”اتحاد المرأة الشابة"، مشددة على ضرورة حل هذه المجموعات ومحاسبة جميع الجهات المتورطة (أفراداً وجهات)".
- ما بعد الإعادة ... عدم الاعتراف
الخشية التي يحملها ذوو القاصرين المختطفين لم تتبدد مع تشكيل المكتب، كما أن الغمة لم تزول في العموم بعد الإعلان عن إعادة عشر أطفال قاصرين، إذ أن الإجراءات المتبعة حتى الآن لم تضع حداً للظاهرة التي ما تزال الوقائع تشير إلى انتشارها، لكن الخوف الأعظم مرده إلى أن فئة من المختطفين يتم تجنيدهم في صفوف حزب العمال الكوردستاني.
إعلان المكتب اليوم لم يتضمن إشارة إلى أن هؤلاء الأطفال تم تجنيدهم قسرياً، وعلى العكس من ذلك أبدى تشويهاً لهذه الحقيقة عبر القول بإنهم انضموا (تلقائياً) إلى صفوف القوات العسكرية والتي يتم تسميتها.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن