زاكروس عربية – أربيل
طالبت إيران من الجماعات المسلحة المرتبطة بها في الشرق الأوسط " البقاء في حالة تأهب قصوى وتفادي توترات مع الولايات المتحدة " مع تزايد العقوبات الأميركية مؤخراً والحديث عن احتمال توجيه الإدارة الأميركية ضربات عسكرية ضد مواقع إيرانية، حسبما قال مسؤولون عراقيون لوكالة "أسوشييتد برس".
فقد كشف تقرير للوكالة توجيه قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم قاآني هذا الطلب خلال اجتماعه في بغداد مع عدد من قادة الفصائل الولائية المرتبطة بها، وأن قاآني شدد عليهم "توقفوا لتجنب منح ترامب فرصة البدء في جولة واحدة بواحدة جديدة من العنف". مخابطاً إياهم "تحلوا بالهدوء وأوقفوا الهجمات في الوقت الحالي ضد التواجد الأميركي في العراق"، منوهاً لهم أنه لو حصل هجوم أميركي على حلفاء إيران فسيكون رد طهران "متماشياً مع نوع الضربة"، وفقاً لما نقله أحد السياسيين العراقيين عن قاآني.
فيما أعلن زعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أول أمس الخميس انتهاء "هدنة" الفصائل بشأن قصف السفارات والقوات الأميركية، وعزا ذلك إلى "عدم تحقق الشروط التي على أساسها حصل الاتفاق"، إلا أنه رفض القول قرار الفصائل في "جيب" إيران، مشيراً أنه وجه رسالة "شديدة اللهجة" إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني، وأنه طلب إليه عدم الامتثال للضغوط التي تمارس عليه بشان العمليات العسكرية في العراق، "وإلا لن نسمع منك".
يذكر أنه في ظل ولاية ترامب، تصاعدت التوترات مع إيران، ووصلت إلى ذروتها بداية العام بالضربة الجوية الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، قرب مطار بغداد. وشنت إيران هجوماً صاروخياً باليستياً رداً على الضربة القاتلة التي شنت بطائرة مسيرة، كما استهدفت جنودا أميركيين في العراق وأصابت بعضهم.
بيد أن تقارير إعلامية تحدثت أن هناك "قلقاً متزايداً" بشأن ما قد يفعله ترامب بحق إيران قبل مغادرته منصبه، بما قد يشمل توجيه ضربة محتملة لـ "أعداء" الولايات المتحدة بالخارج.
وأول أمس الخميس، حذر مستشار المرشد الإيراني في مقابلة مع "أسوشييتد برس" من أن أي هجوم أميركي على إيران يمكن أن يؤدي إلى "حرب شاملة" في المنطقة.
ويعتبر العراق، حيث بدأت المنافسة بين الولايات المتحدة وإيران، ساحة محتملة. فقد دفعت الهجمات المتكررة على السفارة الأميركية في بغداد في الشهور الأخيرة إدارة ترامب للتهديد بإغلاق البعثة، في خطوة أثارت أزمة دبلوماسية وأدى التراسل في كواليس القنوات الدبلوماسية لهدنة غير رسمية قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الأميركية.
لكن بعد ساعات فقط من إيصال قاآني رسالة إيران في بغداد، وبينما كان لا يزال في العراق، أطلِق وابل من صواريخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء في بغداد، لتهبط على بعد أمتار قليلة من السفارة الأميركية. وتسبب بعض الصواريخ التي سقطت خارج المنطقة الخضراء في مقتل طفل وإصابة خمسة مدنيين.
يمكن أن يشير الهجوم - المناقض لتعليمات تجنب التصعيد - لخلاف محتمل في صفوف قادة الميليشيات أو خطة متعمدة من الفصائل لإرسال رسائل مختلطة وإبقاء نواياها غامضة.
الخزعلي أشار إلى وجود "اختلاف في وجهات النظر" بين الفصائل الولائية إزاء قصف المنطقة الخضراء، مؤكداً أنه "يتبنى الاتجاه الذي لا يفضل قصف السفارة".
ويُعتقد أن ميليشيا غير معروفة إلى حد كبير باسم "أصحاب الكهف" وعلى صلة بكتائب حزب الله العراقية، هي التي شنت الهجوم الصاروخي بعد إعلانها مسؤوليتها عنه. من جانبها، نفت كتائب حزب الله إطلاقها الصواريخ، وزعمت أن "هدنة" بدأت في أكتوبر ما زالت سارية.
في الوقت نفسه في لبنان، نصح حسن نصر الله زعيم "حزب الله" الأنصار والحلفاء بضرورة التحلي بالحذر خلال الأسابيع المتبقية لترامب في الرئاسة.
وقال نصر الله في تصريحات متلفزة في بداية الشهر الجاري إنهم جميعاً يجب أن يتحلوا بالحذر في الشهرين المقبلين ليمرا بسلام، لكنه حث أنصاره على الاستعداد لمواجهة أي خطر، وعلى الرد إن قامت الولايات المتحدة أو إسرائيل بهجوم.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن