زاكروس عربية- أربيل
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، "تغريدة" للسفير التركي في باريس، تظهر زيارته قبر المدرس الفرنسي صاموئيل باتي، الذي نُحر على يد فتى شيشاني بعد عرض المدرس رسوماً كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد عليه السلام.
وقال السفير في "التغريدة" التي نشرها في الـ 23 من الشهر الجاري، "وضعت مجموعة من المعلمين الأتراك المعارين إلى فرنسا أمس إكليلاً من الزهور تكريماً لـ #SamuelPaty أمام الكلية التي درس فيها ، للتعبير عن مشاعرهم العميقة ودعمهم. أشكرهم!".
إلا أن الزيارة لاقت استغراباً لدى البعض وتهكماً لدى أخرين من "ازدواجية تركية" في التعامل مع ملف الرسوم، وأشار الصحفي مير يعقوب في حديث مع زاكروس عربية إلى أنه "لست مستغرب من هذا السلوك التركي الإزدواجي لأنه معتاد "، مشدداً على أن تركيا "صيادة أزمات"، وأضاف "في أزمة آيا صوفيا بعث أردوغان رسالتين، واحدة للعالم الإسلامي دغدغ فيها مشاعرهم وحاول تصوير فعلته كبطولة، وفي الأخرى التي بعثها لأوروبا والغرب عموماً حاول مص نقمتهم وتهدئة غضبهم عبر التبرير وقطع وعود أخرى، والآن تحاول اللعب على الحبلين، فالخطاب المعادي لفرنسا هي لعبة أخرى لكسب الشارع وتعاطف المسلمين مع حملاته ولفت الأنظار عن الأزمات التي تواجهها تركيا لا سميا الاقتصادية".
منوهاً أن "الجزء الآخر من اللعبة التركية هي التمظهر بموقع المناهض للإرهاب بكل أشكاله، وأنها جزء من العملية الدولية ضد الإرهاب"، لافتاً أن "تركيا تناسى دورها المساند للفصائل المستمرة في الانتهاكات التي ليس أقلها التهجير والقتل والخطف، عداك عن احتلالها مدن في كوردستان سوريا ، وتعاونها مع الصين مع إغفال قضية مسلمي الإيغور".
الزيارة التي جاءت قبل التصعيد الأخير من الجانب التركي تجاه فرنسا، مع تصريح رئيسها أردوغان (24 تشرين الأول ) طالب فيها نظيره الفرنسي بـ"فحص صحته العقلية"، فيما استدعت فرنسا سفيرها في تركيا. باريس اعتبرت أن "تصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجا في التعامل".
إلا أن تركيا عاودت التصعيد من الجديد مع حث أردوغان، أمس الاثنين، مواطنيه على مقاطعة البضائع الفرنسية، قابلتها فرنسا بهدوء، وقال وزير التجارة الفرنسي، فرانك ريستير، إن بلاده لا تنوي مقاطعة المنتجات التركية وستواصل العلاقات مع تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، رغم دعوته لوقف شراء البضائع التي تصنعها فرنسا.
هذا وبلغت صادرات إلى الدول الثماني (تركيا، الجزائر، المغرب، قطر، تونس، الإمارات، السعودية، مصر) التي دعت بعضها إلى مقطعة المنتجات الفرنسية وصلت العام الماضي إلى 35 مليار دولار، بحسب بيانات موقع ITC Trade، وهو مشروع تابع للأمم المتحدة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن