Erbil 15°C الإثنين 20 أيار 15:18

تقرير: مسيحيو العراق في هجرة مستمرة

ذهبوا بحثاً عن مستقبل لأولادهم

زاكروس عربية - أربيل

كشف تقرير جديد عن تزايد هجرة المسيحيين في العراق في الأعوام الأخيرة، مشيراً أنها كانت قد تفاقمت خلال فترة النزاع الطائفي (2006-2008) حين حصل استهداف مباشر للمسيحيين وكنائسهم في خضم موجة هجمات راح ضحيتها الآلاف.

ويؤكد بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس روفائيل ساكو لـ "فرانس برس" أن "كثراً من المسيحيين هاجروا رغماً عنهم، لأن هذه أرضهم وهذا تاريخهم، ذهبوا بحثاً عن مستقبل لأولادهم".

وبحسب البطريرك ساكو، كان "هناك مليون ونصف مليون مسيحي حتى 2003، ولا يفوق عددهم الإجمالي اليوم نصف مليون""

بينما يؤكد وليام وردة من المنظمة غير الحكومية، حمورابي، التي تدافع عن حقوق الأقليات المسيحية في العراق، من جهته، أن "عدد المسيحيين الباقين في العراق يتراوح بين 300 و400 ألف فقط".

ويضيف وردة أنه "في بغداد التي كان يقطنها عام 2003 نحو 750 ألف مسيحي، لا يتجاوز حالياً عدد المسيحيين 75 ألفاً"، وفي منطقة الدورة في جنوب بغداد التي "كانت فيها أسواق كاملة للمسيحيين من تجار وأطباء وأصحاب مقاه"، كان "عدد المسيحيين 150 ألفا، ولم يبق سوى ألف حالياً"، وفق وردة.

وأوضح وردة أنه "يوجد شعور لدى المسيحيين أن الدولة تتحوّل إلى دينية، ولا يستطيع المسيحي أن يعيش فيها، حتى المسلم العلماني لا يستطيع أن يعيش فيها".

وبالإضافة إلى العوامل الاقتصادية التي تؤثر على جميع العراقيين، يعاني المسيحيون في العراق من التمييز والتهميش وتراجع حقوقهم.

ويشير البطريرك ساكو الى أنه "لا يوجد ضغط مباشر على المسيحيين حالياً، لكن الممارسات اليومية فيها إقصاء. إن كنت مسيحياً، لا مكان لك بالعمل على مستوى مؤسسات الحكومة، هذا سببه الفساد، ويدفع للهجرة".

وسيطر تنظيم داعش عام 2014 على أجزاء واسعة من العراق لا سيما الموصل ونينوى حيث يتركز الثقل المسيحي في البلاد، وتسببت ممارساته والترهيب الذي زرعه بموجة نزوح واسعة شملت المسيحيين، بحسب تقرير لفرانس بريس.

ورغم مرور ثلاث سنوات على هزيمة تنظيم داعش في العراق، لكن الأسباب التي لا تزال تدفع المسيحيين العراقيين للبحث عن حياة في الخارج لم تنته.

وتراود فكرة الهجرة من جديد نينوس (25 عاماً) من الدورة، فهو سبق أن هاجر إلى أكثر من مكان، لكنه عاد إلى العراق بعدما واجه صعوبات في الخارج.

ويروي الشاب الذي يعمل خبير تجميل "أحياناً أجد نفسي هنا، لكن أغلب الأوقات لا أشعر أن لي مكانا، بمعنى أن الوضع لا يتناسب مع عملي وتفكيري وما أسعى لتطويره بنفسي".

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.